المعارضة اليمنية تقيم حفلاً تكريمياً لرئيسة المعهد الأميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد الخامري من صنعاء : أقامت المعارضة اليمنية صباح اليوم في مقر منظمة صحفيات بلا قيود التي ترأساها الناشطة الإصلاحية توكل عبد السلام خالد كرمان حفلاً تكريمياً برئيسة المعهد الديمقراطي الأميركي المنتهية فترة رئاستها للمعهد والتي دعت اليمنيين إلى الاستمرار في الحوار، سواء في السلطة أو المعارضة وكذا منظمات المجتمع المدني العاملة في البلد باعتباره الأسلوب الأمثل للنجاح الذي تنشده كل الأطراف ، خاصة وأنهم -أي اليمنيين- يتكلمون وينتقدون بعضهم بعضا ويختلفون، إلا أنهم يستطيعون الوصول إلى الهدف ، معتبرة أن التجربة الديمقراطية في اليمن كانت مثيرة، وأنها تعرفت على أصدقاء جدد واكتسبت خبرة منهم أكثر مما أعطت وتعلمت أكثر مما علمت.
وشكرت الدكتورة روبن مدريد رئيسة المعهد في حفل التكريم والتوديع الذي أقامته منظمة صحفيات بلا قيود ، شكرت من انتقدها بحدة أثناء عملها كرئيسة للمعهد بصنعاء. لكنها قالت إن ذلك لم يؤثر على عملها بدليل أنها استمرت في عملها وعملت مع كل الأطياف السياسية في البلد ومع منظمات المجتمع المدني دون الانحياز لطرف دون آخر، لأن هدفها كان إنجاح التجربة الديمقراطية في اليمن.
ودعت مدريد الأحزاب السياسية اليمنية للعمل على إنجاح الانتخابات التكميلية وانتخابات 2009م النيابية عن طريق الحوار والنقاش، لأنه الوسيلة المثلى للديمقراطية وأضافت أنها عايشت الديمقراطية الأميركية بكل مراحلها منذ عمر طويل ولم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بالعمل والكفاح المتواصل حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم. وتمنت الاستمرار في العمل والحوار والنقاش بين اليمنيين حتى تصل اليمن في ديمقراطيتها إلى ما وصلت إليه أميركا وغيرها، لأن الرجوع إلى الوراء وعدم المواصلة والكفاح حتما سيعيد ما تحقق إلى الوراء كثيرا.
ووعدت رئيسة المعهد الديمقراطي الأميركي بالعودة في زيارة شخصية إلى اليمن في يناير القادم والتواصل مع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وقالت إنها لم تستطع العمل في أي بلد في العالم وفضلت العمل في اليمن لأنها أحبت اليمن واليمنيين لأنهم يمنيون - كما قالت.
وكانت توكل عبد السلام كرمان رئيسة "صحفيات بلا قيود" قالت إن ما نلمسه من شعور مشترك لدى الكثير ممن تعاملت معهم مدريد في منظمات مجتمعنا المدني، وفي الأحزاب السياسية، وفي التشبيك النسوي، الجميع يحتفظون لها بالإعجاب والتقدير.. هكذا يبدو الأمر ونحن نطلع على تصريحاتهم في الصحف وغيرها وهم يعلقون على مغادرتها اليمن.
وأضافت كرمان في كلمتها أمام عدد من السياسيين والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني قد لا يستسيغ الكثير القول إن أميركا زعيمة العالم الحر وراعية حقوق الإنسان لا سيما ممن تبدو لهم أميركا بوارج وحاملات طائرات فسحب أو خزانة تمد الصهاينة بأسباب الحياة فيمدوننا بأسباب الموت، واردفت قائلة: لكن ذلك لن يغير من حقيقتها شيئا ولا من حقيقة روبن هكذا تبدو لنا روبن مدريد إنسانا أحببناه ومبادئ استلهمنا منها الكثير.. هذا ما اعتقده ومع أولئك الذين عرفوها عن قرب أو جمعتهم بها شراكة أو حوتهم بها جلسات عمل سيكون الانطباع الأولي للواحد منا أنه أمام إنسانة فريدة تستحق أن ترفع لها القبعات.
وقالت كرمان أنا هنا لا أقدم تزكية للمعهد الديمقراطي الذي رأسته فهو كمؤسسة مدنية مُسيّسة إن اتفقنا معها في شيء فقد نختلف معها بأشياء. وأنا شخصيا قد اختلفت معهم كثيرا ، لا أقدم أيضا تزكية للإدارة الأميركية ولا لمشروعها الكبير الذي نخشى أنه قد مات قبل أن يولد لكننا بالتأكيد نبدي اعتزازنا بروبن مدريد كمواطنة أميركية حرة ، هكذا نحسبها وهكذا عهدناها واحتفاءنا بها اليوم إعلاء للقيم الإنسانية ودعوة متواضعة إلى إنسانية واحدة مختلفة الأعراق والأجناس والأديان وموحدة المبادئ والقيم وهكذا أرادها الله وهكذا يجب أن تكون ولطالما وجدناها نصيرا وصديقا لمنظمتنا وغيرها.. ولست أقول هنا غير الحقيقة أقولها لأول مرة.
واختتمت توكل كرمان أنه خلال هذا العام دخلنا معا في شراكة حول الرقابة على الانتخابات ولأسباب لها علاقة بروبين كنت أحرص على حضور الاجتماع الأسبوعي المقرر بشكل دائم وكثيرا ما كنت أتبادل معها الحديث بالشأن العام والخاص وكثيرا ما كنت أشركها في هموم المنظمة الخاصة كصديقة كنت أفعل معها ذلك وفي كل مرة كنت ألمس منها الاهتمام والحرص المتزايد والعون المعنوي وهو المهم والمادي وقد كان.
من جانبه الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح عبد الوهاب الآنسي أشاد بالدكتورة روبن مدريد لإخلاصها وتفانيها في العمل ودعم ما رأته حقا وصحيحا ، مشيراً الى أن جهودها في الفترة القصيرة الطويلة في اليمن ساعدت وساندت وساهمت في تطوير العمل الديمقراطي في البلاد وتمنى أن لا تنسى ذكرياتها في اليمن وأن يأتي خلفها في رئاسة المعهد ليعمل من حيث انتهت لا أن يبدأ من الصفر.
وأضاف الآنسي أن تكريم مدريد هو الاستمرار في التواصل وسماع الأخبار الطيبة منها شاكرا لمنظمة "صحفيات بلا قيود" مبادرتها ولفتتها في تكريم وتوديع مدريد. وقال رئيس منتدى التنمية السياسية إن مدريد أنجزت المهمة التي اتت من أجلها وهي تحريك عجلة الديمقراطية وما علينا كيمنيين - إلا التسريع في العجلة وتقييم النجاح والفشل، والاستفادة من روبن مدريد الأميركية وفلاكس من البعثة الأوروبية. وأضاف علي سيف حسن: إننا يجب أن نعطي القيمة للوقت واحترامه ونعمل كما يعمل الآخرون، واصفا مدريد بأنها جميلة شكلا ومضمونا.
وذكّر محمد غالب أحمد -من الحزب الاشتراكي- مدريد والحاضرين بأن ما عمله جار الله عمر قد تحقق بالفعل. وقال مخاطبا مدريد بأنها كانت أفضل من الرؤساء ومن بوش الذي هنأ بنجاح الانتخابات اليمنية وهو ليس له علم بما جرى. وأضاف أن أكثر من ثلاثة آلاف من أبناء منطقته مغتربون في أميركا، وكثير منهم في اليمن يعلقون صورها في بيوتهم حبا لها.
ووصف جمال الجعبي موقف مدريد بأنها كانت تنتصر للتجربة الديمقراطية طالبا الصفح عن الحدة في التصرف تجاهها واتهامها بأنها كانت مؤيد للتزوير والخروقات، إلا أنها أثبتت عكس ذلك وتعاملت بحيادية. وقال كنا في الفريق القانوني للمشترك وأنا واحد منهم تعتقد أن مدريد وما تقوم به يساعد السلطة على مزيد من التزوير، وكان موقفنا خطأ عندما اعتقدنا ذلك. وتستحق الدكتورة روبن مدريد كل الشكر لأنها ساهمت في تطوير التجربة الديمقراطية والانتصار لها مبررا، لنفسه الحدة في التصرف معها بأن الفترة الانتخابية كانت ساخنة.
وتمنت أمة السلام رجاء أن تعود الدكتورة روبن مدريد وقد تحقق ما يصبو إليه اليمنيون من تعديل وتصحيح السجل الانتخابي، وأصبحت الممارسات الديمقراطية حقيقة والمشاركة النسوية أوسع. وأشادت رجاء بالدكتورة مدريد قائلة إنها تركت بصماتها في اليمن وعملت على تطوير العمل الإنساني وإن كان تطورا بطيئا إلا أنه يسير. وقالت وهبية صبرة أن روبن مدريد جعلتنا نشعر بقيمتنا في الأحزاب بعد أن كانت الأحزاب ترفض وجود النساء ولم تكن لتقابل أحدا من الرجال دون حضور النساء، وقدمت الكثير من القضايا السياسية والاجتماعية وغيرها، وتمنت أن من يخلفها يسير على نهجها ودربها وتمنت على الأحزاب التعلم منها.
ووصف علي اليزيدي -ناصري- موقف مدريد بأنه كان لديها نظرة معمقة في الممارسة الديمقراطية ولديها صبر في تحمل المشاكل والنقد الجارح.
وقال إن مدريد لعبت دورا هاما في التوعية في الساحة السياسية وفي منظمات المجتمع المدني إذ أن مجتمعنا اليمني بحاجة ماسة إلى التوعية بحقوقه وبالديمقراطية لأنه في هذا المجال ما زال يحبو حبوا. وأضاف اليزيدي أن مدريد كان لها الدور الكبير والفاعل وخاصة في المجال النسوي وتهيئة الكثير من النساء العضوات العاملات وكان لها الدور الكبير والفاعل أيضا في التوعية وتعريف النساء بحقوقهن، متمنيا أن يخلف الدكتور مدريد شخص يقوم بما قامت به في التوعية في صفوف المواطنين باعتبار أنها لم ترسخ بعد في أذهان كثير من اليمنيين وأن الديمقراطية بحاجة إلى التوعية المستمرة وبناء الفكر الديمقراطي السليم وتوعية المواطنين إذ بدون التوعية سنبقى كما نحن ولا نتقدم وهو ما عملت به الدكتورة روبن مدريد أثناء فترة عملها في اليمن.
وقال جمال الشامي من المدرسة الديمقراطية أننا عملنا في شبكة الرقابة على الانتخابات مع مدريد منذ العام 2003م واختلفنا واتفقنا معها وتدربنا على الانتخابات وسنستمر حتى العام 2009م كشبكة تضم عديد منظمات مدنية. وأضاف أن العمل مع مدريد وضع بصمة لنا قائلا إذا كان لنا أخطاء فلهم أخطاء ايضا لكنه أثنى على مدريد وعملها كرئيسة للمعهد الديمقراطي الأميركي وقدرتها على التعامل والحوار مع الجميع في سبيل الارتقاء بالديمقراطية اليمنية.
كانت رئيسة "منظمة صحفيات بلا قيود" منحت الدكتورة روبن مدريد هدية تذكارية باسم المنظمة شكرا لها على ما قدمته للمنظمة واليمن بشكل عام وعلى جهودها الطيبة في الوصول والارتقاء بالديمقراطية اليمنية إلى أفضل حال.