رسائل قوية بين الملك محمد السادس وبوتفليقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عيسى العلي من الدار البيضاء: يتبادل المغرب والجزائر، منذ بداية الأسبوع الجاري، رسائل قوية جدا بخصوص ملف الصحراء الغربية التي تطالب البوليساريو باستقلالها.
فبعد يومين من إلقاء العاهل المغربي محمد السادس خطابا، بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين "للمسيرة الخضراء"، قال فيه إن استقلال الصحراء، الذي تطالب به البوليساريو، بدعم من الجزائر، يشجع على الإرهاب في المغرب العربي والساحل، أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في تصريحات ببكين اليوم، أن موقف بلاده لا يعرقل بناء اتحاد المغرب العربي.
ومن الرسائل القوية التي حملها الخطاب أيضا "نؤكد حرصنا على وحدة المغرب العربي وعلى تجنيب المنطقة وجهة الساحل وجنوب شمال المتوسط، ما يمكن أن ينجم عن زرع كيان وهمي من ويلات البلقنة وعدم الاستقرار"، وهو مارد عليه بوتفليقة بالقول "التزامنا تجاه القضية الصحراوية لا يشكل أبدا حاجزا أمام تشييد صرح المغرب العربي بغية الاستجابة لتطلعات شعوب المنطقة".
وأكد بوتفليقة، في كلمة في جامعة بكين، أن الاستفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي أمر "لا مناص منه"، فيما بدا وكأنه رد على ما أكده محمد السادس حول أن "فرضية" استقلال الصحراء الغربية "يحول المنطقة إلى مستنقع لعصابات الإرهاب والتهريب والاتجار في البشر والسلاح"، مشيرا إلى أن مشروع "الحكم الذاتي الموسع" لهذه المنطقة، التي ضمها المغرب في 1975، سيطرحه عليه "في الأسابيع المقبلة" المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية الذي يضم منذ مارس وجهاء صحراويين مقربين من المغرب.
وأبرز الرئيس الجزائري أن النزاع في الصحراء الغربية يمثل "مشكلة تصفية استعمار" يجب حلها من قبل "المجتمع الدولي في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن".
وكانت قضية الصحراء مرت بسلسلة من السيناريوهات، التي اشتركت فيها الأمم المتحدة والأطراف المعنية في المنطقة، بدءا بالاستفتاء، ومرورا بالحل السياسي، أو ما عرف بالحل الثالث، ثم خيار التقسيم.
يشار إلى أن نهاية أكتوبر المنصرم عرفت تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يجدد فيه الإعراب عن أمله في التوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء الغربية يتيح تقرير المصير للشعب الصحراوي.
ويقول نص القرار، الذي رعته إسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، أن مجلس الأمن "يؤكد مجددا رغبته في مساعدة الأطراف في التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين يتيح تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، في إطار اتفاقات تتطابق مع الأهداف والمبادىء المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة".
وتتنازع المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) المدعومة من الجزائر السيادة على هذه المستعمرة الاسبانية السابقة منذ 1975.
وتسعى الأمم المتحدة منذ 1992 إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية. ويعارض المغرب إجراء الاستفتاء ويقترح حكما ذاتيا واسعا ضمن السيادة المغربية الأمر الذي ترفضه البوليساريو.