الديموقراطيون يريدون بدء الانسحاب الاميركي من العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: عبر الديموقراطي كارل ليفين الذي سيصبح في كانون الثاني(يناير) رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، اليوم الاحد عن رغبته في ان تبدأ الولايات المتحدة سحب قواتها من العراق خلال اربعة الى ستة اشهر. وقال ليفين لشبكة "اي بي سي" "نحن بحاجة لبدء مرحلة انسحاب القوات من العراق في خلال اربعة الى ستة اشهر" مشيرا الى ان الوجود العسكري الاميركي في العراق "ليس بلا نهاية". واعتبر كارل ليفين "ان الحل في العراق لا يمكن الا ان يكون حلا سياسيا وعلينا ان نمارس الضغط" على قادته لكي يجدوا ذلك الحل.
من جهته عبر السناتور الديموقراطي جو بيدن الذي سيصبح مجددا رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ، عن موافقته على هذه المهلة. وقال لشبكة "اي بي سي" ايضا ان الكونغرس الجديد سيمارس الضغط على القادة العراقيين لكي يوزعوا عائدات النفط بشكل متساو ولكي يقيموا نوعا من الفدرالية ويتفاوضوا مع الميليشيات ويعملوا في سبيل عقد مؤتمر دولي.
في المقابل اكد السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين مجددا معارضته لاي انسحاب مبكر للقوات. وقال لشبكة "ان بي سي"، "اعتقد ان انسحابا او تحديد موعد للانسحاب سيؤدي الى فوضى في المنطقة". واضاف "هناك الكثير من الامور التي يمكننا القيام بها لانقاذ الوضع لكنها تتطلب كلها وجود مزيد من القوات".
وماكين، المحارب السابق في فيتنام الذي يحظى باحترام واسع في الولايات المتحدة بصفته هذه، يعارض اي انسحاب تدريجي من البلاد.
وقال "لا اقبل ذلك، اعتقد ان ما سيحصل مع انسحابنا هو ان العنف الطائفي سيتفاقم. سنشهد تورطا لايران وسوريا، وسنكون امام وضع خطير". واضاف "نحن في مرحلة حساسة، سنربح فيها او نخسر في الاشهر المقبلة".
واظهر استطلاع للرأي اجري لحساب مجلة "نيوزويك" وبث السبت ان 78% من الاميركيين ابدوا "قلقهم" (بينهم 51% عن قلقهم الشديد) من ان يعمد الديموقراطيون الى سحب القوات من العراق بشكل متسرع.
الحزب الجمهوري يضمد جراحه
وطرح الجمهوريون تساؤلات حول اسباب هزيمتهم النكراء في الانتخابات البرلمانية، لكنهم باتوا يدركون انهم سيبنون مستقبلهم دون الرئيس جورج بوش الذي ساهم الى حد كبير في وصولهم الى السلطة لكنه ساهم ايضا في النهاية في فشلهم. وعلى الحزب الجمهوري الذي نجح في الهيمنة على البيت الابيض والكونغرس، ان يكتشف السبب الذي دفع بعدد كبير من الناخبين الى التخلف عن التصويت لصالحه وان يقرر تغيير استراتيجيته لتحقيق فوز في الانتخابات المقبلة.
وعلى الحزب الجمهوري اولا ان يملأ فراغا في السلطة. ومع الانتخابات الرئاسية في 2008 سيغادر الرئيس بوش الذي ساهمت معارضة الناخبين الاميركيين لسياسته في العراق في سيطرة الحزب الديموقراطي على مجلسي الكونغرس خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت الثلاثاء، البيت الابيض عائدا الى تكساس. وقال رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته دنيس هاسترت انه لن يترشح مجددا في هذا المنصب. كما سيستقيل الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ بيل فريست بعد ولايتين.
ويفترض ان ترسم حملة الانتخابات الرئاسية في 2008 التوجهات الجديدة للحزب الجمهوري مع توقع زيادة نفوذ السناتور جون ماك كين. كما يتوقع ان تلعب شخصيات اخرى دورا محوريا خلال هذه الانتخابات مثل رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني وحاكم ولاية ماستشوسيتس ميت رومني. اما جورج الن فلن يشارك في هذه الحملة بعد ان خسر مقعده في مجلس الشيوخ عن ولاية فيرجينيا.
ويرجح ان يتولى الرجل الثاني في الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل من ولاية كينتاكي رئاسة الحزب وهو معروف بانه سياسي محنك سيصعب الامور على الحزب الديموقراطي. وسجلت الهزيمة التي مني بها الجمهوريون الثلاثاء نهاية حقبة. وفي المرحلة الحالية يبدو ان حلم روف بان يصبح للجمهوريين المحافظين مقعد دائم في الحكومة صعب المنال. وقال المحلل توماس مان من "بروكينغز انستيتيوت" ان "طموحات الرئيس بوش باقامة غالبية جمهورية واسعة ودائمة لم تتحقق بعد ولن تتحقق خلال الفترة المتبقية من ولايته الرئاسية". وقال مايكل ستيل الذي كان مرشحا للحصول على مقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية ميريلاند، في مقابلة مع شبكة "ان بي سي" ان "البلاد لقنت الحزب الجمهوري درسا اسوة بالبيت الابيض وصراحة نستحق ذلك لاننا خسرنا ولايتنا في 1994". وصرح ميلمان للصحافيين "علينا ان نطرح انفسنا مجددا كالحزب الذي يقوم باصلاحات محافظة".
واظهر استطلاع للرأي ان الحزب تخلى عن عدد كبير من انصاره وليس العكس. وقال حوالى 40% من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع انهم يعتقدون بان الحزب الجمهوري ليس حزب "الحكومة الكبرى" مقارنة مع 27% فقط للديموقراطيين. وقال نيوت غينغريتش الذي يعتبر احد صقور المحافظين في الولايات المتحدة ونجح في 1994 في انتزاع مجلس النواب من الحزب الديموقراطي انه ما زال هناك امل بالنسبة الى الحزب الجمهوري بالرغم من هزيمته في الانتخابات الثلاثاء.
وقال غينغريتش في حديث نشر الجمعة في صحيفة "واشنطن تايمز" انه "علينا ان نقر بان ما حصل كان هزيمة للجمهوريين لكنه لم يكن هزيمة للمحافظين". واشار الى ان كثيرين في الطبقة الديموقراطية الجديدة الذين نجحوا في هزيمة الجمهوريين في الكونغرس هم محافظون اكثر من الليبراليين التقليديين السابقين.
ويقول المحافظون ايضا انهم بالرغم من هزيمتهم النكراء في مجلسي الكونغرس في الانتخابات فان الفوز الذي حققه الديموقراطيون لم يكن مدويا. كما ان الولايات المتحدة لم تصبح دولة ليبرالية بين ليلة وضحاها وتعتبر في التيار اليميني لعدة دول اوروبية على سبيل المثال ومن المرجح ان تبقى منفتحة على حجج المحافظين. ويعود الحزب الجمهوري الى التاريخ لتضميد جراحه ويعتبر انه بالرغم من هزيمته في الانتخابات ما زال قادرا على تصحيح الاوضاع وترجيح الكفة لصالحه خلال العامين المقبلين.
وبعد نتائج الانتخابات التي جرت في 1994 وتوقع مراقبون عدة انها ستنهي ولاية بيل كلينتون الرئاسية، تمكن الاخير من تصحيح الاوضاع ونجح في تحقيق الفوز بعد عامين ليعاد انتخابه لولاية رئاسية جديدة.