ساركوزي للتطلع نحو مستقبل مشترك بين فرنسا والجزائر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الجزائر: دعا وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم في أول يوم من زيارته الى الجزائر الى "التهدئة والى التطلع نحو مستقبل مشترك" بين فرنسا والجزائر. واضاف الوزير الفرنسي اثر زيارة الى مقبرة بولوغين المسيحية انه لا بد من "عدم اضافة اذلال فوق اذلال من قبل الجانبين" وذلك ردا على سؤال حول مطالبة الجزائر باقرار فرنسا بما سببته من معاناة للجزائريين خلال استعمارها لهذا البلد طيلة 130 عاما. وادى الجدال حول هذا الملف الى ارجاء التوقيع على معاهدة الصداقة بين البلدين والتي كان من المفترض ان توقع عام 2005. واضاف الوزير الفرنسي "هناك نظام استعماري وهو نظام ظالم.
والى جانبه هناك نساء ورجال مهما كان اصلهم كانوا ايضا ضحايا هذا الظلم". وتابع ساركوزي "ان المعاناة لم تكن من جانب واحد بل كانت من الجانبين، وعلينا على جانبي البحر الابيض المتوسط ان نعمل نحو التهدئة ونحو المستقبل المشترك. ولا بد من تجنب استخدام العبارات والمبادرات التي تجرح والسعي الى التفاهم".
وامام الحاح الصحافيين الجزائريين عليه للاجابة حول ما اذا كان يعتقد ان على فرنسا "الاعتذار" عن ماضيها الاستعماري قال ساركوزي "اذا كنا نريد ان يكون لدينا مستقبل مشترك من الافضل عدم اضافة اذلال فوق اذلال من الجانبين".
وفي اشارة الى قيامه بوضع اكليل من الزهور على نصب الشهيد الجزائري قال "اعتقد ان هذه الحركة كانت حركة قوية". واضاف في اشارة الى زيارته الى المقبرة المسيحية حيث دفن الكثير من الفرنسيين قال ساركوزي ايضا "ان حركتي الثانية كانت هنا وهذا يعتبر جهدا نحو التفهم المتبادل ومن الافضل تجنب استخدام العبارات التي تجرح وانا جئت الى هنا كصديق".
من جهته قال وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني في ختام لقاء مع نظيره الفرنسي في العاصمة الجزائرية "ان الوقت غير مناسب لتوقيع معاهدة الصداقة بين الجزائر وفرنسا". وتابع الوزير الجزائري "لا بد من بذل المزيد من الجهود وصولا الى التوافق الاوسع" مضيفا انه يوافق نظيره الفرنسي القول انه "من الافضل بناء المزيد لان الصداقة لا تصدر بمرسوم". واضاف زرهوني انه "من الافضل العمل ايضا وايضا لبناء هذه الصداقة ولبنائها من خلال الواقع اليومي"، معتبرا ان معاهدة الصداقة "يمكن ان تقر لتاتي تكريسا للوضع" الجديد.
واعلن الوزير الفرنسي من جهة ثانية تسهيل عملية اعطاء تأشيرات الدخول للجزائريين الى فرنسا. واوضح ان طلبات تاشيرات الدخول الى فرنسا من قبل الجزائريين لن تعرض بعد اليوم على الدول الاوروبية المنتسبة الى فضاء شنغن للموافقة عليها قبل منح التاشيرة.
وكان وصل ساركوزي بعد ظهر اليوم الى الجزائر في زيارة تستغرق يومين. وكان في استقباله نظيره الجزائري يزيدزرهوني. وقال الوزير الفرنسي لدى وصوله مطار هواري بومدين الدولي "اتيت كصديق. وهذه الزيارة اوليها الكثير من الاهمية". وردا على سؤال بشأن احتمال تخفيف القيود على منح التاشيرة للجزائريين الراغبين في زيارة فرنسا قال ساركوزي "اذا ما قلت كل شيء الآن لن يبقى شيء" يقال لاحقا مضيفا "ارغب في الابقاء على جدوى الزيارة".
وتخضع تأشيرات الجزائريين لدخول فرنسا الى "مشاورات" مسبقة مع شركاء فرنسا في فضاء شينغن. وتعتبر الجزائر ان هذا الاجراء الذي لا يطبق على مواطني تونس والمغرب "تمييزيا" وتطالب بالغائه. وكان ساركوزي قال في حديث لمجلة "جون افريك" في السابع من تشرين الثاني(نوفمبر) انه "بصدد العمل على الغاء التصريح المسبق للتأشيرات" الذي يخضع له حاليا المواطنون الجزائريون الراغبين في زيارة فرنسا.
وردا على سؤال حول ما ينتظره من الجزائر قال ساركوزي "لم آت منتظرا شيئا من الجزائر". واضاف "ان الجزائر بلد كبير. وفرنسا بلد كبير. وعلينا التحدث في جو من الثقة والصداقة كدولتين حرتين مستقلتين وتحترمان بعضهما البعض".
وتغاضى عدد من الصحف الوطنية الواسعة الانتشار الصادرة بالعربية والفرنسية عن هذه الزيارة او اكتفى بالاشارة اليها في صفحاته الداخلية.ولم تخصها صحيفة المجاهد الحكومية سوى بخبر مقتضب في صفحتها الثالثة عشرة فيما عنونت صحيفة الوطن المستقلة صفحتها الاولى "مهمة ساركوزي المستحيلة".
كما عنونت صحيفة لا تريبون "فلتعترف فرنسا بجرائمها الاستعمارية".وصدرت صحيفة "الشروق" الناطقة بالعربية تحت عنوان لاذع "ساركوزي يبدأ حملته الانتخابية في الجزائر" فيما تساءلت صحيفة "لو كوتيديان دوران" في صفحتها الاولى ما اذا كان ساركوزي يزور الجزائر بصفته وزيرا للداخلية ام مرشحا للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.وكتبت الصحيفة "اي ساركوزي من الاثنين في الجزائر؟".ويدور خلاف بين الجزائر وفرنسا حول ملف الاستعمار الشائك. وتتهم الجزائر باريس بارتكاب "جرائم" خلال الحقبة الاستعمارية (1830-1962).وقال رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم ليل السبت الاحد خلال "منتدى التلفزيون" الجزائري عشية وصول ساركوزي "يجب ان تعترف فرنسا بالجرائم التي ارتكبتها في الجزائر".
واضاف "ليس فقط لناحية عدد الضحايا ونهب الثروات ولكن ايضا لناحية إلغاء الهوية الوطنية".لكنه اكد ان بلاده مستعدة لإقامة "علاقات بين دولتين تتمتعان بالسيادة" مع فرنسا لما يخدم "المصلحة المشتركة" للبلدين.ووصف جيرار لونغي مستشار ساركوزي السياسي هذه المطالب الجزائرية بانها "مؤسفة" في مقابلة أجرتها معه اذاعة "راديو جي" اليهودية الاحد.وقال لونغيه معلقا على تصريحات بلخادم "كلما صدرت تصريحات من هذا النوع تزداد الهوة وتتصاعد العنصرية واعتبر ذلك مؤسفا".واضاف المستشار "اتمنى ان يذهب نيكولا ساركوزي (الى الجزائر) ليقول هناك ان امام فرنسا والجزائر امورا يمكنهما القيام بها معا لكن ذلك يتطلب وقف حرب لم تعد قائمة منذ 44 عاما".
وأدى الجدل الذي نتج من مادة في القانون الفرنسي تتحدث عن الدور الايجابي للاستعمار اقرت في شباط/فبراير 2005 وتم اسقاطها في ما بعد، الى إرجاء توقيع معاهدة صداقة بين فرنسا والجزائر الى اجل غير مسمى بعد ان كان مقررا في نهاية 2005.
وكان ساركوزي صرح الاحد الماضي لمجلة "جون افريك" ان "التقارب والمصالحة" يتطلبان "جهدا متبادلا" معتبرا ان "مسألة المعاهدة هي ايضا مسألة الذاكرة والندم".
وقال انه "لطالما اعتقد ان الصداقة ليست بحاجة الى ان تنحت في حجر معاهدة". ومن المقرر ان يعلن ساركوزي الذي سيلتقي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وبلخادم ونظيره يزيد زرهوني عن تليين إجراءات منح تأشيرات الدخول الى فرنسا للجزائريين. ويخضع هؤلاء حاليا لآلية "المشاورات المسبقة"التي تفرض على فرنسا إحالة طلبات التأشيرات إلى شركائها الاوروبيين في مجال شينغن، ما يجعل الرد على الطلبات يتطلب آجالا طويلة.وتعتبر الجزائر هذا الاجراء "تمييزيا" وتطالب منذ سنوات بإلغائه.كذلك سيتطرق الوزير الفرنسي مع محاوريه الجزائريين الى المسائل المرتبطة بالهجرة غير الشرعية ومكافحة الارهاب.وسيزور سانت اوجين اكبر مقبرة مسيحية في العاصمة الجزائرية وسيلتقي مساء الاثنين أفراد الجالية الفرنسية في الجزائر.
ومن المقرر ان يعلن ساركوزي الذي سيلتقي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وبلخادم ونظيره يزيد زرهوني عن تليين اجراءات منح تاشيرات الدخول الى فرنسا للجزائريين. ويخضع هؤلاء حاليا لآلية "المشاورات المسبقة"التي تفرض على فرنسا احالة طلبات التأشيرات على شركائها الاوروبيين في مجال شينغن، ما يجعل الرد على الطلبات يتطلب آجالا طويلة.
وتعتبر الجزائر هذا الاجراء "تمييزيا" وتطالب منذ سنوات بالغائه. كذلك سيتطرق الوزير الفرنسي مع محاوريه الجزائريين الى المسائل المرتبطة بالهجرة غير الشرعية ومكافحة الارهاب. وسيزور سانت اوجين اكبر مقبرة مسيحية في العاصمة الجزائرية وسيلتقي مساء الاثنين افراد الجالية الفرنسية في الجزائر.
الدرك الجزائري يريد إقامة مراقبة إلكترونية على الحدود
من جهة ثانية نقلت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية اليوم الاثنين عن مسؤول امني رفيع المستوى ان الدرك الجزائري يستعد لاقامة مراقبة إلكترونية على الحدود الجزائرية. واوضح المسؤول ان الرقابة الالكترونية للحدود ستقوم على مجموعة من اللاقطات تتيح تمرير المعلومات بشكل فوري الى قيادات متحركة ما يمكّنها من التدخل لملاحقة اي مشبوهين محتملين.
واضاف ان مشروعا ثانيا مكملا "للشبكة الوطنية الموحدة للمعلومات والاتصالات" سيقام في 2010 وسيتم ربط هذه الشبكة بكافة كتائب الدرك الوطني الجزائري.وبفضل هذه الشبكة سيكون بإمكان قاضي تحقيق الاستماع الى مشبوه بالصورة والصوت انطلاقا من اي مكان في الجزائر. كما ستتيح الشبكة للدرك التثبت على اي حاجز مراقبة، من هوية المشبوه والاستعلام على الفور عن احتمال مشاركته في عمل مخالف للقانون. وتواجه الجزائر التي تملك حدودا شاسعة خاصة من الجهة الصحراوية الجنوبية عصابات التهريب للاغذية والمحروقات والمخدرات علاوة على تهريب المهاجرين غير الشرعيين.