القذافي: اتفاق قد يوقف التدخل الخارجي في دارفور

طرابلس: قال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اليوم ان الاتفاق الذي وقعته مجموعة متمردة في دارفور السبت في ليبيا مع الحكومة السودانية "يوقف مسلسل التدخل الخارجي" في دارفور. وقال القذافي لدى لقائه اليوم مجذوب الخليفة مستشار الرئيس السوداني عمر حسن البشير وممثل عن هذا الفصيل في حركة تحرير السودان ابو القاسم الحاج اللذين وقعا الاتفاق "ان هذا الاتفاق من اهم الاتفاقات التي وقعتها الحكومة مع الذين خالفوها في الراي وهو اتفاق لاحلال السلام في دارفور يسقط اي مسلسل للتدخل الخارجي".

وكان قرار مجلس الامن الدولي رقم 1706 الصادر في آب(اغسطس) الماضي قرر نشر قوات دولية في دارفور للحلول محل قوات الاتحاد الافريقي الضعيفة التمويل والتجهيز. غير ان السودان رفض القرار وقبل في الايام الاخيرة ان تقدم الامم المتحدة مساعدة تقنية لقوات الاتحاد الافريقي.

وكانت حركة تحرير السودان اكبر فصائل المتمردين في دارفور انقسمت الى فصيلين : الاول والاكبر بقيادة مني ميناوي الذي وقع اتفاق السلام في ابوجا في ايار(مايو) الماضي مع الخرطوم والثاني برئاسة عبد الواحد محمد النور. وانشقت المجموعة بقيادة ابو القاسم الحاج عن فصيل عبد الواحد محمد نور الذي لم يوقع اتفاق ابوجا للسلام في دارفور بين المتمردين والحكومة السودانية. واعلن القذافي انعقاد قمة في ليبيا خلال اليومين المقبلين للتصديق على الاتفاق.

واوضح مصدر ليبي ان الدول المشاركة في القمة قد تكون اضافة الى ليبيا مصر والسودان وتشاد دون مزيد من التفاصيل. وشدد الزعيم الليبي في اجتماع اليوم على ضرورة عدم السماح بتدخل خارجي في السودان مشيرا الى انه ينطوي على مخاطر على السودان ودول الجوار. وخاطب الطرفين الموقعين على اتفاق السبت بقوله "من الافضل ان يحتل الجيش السوداني دارفور بدلا من ان تحتلكم قوات الامم المتحدة وتضع السودان تحت الوصاية الدولية".

واضاف "اذا جاء الجيش الاطلسي ووضع جنوده على حدود السودان هذه ستكون كارثة على السودان ودول الجوار فلا تستجيبوا لنداءات الغرب والاوروبيين". وتابع "انهم يذرفون دموع التماسيح عليكم فلا تصدقوهم (لانهم يرمون) للسيطرة عليكم واستعماركم. ان الصراع في دارفور هو من صنع الاستعمار. صراع على البترول ومناطق النفوذ".

ودعا القذافي الحكومة والاطراف السودانية المعارضة الالتزام بهذه الاتفاقات معربا عن امله في ان يشكل الاتفاق الاخير "نهاية لالام اهلنا في دارفور". وتضمن الاتفاق الموقع السبت في ليبيا بين الحكومة السودانية والفصيل المتمرد في حركة تحرير السودان "عودة النازخين واللاجئين وتسهيل عودتهم الى دارفور بمشاركة قوات حركة تحرير السودان" و"العمل على ضبط السلاح وجمعه بحيث لا يبقى الا بايدي القوات النظامية" وان "تبقى حركة تحرير السودان في مواقعها الى حين استكمال الترتيبات الامنية". كما تم الاتفاق على تخصيص 100 مليون دولار لمساعدة النازحين في دارفور على "ان يتم دفعها من صناديق محلية ودولية".

وكانت الحرب في دارفور اندلعت في شباط(فبراير) 2003 بين متمردين من اتنيات افريقية والجيش السوداني المدعوم من ميليشيات الجنجويد ما ادى الى مقتل نحو 200 الف شخص ونزوح نحو مليونين ونصف المليون شخص، حسب الامم المتحدة.

القذافي: لبنان لم يثبت حتى الان انه دولة مستقلة

واعتبر القذافي من جهة ثانية ان لبنان لم يستطع حتى الان ان "يثبت انه دولة مستقلة" ما ادى حسب رايه الى التدخل السوري والدولي والى نشوب حروب طائفية فيه. وقال القذافي في تصريح صحافي ردا على سؤال حول الازمة السياسية القائمة حاليا في لبنان "ان لبنان لم يستطع في يوم من الايام ان يثبت انه دولة مستقلة ولهذا السبب تتدخل البندقية السورية".

واضاف متسائلا "والا لماذا لا يستطيع لبنان العيش بمفرده الا بقوات دولية او قوات سورية؟ ولماذا يحاربون بعضهم البعض ويتقاتلون مع بعضهم البعض؟". وخلص الى القول "على لبنان ان يبرهن انه دولة مستقلة وانه ليس جزءا لا يتجزأ من سوريا كما يقول السوريون".