ذكرى عرفات تثير أسباب وفاته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس : تشكل الذكرى الثانية لوفاة ياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية الراحل، مناسبة للفلسطينيين، لطرح أسباب وفاته المشكوك فيها للبحث من جديد. ويسود اعتقاد واسع لدى الفلسطينيين، بان زعيم الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة على مدى 40 عاما مات مسموما. ورغم مرور عامين على وفاة عرفات، في مشفى بيرسي العسكري الفرنسي، إلا أن تحقيقا جديا في أسباب وفاته لم يجر، مما يضع رفاق عرفات في موقع النقد من قبل جهات فلسطينية عديدة، ولكن بعض عناصر القيادة الفلسطينية والتي رافقت عرفات على مدى اكثر من أربعين عاما، تدافع عن نفسها، مثل هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي يقول إنه لدى القيادة تصورا عما جرى في آخر شهر من حياة عرفات، حيث يعتقد على نطاق واسع، انه خلال هذا الشهر دُس سمّ لعرفات، لا يعرف نوعه، أو بأي طريقة، عن طريق الأكل أو الشرب.
وقال الحسن للتلفزيون الفلسطيني الرسمي "ليس من المفيد التحدث عن الموضوع" ملمحا إلى جعل لجان التحقيق، التي لم يعلن عنها ولا يعرف الفلسطينيون عنها شيئا، تعمل بسرية وبهدوء. واضاف الحسن أنه ليس لديه أي شك بأن عرفات مات بنوع من السموم غير المعروفة، مشيرا إلى انه قابل عرفات قبل 34 يوما من وفاته، وكان الأخير في كامل صحته وقوته، وفجأة وقبل 20 يوما من الوفاة بدأ انهيار عرفات، فنقل إلى فرنسا، حيث مات.
وقال الحسن "يوجد 720 نوعا من السموم المعروفة، وزع الأطباء الفرنسيون عينات لفحصها في المختبرات ولمعرفة مدى مطابقتها لأي من هذه السموم، ولكن النتيجة كانت دائما سلبية، مما يجعلنا نعتقد بأنه دس لعرفات نوع غير معروف من السموم". واضاف الحسن "كيف تم ذلك ومن دس السم لعرفات، نحن نبحث في ذلك، الذي ربما تم عن دهون أعطيت له من اجل تنشيط الرئتين، أو احتمالات وضع سم في الطعام أو شيء آخر".
واكد الحسن أن "هناك بوادر لخيوط في أيدينا ربما تقود إلى معرفة ما حدث" ولكنه استدرك "في مثل حالة تسميم عرفات، تكون الدلائل عادة ضعيفة". وعادة ما يقارن الفلسطينيون بين طريقة موت عرفات، ووفاة الدكتور وديع حداد محرك عمليات خطف الطائرات التي نفذها فلسطينيون في أواسط سبعينات القرن الماضي، واعترف اكثر من مصدر إسرائيلي بأنه تم وضع السم لحداد أثناء إقامته في العراق، ما أدى إلى وفاته. أما أحمد عبد الرحمن الذي عمل مستشارا لياسر عرفات سنوات طويلة، ووضع كتابه عنه فيقول إنه لا توجد لجان تحقيق في وفاة عرفات، ويضيف "الأطباء في فرنسا أو تونس أو مصر وغيرهم، لم يتوصلوا إلى شيء، ونحن نعرف بان الإسرائيليين هم أعداء عرفات، ومن هددوا بقتله، ربما يحتاج الأمر إلى خمسين عاما حتى تعرف الحقيقة أو لا تعرف أبدا"، ويقول "ما دام ليست لدينا أي أدلة فلننتظر".
ومطلب الكشف عن ملابسات وفاة عرفات، تتبناه قوى وشخصيات معارضة مثل الدكتور إبراهيم حمامي، الذي أعد بحثا العام الماضي في الذكرى الأولى لوفاة عرفات أثبت فيه كما يقول ان عرفات "مات غدراً" إلا انه يعتقد "أن من تباكوا عليه، ولا زالوا حتى اليوم يتباكون، لم يحركوا ساكناً لكشف الغامض في جريمة الاغتيال، بل إنهم حتى اللحظة يحاولون إبقاء الأمر طي الكتمان، واقتصار الذكرى على بعض النحيب والمرثيات، ليقتلوا عرفات في قبره بعد أن قتلوه في حياته".
ويرى حمامي بان وفاة عرفات التي يصفها بالجريمة "لا تتعلق بشخص أو أشخاص مهما علا شأنهم، ودرجة الخلاف أو الاتفاق معهم، لكنها قضية شعب بأكمله، وجريمة تمسه في الصميم، فمكانة عرفات وقضية فلسطين ومركزيتها، ليست أقل أهمية أو خطورة من أي قضية أخرى أو حادثة اغتيال في هذا البلد أو ذاك، لتُطوى أدراج المكاتب ويُنسى أمرها، بينما تُشكل لجان التحقيق الدولية وتُعقد الاجتماعات وتستصدر القرارات، إلا في حالة فلسطين وما يتعلق بها".
ويقول عرفات ان "الوفاء لعرفات لا يكون إلا بكشف الحقيقة وملابسات اغتياله، والوفاء هو بالاقتصاص من قتلته، وهو الذي لا يتأتى إلا بفتح تحقيق رسمي مستقل حول الجريمة".
ويضيف "الوفاء ليس بالأشعار والرثاء، ولا بالدموع والبكاء، ولا بأضرحة الأولياء، كما يحاول حكام المقاطعة الجدد الإيحاء، بل بكشف المستور، وإحقاق الحق، ومعاقبة المسؤولين المتورطين في جريمة اغتيال ياسر عرفات، وما دون ذلك هو الرياء".