بلير يسعى لدعم من مشرف في حالة مهاجمة إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عادل درويش من لندن : تعزيز التعاون بين المخابرات الباكستانية والبريطانية لتعقب المتطرفين الاسلاميين البريطانيين وخلايا القاعدة، ودعم خطة الرئيس الباكستاني بروايز مشرف لمجابهة تأثير " المدرسة" الدينية واخضاعها لاشراف وزارة التعليم، وتعاون باكستاني بريطاني عسكري على الحدود مع افغانستان، وضمان تأييد مشرف لاستخدام قواعد واجواء بلاده في حالة توجيه الأميركيين ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية، كل تلك المسائل تشكل جوهر زيارة رئيس الوزراء البريطاني الخاطفة لباكستان التي بدأت مساء امس، في حين لم تفلح جهود داوننغ ستريت في حظر نشاط حزب التحرير الاسلامي في بريطانيا كي تتزامن مع الزيارة.
وجاءت زيارة الزعيم البريطاني لباكستان في اطار تزايد القلق في لندن وواشنطن وعدد من عواصم دول الناتو بسبب تقاعس المخابرات الباكستانية، عمدا، او اهمالا، عن القيام بدورها في تقديم المعلومات المطلوبة عن نشاط وتحرك زعماء طالبان والناشطين المتعاونين مع القاعدة في المناطق الشمالية من باكستان ووزيران ومناطق الحدود.
وكانت المخابرات البريطانية والأميركية اشتكت من وصول التحذيرات بسرعة الى زعماء القاعدة وزعماء طالبان عدة مرات قبيل الغارات التي شنتها قوات التحالف والقوات الاميركية، وحتى القوات الباكستانية، حيث تمكن زعماء القاعدة من مغادرة المعسكرات والمواقع المستهدفة قبل ان تضربها الصواريخ.
وتقول مصادر ديبلوماسية غربية في لندن واسلام آباد، انه رغم اعلان مصادر داوننج ستريت بارتياحها لمستوى التعاون الأمني بين باكستان وبريطانيا، فإن المخابرات البريطانية، الخارجيةMI6، والداخليةMI5 اللتان تحصلان على معلومات من نظيرتها الباكستانية في تعقب ناشطين متطرفين اسلاميين بريطانيين من اصول باكستانية، عند ذهابهم الى باكستان، تريدان المزيد من التعاون والتزاما أكبر.
وكان عدد من ضباط قوات التحالففي جنوب افغانستان ( بريطانية وكندية وهولندية) اتهم ضباط مخابرات بالتقصير وعدم التعاون الكامل في تقديم المعلومات المطلوبة مبكرا عن تحرك قوات الطالبان التي تعبر الحدود من باكستان الى افغانستان حيث ارتفعت الخسائر.
وعلمت "إيلاف: ان بلير يريد تأكيدات وضمانات من الرئيس مشرف في تعزيز التعاون، ومقاومة الفساد في المخابرات والجيش الباكستاني، كي يتمكن بدوره من اقناع المزيد من حلفاء الناتو الأوروبيين بارسال المزيد من القوات، والالتزام بمحاربة طالبان والقضاء على زراعة وتجارة الأفيون التي أدت الى انتشار الهرويين في اوروبا.
وكان مشرف اثناء زيارته الى لندن في الشهر الماضي اشتكي من عدم توفير الغرب للامكانيات والتعاون لدعمه في معركة طويلة الأجل ضد التطرف، حيث قال لـ "بي بي سي"، " لأكثر من عقد كامل في الثماننينات كان المطلوب من [ أي باكستان] دعم ومعاونة وتسليح وتدريب ماعرفوا بالمجاهدين وقتها [ وهم الآن القاعدة وطالبان] وساعدنا الغرب على كسب الحرب الباردة وهزيمة الاتحاد السوفياتي، ثم تركنا الغرب دون دعم او عون اقتصادي، وبقيت فلول مايسمي بالمجاهدين من متشددين اسلاميين في باكستان."
واستطرد مشرف، في زيارته الاخيرة للندن، وقبلها بأكثر من عام، في حديث الى "إيلاف"، بقوله انه فجأة طلب من الباكستانين جيشا ومخابرات، محاربة ومطاردة واعتقال القوات والاشخاص انفسهم الذين تحالفوا معهم ودعموهم في الستينات لمحاربة السوفيات، فهؤلاء هم القاعدة وطالبان.وكان مشرف اعترف بالتأثير السبلي للمدرسة، التي يشرف عليها أئمة جهلة مرتبطون بقوى تمويل اصولية خارجية، والمدرسة، توفر للاسر الفقيرة مخرجا من ازمة، حيث تتبني الأطفال الذكور وتنفق علي طعامهم وملبسهم وتعليمهم مبادئ القرآن، لكن باصول سلفية اسلامية وتدربهم على العنف وكراهية المذاهب الاخرى وغير المسلمين.
وقال ان ليس لدى بلاده الامكانيات والميزانية لاخضاع المدارس، خاصة في مناطق قبلية نائية لاشراف وزارة التعليم في اسلام آباد.
ووعد بلير بدعم اقتصادي يزيد على 480 مليون جنيه استرليني لباكستان في هذا الشأن، كما علمت "إيلاف" ان الاتفاقيات ستشمل تدريب المخابرات البريطانية لضباط باكستاننين ومزيد من التعاون في التنصت ومتابعة المشتبه فيهم.
كما علمت "إيلاف" ان جزءا من المباحثات سيشمل التعاون في مجالات عسكرية تمهيدا لديبلوماسية انجلوا أميركية واسعة في حالة فرض عقوبات اقتصادية على ايران، اذ يستلزم تعاون باكستان لفرض حصار بحري، وايضاالتعاون في حالة قرار الرئيس بوش توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية، وهو امر محتمل قرب نهاية ولاية بوش، وهو امر سيتطلب استخدام اجواء وقواعد لباكستان. ومن الناحية الاستراتيجية، فإن ضم رئيس بلد اسلامي كبير كباكستان الى التحالف ضد ايران، هو أمر في غاية الاهمية.
لكن الرئيس مشرف يواجه موقفا سياسيا داخليا صعبا، اذ ان المتطرفين الاسلاميين يتلقون دعم وتأييد جمعية علماء المسلمين الباكستانية، التي يحتاج مشرف الى دعمها وتأييدها لتجديد رئاسته انتخابيا في العام القادم. ولذا فتحالفه مع الغرب، ومواجهته لطالبان والمتطرفين قد تكون على حساب دعم العلماء المسلمين لحكومته. ولذا فالدعم الاقتصادي البريطاني، والذي سيتبعه دعما أميركيا قريبا، مثلما علمت "إيلاف " من مصادر أميركية، سيساعد حكومة مشرف على " شراء" ولاء العلماء المسلمين، وايضا انعاش الاقتصاد لزيادة شعبيته كأمر ضروري في الحرب ضد الارهاب والتطرف الاسلامي.
واعترضت الشرطة البريطانية على طلب من داوننج ستريت بحظر نشاط حزب التحرير الاسلامي المتطرف، المحظور في باكستان، ليتوافق مع الزيارة، خاصة في غياب أدلة عن تورط الحزب في الارهاب، مما سيؤدي بالحكومة لخسارة أي اقضية يرفعها الحزب ضدها.