أخبار

لماذا خسر الجمهوريون الانتخابات الأميركية؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف: إعتُبِرت الحرب في العراق وتضاؤل أعداد مؤيدي الرئيس بوش وسلسلة من الفضائح الأسباب الرئيسية التي أدت إلى خسارة الجمهوريين في البيت الأبيض وفي مجلس الشيوخ. لا نختلف على صحة هذا التحليل، ولكنه غير مكتمل. إذ لا بد من إضافة التخلي عن مبدأ حكومة مقيدة بالدستور إلى قائمة عثرات الجمهوريين القاضية.

يضيف بات تومي رئيس نادي التنمية أنه في استطلاعٍ أجراه النادي في 15 مقاطعة ظهر تدنٍ حاد من هذه الناحية تجاه الحزب الجمهوري، فمن مشروع القانون الزراعي الأخير إلى تحديد من المؤهل لكتابة الوصفات الدوائية إلى ماكين- فينغولد إلى التبذير في الإنفاق لم يعد الجمهوريون حزب الحكومة المقيدة بالدستور منذ زمنٍ بعيد، وذلك تحت ملاحظة الأميركيين.

وقال تومي في صحيفة نيشنال ريفيو أن الجمهوريين خسروا كثيراً أمام الأغلبية المؤيدة لهم حينما أضاعوا حكومتهم الصغيرة وانضباطهم في الإنفاق. وأظهر الاستطلاع الذي أُجري قبل الانتخابات بليلتين أن الناخبين لم يعودوا يصدقون بأن الجمهوريين قائمون على حكومة محدودة ومنضبطة في الإنفاق. وهؤلاء الناخبون هم الذين ألقوا بالجمهوريين خارج الحكم ومعهم غالبيتهم.

كان الجمهوريون، وعلى مدى عدة سنوات، يصفون أنفسهم بأنهم يريدون حكومة صغيرة وقليلاً من الإنفاق وميزانيات متوازنة وضرائب منخفضة. وسرعان ما نُقِضت هذه الأوصاف لأن معظم الأميركيين أدركوا أن الحكومات لا يسعها إلا أن تبذر الأموال, ولأن الناس بطبيعتهم يفضلون المحافظة على أكبر كمية من المال الذي يكسبونه. وكان الناخبون يظنون أن الجمهوريين يعنون ما قالوه فيما يتعلق بحكومة مقيدة بالدستور، ولكنهم لم يعودوا كذلك.

وحينما سئل الناخبون في الاستطلاع عما إذا كانوا يظنون أن "حجم الحكومة الفيدرالية وكلفتها ارتفعت أم انخفضت أم بقيت على ما هي عليه" في الأربع سنوات الماضية, أجاب 73% أنها ارتفعت. وعلى عاتق من يلقون اللوم برأيكم؟

ولما سئلوا عما إذا كانوا يوافقون على العبارة القائلة أنه " لطالما كان الحزب الجمهوري حزب النمو الاقتصادي والانضباط المالي والحكومة المحدودة, ولكن في السنوات الأخيرة أصبح كثير من الجمهوريين في واشنطن ينفقون كثيراً من المال تماماً كمعارضيهم." أجاب 66% من المشاركين بالموافقة على ذلك.

وفي سؤالهم عن أي الحزبين قام بعملٍ أفضل في "كبح إضاعة الأموال" حصل الديمقراطيون على 39% مقابل 25%. وعن أي الحزبين "تكونت حكومته من أعضاء كثر" حصل الجمهوريون على النسبة الأعلى بفارق 11 نقطة.

كل ذلك مثل سبباً وجيهاً لخسارة الجمهوريين, إذ أضاعوا واحدة من أهم الصفات القيمة القليلة التي ثبتت في أذهان الناس عبر عدة سنين لصالحهم, والناخبون يهمهم أمر الانضباط المالي والضرائب المنخفضة.

وعلى السؤال: "لأي نوعٍ من المرشحين للكونغرس ستعطون أصواتكم؟ للمرشح الذي يريد تقليل الإنفاق الفيدرالي العام حتى لو شمل هذا اقتطاع بعض المال الذي سيصل إليكم, أو المرشح الذي يرغب في زيادة الإنفاق العام على البرامج الفيدرالية وتنمية الميزانية الفيدرالية لكي يحصل على مزيدٍ من الإنفاق والمشاريع الفيدرالية التي تصب في صالحكم؟" أجاب المشاركون أنهم يفضلون المرشح الذي سيقلل من الإنفاق العام, وذلك بنسبة 2 إلى 1.

سيكون الطريق الأنسب لإعادة انتخاب الجمهوريين هذا العام في تقليل الإنفاق وجعل الاستقطاعات الضريبية دائمة. ولو أن الكونغرس الجمهوري عمل بنصيحتنا في مطلع الصيف الماضي وألغى جميع العلامات من التقليل من الإنفاق الاختياري وحتى الشامل وجعل أي جزء من الاستقطاعات الضريبية دائماً لكانت اختلفت نتائج الانتخابات حتماً.

اكتسب الجمهوريون الأغلبية في 1994 بتقديم فكرة إلى الشعب الأميركي أكد عليها وعدٌ قطعوه على أنفسهم. كانت الفكرة حكومة محدودة وكان الوعد التعاقد مع أميركا. ولكنهم لم يبذلوا جهدهم لتنفيذ ما وعدوا به. وعندما تخلوا عن الفكرة, تخلى الشعب الأميركي عنهم.

ترجمة: سامية المصري
الرياض
10 نوفمبر 2006

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف