لبنان يقر إنشاء محكمة ذات طابع دولي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: سبب الازمة السياسية"توتر البعض"
لبنان يقر إنشاء محكمة ذات طابع دولي
طلاق بين الأكثرية والمعارضة ولاعودة إلى الحوار
لحود: مقررات الحكومة تفتقر الى الشرعية الدستورية
إيلاف، بيروت، الوكالات: أقرت الحكومة اللبنانية مشروع المسودة النهائية لإنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه، وسائر الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي نفذت بين آخر العام 2004 والعام 2005. وبرزت الى الواجهة، محاولات قديمة جديدة، من اجل محاولة ايجاد تسوية ما بين فريقي الاكثرية والمعارضة، أبرزها من جانب السفير السعودي عبد العزيز خوجة، وكذلك عبر توسيط الاكثرية ممثل أمين عام الامم المتحدة غير بيدرسون بناء على طلب السنيورة. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك الاثنين ان سبب الازمة السياسية التي يشهدها لبنان حاليا هو "توتر البعض بما فيهم دمشق" من المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقال ماكورماك لصحافيين ان الازمة السياسية في لبنان سببها ان "البعض بما في ذلك دمشق، متوترون جدا جدا من ما ستؤدي اليه هذه المحكمة". واضاف "لا استطيع ان اتصور السبب الذي يجعلهم يقفون في طريق العثور على المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، ان لم يكن خوفهم من ان ينتهوا (بالمثول) امام هذه المحكمة".
وكان سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة جون بولتون دعا الاثنين دمشق الى احترام قرار الحكومة اللبنانية التي وافقت على المسودة النهائية لمشروع المحكمة ذات الطابع الدولي. ونقل بنجامين تشانغ المتحدث باسم بولتون عنه قوله "نحن مستعدون للتحرك بسرعة في مجلس الامن الدولي للموافقة على المحكمة ما ان نتسلم الموافقة الرسمية للحكومة اللبنانية". واضاف "ندعو كافة الدول وخصوصا سوريا الى احترام قرار الحكومة اللبنانية".
إقرار المحكمة
ووافق مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بإجماع الوزراء الحاضرين ومن دون إدخال أية تعديلات عليها،وفي غياب الوزراء الشيعة الخمسة المستقيلين من الحكومة والذين انضم إليهم وزير البيئة يعقوب الصراف المحسوب على رئيس الجمهورية إميل لحود، على مسودة الاتفاق بين الأمم المتحدة ووزارة العدل اللبنانية على قيام المحكمة ونظامها الاساسي.
وأعلن السنيورة أمس الإثنين إن الحكومة وافقت بإجماع الوزراء الحاضرين، على المسودة النهائية لمشروع النظام الأساسي للمحكمة الدولية، التي ستحاكم المتهمين باغتيال رفيق الحريري. ووصف السنيورة الجلسة الاستثنائية التي عقدتها الحكومة الاثنين بغياب ستة وزراء قدموا استقالاتهم، بأنها "جلسة تاريخية". وأضاف السنيورة أن الحكومة وفت بوعدها، وحققت ما ورد في بيانها الوزاري، الذي نالت على أساسه ثقة البرلمان، والذي وعدت فيه بكشف "قتلة" الحريري، معتبراً أن تشكيل المحكمة يجب أن يكون "عامل توحيد بين اللبنانيين".
وحول غياب الوزراء الذين قدموا استقالاتهم من الحكومة، قال: "نعتقد أن الذين لم يتمكنوا من الحضور ومشاركتنا قرارنا، كانوا حقيقة معنا في القلب والموقف والقرار". ولم يأخذ مجلس الوزراء بـ"الاعتراضات الدستورية" التي أدلى بها لحود وتحذيره من ان الجلسة غير دستورية وان الحكومة "فقدت شرعيتها".
الحريري: القتلة هم الذين يخافون
وعلّق النائب سعد الحريري على إقرار مسودة المحكمة بالقول: إن اية محاولة لعرقلة المحكمة لن تجدي نفعاً، وقرار مجلس الوزراء هو الرد الطبيعي والدستوري والقانوني والوطني، معتبراً أن المجرمين القتلة "هم الذي يخافون المحكمة ولا يجوز لاي لبناني في اي موقع كان ان يضع نفسه في دائرة الخوف طالما أن هدفنا جميعاً هو تحقيق العدالة".
إقرار مسودة المحكمةووصف السنيورة الجلسة بأنها lt;تاريخيةgt;، ودعا في كلمة وجّهها إلى اللبنانيين الى عدم الخوف من الإرهاب والإرهابيين lt;فالذي يجب ان يخاف هو القاتل وستنقلب الدنيا على رؤوس المجرمين واعداء لبنانgt;، مشدداً على المضي بالحوار.
شرعية الحكومة
وعقدت حكومة السنيورة اجتماعها الاثنين، وسط تزايد الجدل في الشارع اللبناني، حول شرعية الحكومة بعد استقالة ستة وزراء منها.
واستندت الحكومة في قرارها الموافقة على مسودة الاتفاق والنظام الاساسي للمحكمة، الى ان نصابها القانوني لاتخاذ قرار من هذا النوع هو اكثر من الثلثين (نص الدستور)، والى ان قرارات الحكومة شرعية ودستورية خلافاً لإعلان لحود ان قراراتها باطلة بفعل استقالة الوزراء الشيعة، خصوصاً ان الحكومة ورئيسها قررا رفض استقالات هؤلاء
المجلس الشيعي الأعلى
وعارض المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الذي أعلن خلال جلسة طارئة رفضه أي قرارات تصدر عن الحكومة اللبنانية، قرار الحكومة بالموافقة على قانون المحكمة الدولية باعتبارها "قرارات غير شرعية".
عون: الحكومة تلعب بالوحدة الوطنية
موقف النائب العماد ميشال عون رئيس كتلة التغيير والإصلاح صب في نفس الاتجاه، إذ عقد مؤتمراً صحافياً، رفض فيه قرار الحكومة اللبنانية بشأن تشكيل المحكمة، وقال إن الحكومة ليست لها جذور شعبية وتلعب بالوحدة الوطنية.
كما ذكر عون أن إدعاء حكومة السنيورة بوجود دور لإيران أو سوريا في التطورات الحالية، لا أساس له من الصحة، مشيراً إلى أن مسألة الدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية مطروحة على الساحة اللبنانية، قبل نهاية العام الماضي.
لحود: الحكومة فقدت شرعيتها
وكان الرئيس اللبناني إميل لحود، قد أعلن أن حكومة السنيورة قد فقدت شرعيتها الدستورية، بعد استقالة كل الوزراء الشيعة منها. وجاء في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية اللبنانية، أن الرئيس بعث برسالة الى رئيس الوزراء، أبلغه فيها أن الحكومة التي يرأسها، وفي ضوء استقالة "جميع الوزراء من فئة معينة، باتت فاقدة للشرعية الدستورية ومناهضة لمبادىء الدستور وأحكامه". كما جاء في البيان أن كل اجتماع لمجلس الوزراء في ظل الوضع الراهن للحكومة، يعتبر باطل بطلاناً مطلقاً، وغير دستوري".
ردود الفعل الدولية والعربية
وقبيل منتصف ليل امس، تلقى السنيورة اتصالاً من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الذي أبدى دعمه وتأييده لقرار الحكومة اللبنانية ووعد بالسير بالإجراءات المتعلقة بالمحكمة بأسرع وقت ممكن من اجل وضعها موضع التنفيذ.
أميركا
وفي نيويورك، قال سفير الولايات المتحدة جون بولتون إن بلاده مستعدة للتحرك سريعاً في مجلس الأمن للموافقة على تشكيل المحكمة "بمجرد أن نتلقى إخطاراً رسمياً من حكومة لبنان"، ودعا الدول كافة وخاصة دمشق الى احترام قرار الحكومة اللبنانية.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك أنّ جذور التوتر هي الخوف مما يمكن أن تنبثق عنه المحكمة الدولية، وأضاف: "من الواضح أنّ البعض خارج لبنان، كما في داخله، لا يريدون أن تمر هذه المحكمة، لأنهم خائفون من أن يمثلوا أو يمثل أصدقاؤهم أمامها".
فرنسا
ورحبت فرنسا بإقرار المسودة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي: "إن فرنسا ترحب بإقرار الحكومة اللبنانية اقتراحات الامم المتحدة المتعلقة بانشاء محكمة خاصة من اجل لبنان مكلفة بشكل اساسي محاكمة الاشخاص المسؤولين عن الاعتداء الذي أودى بحياة رفيق الحريري".
روسيا
ودعت وزارة الخارجية الروسية القوى السياسية اللبنانية إلى التحلي بروح المسؤولية عن مصير لبنان ومواصلة مساعي التوصل إلى إجماع حول المسائل الأساسية عن طريق الحوار برغم الصعوبات. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة ميخائيل كامينين إن ما يثير القلق أن استقالة خمسة وزراء من الحكومة اللبنانية "جرت على خلفية تصاعد الخلافات بين القوى السياسية اللبنانية". ورأى أن التحقيق في مقتل الحريري "يجب أن يساعد على استقرار الوضع السياسي في لبنان".
سوريا
في المقابل، اتهمت سوريا، امس، البعض في لبنان بتسهيل "فرض الوصاية: على هذا البلد من قبل قوى دولية وممارسة سياسة "التهميش" لقوى سياسية فعالة، وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية برئاسة سليمان قداح "توقفت عند الحالة اللبنانية التي يحاول البعض من المرتبطين بقوى دولية تسهيل فرض وصايتها على لبنان وممارسة سياسة الانفراد والإقصاء والتهميش لقوى سياسية وشعبية فاعلة".
إيران
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية غلام حسين إلهام إن بلاده "تحترم الشأن الداخلي للدول وسيادتها، وإيران لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وهذه القضايا المثارة لا أساس لها". وأضاف: "إن استقرار لبنان العزيز وبناءه بعد ما لحق به من خسائر وأضرار من جراء العدوان الصهيوني الغاشم يعد أكثر القضايا جدية .. إن موقفنا يتمثل في قيام لبنان قوي ومبني على إرادة الشعب وإن شائعات كهذه هدفها بث الفرقة بين دول المنطقة".
طلاق سياسي
استقالات
قدم وزير البيئة اللبناني، يعقوب الصراف، والذي يعد أحد أبرز الوزراء المسيحيين المقربين من الرئيس لحود، استقالته الاثنين، ليكون سادس وزير في حكومة السنيورة، يستقيل من منصبه خلال ثلاثة أيام.
وكان خمسة وزراء يمثلون الشيعة، ثلاثة وزراء يمثلون حزب الله واثنان يمثلان حركة أمل، قرروا الانسحاب من الحكومة، بعد رفض قوى الأغلبية الحاكمة طلب حزب الله بتوسيع مشاركته في الحكومة اللبنانية.
وكرّست جلسة مجلس الوزراء التي انقعدت يوم أمس الإثنين، للمرة الاولى منذ الاستقلال، واقعة دستورية ولكنها غير ميثاقية، تمثلت في الانعقاد بغياب ممثلي إحدى الطوائف الاساسية، الامر الذي وضعته أوساط مقربة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري في خانة "الطلاق السياسي النهائي" او "البائن" الذي تحتاج العودة عنه الى عقد سياسي جديد.وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أشار في مقابلته الأخيرة مع المنار إلى أن فشل خيار حكومة الوحدة الوطنية "بالتي هي أحسن" سيؤدي إلى الانتخابات النيابية المبكرة.
واعتبرت استقالة الوزراء الخمسة من أول تداعيات ما وصف بـ "فشل مشاورات الحوار الوطني اللبناني"، الذي كان الهدف منه إخراج حكومة فؤاد السنيورة من مأزقها السياسي الراهن.
نصر الله: لا تخافوا.. السلم الأهلي حصين
وقال نصر الله أمام حشد ضم أكثر من ستة آلاف متضرر من ابناء الضاحية الجنوبية مساء امس إن "الحكومة النظيفة" ستأتي وتعمّر ونحن لن نترك الناس. وكما قلنا لكم منذ اليوم الاول للنصر، فإننا ملتزمون معكم بإعمار منازلكم ومؤسساتكم وبالمال النظيف، وعسى أن تنطلق ورشة إعمار الضاحية خلال ثلاثة أشهر.
ودعا نصر الله إلى عدم الخوف نهائياً من خيار الحرب الاهلية، وقال: "هناك من يهوّل بها (قال مازحاً: "كيف أكثرية ومرعوبة") وأنا اقول لكم إن الضعيف هو من يفعل ذلك، فهذا البلد بلدنا ونحن قدمنا عشرات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى والمعوقين واغلى ما نملك في سبيل صونه وحمايته وعزته وكرامته، ولن نفرط بذلك، وسنحافظ على السلم الاهلي والاستقرار".
وأبدى نصر الله ارتياحه لقرار استقالة الوزراء الخمسة، رافضاً الربط بين المحكمة الدولية وحكومة الوحدة الوطنية. وقال: "هذه الحكومة ستذهب ولم يعد يربطنا اي رابط بها بعد الاستقالة، وستأتي حكومة جديدة، ولن اقول لكم إن مصداقيتها ستكون أصدق من هذه الحكومة، لأن مصداقية الحالية صفر".
انهيار الجولة الرابعة للحوار
وتزايدت الأزمة السياسية الداخلية في لبنان في أعقاب انتهاء جلسات الحوار الوطني، التي استمرت أسبوعاً، بدعوة من بري، دون التوصل إلى حل بتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وكانت الجولة الرابعة من مشاورات الحوار الوطني، التي شاركت فيها مختلف التيارات والقوى السياسية اللبنانية، قد انتهت السبت، دون الإعلان عن موعد جديد لاستئنافها، مما يدفع باتجاه استمرار الأزمة السياسية التي تواجهها حكومة فؤاد السنيورة. وقد أرجع المشاركون سبب انهيار الحوار، إلى رفض الأكثرية الحاكمة الممثلة بتحالف "قوى 14 آذار"، لمطالب حزب الله بتوسيع مشاركته في الحكومة.
وكان حزب الله قد أعطى الأغلبية مهلة حتى منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، للموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية، أو مواجهة تظاهرات في الشارع تطالب بانتخابات برلمانية مبكرة. وفيما يطالب حزب الله بتمثيل إضافي له في الحكومة، مع ضم عناصر من قوى المعارضة الأخرى، يقول زعماء "تحالف 14 آذار" المناهضين لسوريا، إنهم مستعدون للنظر في تمثيل كتلة الزعيم المسيحي المعارض ميشيل عون، حليف حزب الله، في حكومة السنيورة.
ولكن قادة تحالف 14 آذار أكدوا معارضتهم لتشكيل حكومة جديدة، أو منح معارضيهم ثلث المقاعد في الحكومة الحالية، وهو ما يكفي لعرقلة أي قرارات معتبرين أن مثل هذه المطالب قد تجعل الحكومة رهينة بأيدي حلفاء سوريا، لأن استقالة ثلث الوزراء قد تؤدي فوراً إلى استقالة الحكومة بأكملها.
العودة إلى الطاولة
واستبعد المعاون السياسي لنصر الله الحاج حسين خليل استئناف جلسات التشاور "اللهم إلا إذا صار هناك تغيير جذري في العقليات"، وقال لتلفزيون المنار التابع للحزب "إنه لا بد من التفتيش عن صمام أمان طبيعي lt;كأن يكون هناك مجلس وزراء يتضمن شراكة بين كل الناس الأساسيين الذين يريدون أن يقرروا مصير وطنهم".
وقال النائب ميشال عون بعد ترؤسه اجتماع تكتل التغيير والاصلاح، أمس: "إنه بمجرد خروج الطائفة الشيعية من الحكومة تكون الحكومة بحكم المستقيلة، وفاقدة الشرعية. ونحن نخوض اليوم معركة إعادة التوازن الى السلطة، وهذا هو السبب الحقيقي للأزمة، وليس المحكمة الدولية". ودعا المواطنين الى توقع مفاجآت سارة، وأكد ان لا عودة إلى الحوار إلا إذا كان هناك إقرار بالمطالب المشروعة للمعارضة، وقال: إن خطوة الاستقالة من البرلمان غير مطروحة حالياً.