بوش يفضل حلولا دبلوماسية لازمتي ايران وكوريا الشمالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بوغور(اندونيسيا)، واشنطن: أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن امله في التوصل الى حلول سلمية للازمتين الايرانية والكورية الشمالية. وقال "ان لدى هذين النظامين طموحات نووية. ان وجود اسلحة نووية بايدي هذين النظامين سيضعف امن شعوب الشرق الاوسط وشمال شرق آسيا".
وكان بوش يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاندونيسي سوسيلو بامبامغ يودويونو في مدينة بوغور. واضاف بوش "بحثت مع الرئيس (يودويونو) كيف ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمباحثات السداسية (الصين والولايات المتحدة وروسيا واليابان والكوريتين) توفران افضل الفرص لاقناع كوريا الشمالية بالسعي الى حلول سلمية ودبلوماسية لقلقنا بشأن برامجها للتسلح".
وكانت كوريا الشمالية اجرت في التاسع من تشرين الاول(اكتوبر) اول تجربة نووية لها ما كلفها تنديدا من المجتمع الدولي وعقوبات دولية. وغادر بوش مساء اليوم اندونيسيا عائدا الى الولايات المتحدة عبر هاواي بعد زيارة لبضع ساعات اثارت احتجاجات كبيرة ضده.
بوش: الاحتجاجات في إندونيسيا مؤشر على الديموقراطية
ووصف بوش الذي يقوم بثاني زيارة له الى اندونيسيا، دعوات المتظاهرين بقتله، بانه مؤشر على الديموقراطية في البلد الذي يعتبر أكبر بلد اسلامي في العالم من حيث عدد السكان. وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع سوسيلو بامبامغ يودويونو في مدينة بوغور "انني اشيد بالمجتمع الذي يخرج فيه الناس بحرية للتعبير عن آرائهم".
وتاتي زيارة بوش الى اندونيسيا في ختام جولة آسيوية استمرت اسبوعا شهدت جدلا مريرا حول الحرب في العراق. وقال بوش انه لم يقرر بعد ما اذا كان سيزيد او يخفض عديد القوات الاميركية في العراق ام سيتركه عند مستوياته الحالية. واوضح بوش "لم اتخذ بعد اي قرار بشان زيادة عديد العسكريين او خفضه ولن افعل ذلك الا بعد ان استشير عددا من المصادر". واعرب بوش عن الامل في الحصول على رأي البنتاغون حول المسألة "في اسرع وقت ممكن".
ووسط دعوات لارسال مزيد من الجنود الاميركيين الى العراق او البدء في سحبهم تدريجيا من البلد المضطرب، وعد بوش بالكشف بالتفصيل عن "الجوانب السلبية والايجابية" لاي اسلوب سيقرر انتهاجه. ودعا الرئيس الاندونيسي الى زيادة المساعدة الدولية في العراق ووضع "جدول زمني مناسب" لانسحاب القوات الاميركية من العراق، وهو الخيار الذي يرفضه بوش بشدة.
وفيما يتعلق بمسألتي ايران وكوريا الشمالية، قال الرئيس الاميركي انه من الافضل ترك حل مسالة الازمة النووية مع البلدين في ايدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمحادثات السداسية. وخلافا للابتسامات والترحيب الذي لقيه بوش في فيتنام، فقد لقي معارضة واحتجاجات شديدة وحتى دعوات لقتله من قبل المسلمين الاندونيسيين الغاضبين بسبب الحرب على العراق والتواجد العسكري الاميركي في افغانستان.
ودعا قادة "تحالف المنظمات المسلمة المتحدة" التي تضم عشرات الجماعات الاسلامية، الى قتل بوش ووصفوه بانه "مجرم حرب" و"ارهابي" في تجتمع شارك فيه نحو 2000 شخص. وصاح قائد الاحتجاج من خلال مكبر صوت "اقتلوه، اقتلوه" مضيفا "ان دم جورج بوش حلال". وقالت احدى المتظاهرات المنقبات وتدعى فريدة وهي سيدة اعمال في الثلاثينات من عمرها انها جاءت للاحتجاج على بوش الى جانب النساء الاخريات من حزب التحرير الاسلامي المتشدد، واضافت "لا نريده ان يحضر الى هنا".
وردا على سؤال حول الاحتجاجات قال بوش انه "يقدر لاندونيسيا أنها بلد يستطيع فيه الناس الاحتجاج والتعبير عن آرائهم". واضاف "وهذه ليست المرة الاولى على كل حال التي يخرج فيها الناس ويعبرون عن رأيهم في سياساتي (...) وهذا ما يحدث عندما تاخذ قرارات صعبة".
وقال رجل الدين الاسلامي قمر الدين هدايات، الذي كان من بين تسع شخصيات جرت دعوتهم لاجراء محادثات مع بوش، انه اخبر الرئيس الاميركي انهم يحاولون مكافحة التطرف وطلب منه اعادة النظر في السياسات الاميركية. واضاف "لقد قلنا ضمنا رجاء، عليكم مراجعة السياسة الاميركية الخارجية خاصة فيما يتعلق بالشرق الاوسط. لا تكونوا متحيزين لان الازمة في العالم الاسلامي تتاثر بشكل كبير بما يحدث في الشرق الاوسط".
وقد حولت زيارة بوش بلدة بوغور الوادعة الى ما يشبه منطقة حرب، حيث انتشر الجنود بوجوههم الصارمة وهم يحملون اسلحتهم ويقفون على اهبة الاستعداد في الشوارع ويحرسون حواجز الطرق في حين اغلق الطريق الى القصر الصيفي في بوغور بالاسلاك الشائكة.
وقال مسؤولون في البيت الابيض ان بوش يزور اندونيسيا للتاكيد على ان الولايات المتحدة ترغب في اقامة علاقة استراتيجية معها تتجاوز التعاون المستمر في مكافحة الارهاب والذي بدأ بعد هجمات 11 ايلول(سبتمبر) 2001. واكد بوش ان "هذه العلاقة يجب ان تستمر لمدة عقود قادمة. ومن المهم لشعبنا ان تكون لنا علاقات جيدة وقوية مع اندونيسيا".
وبدوره اوضح الرئيس الاندونيسي ان "المفاوضات كانت مفتوحة وصريحة وبناءة واحيانا حساسة، والمهم هو اننا حاولنا مناقشة التعاون حول كيفية جعل العلاقات الاندونيسية الاميركية تؤثر ايجابا على حياة شعبنا". وناقش الرئيس الاميركي ونظيره الاندونيسي التعاون بشان تحديات مثل مكافحة الارهاب وانفلونزا الطيور اضافة الى الجهود الاميركية للمساعدة على اعادة اعمار اقليم اتشيه الاندونيسي بعد عامين من تعرضه لكارثة المد البحري (تسونامي) المدمرة.
لجنة للبنتاجون: يجب البقاء في العراق
يتوقع أن توصي دراسة عسكرية أميريكية بزيادة محدودة لحجم القوات الأمريكية في العراق حسب ما صرح به مسؤولون للواشنطن بوست. وقال مسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية ان لجنة أعدت دراسة تبدو مؤيدة لبقاء القوات الأمريكية في العراق. ولم تحبذ الدراسة زيادة عدد القوات الأمريكية العاملة في العراق بشكل كبير، كما لم تشجع على الانسحاب.
يذكر ان دراستين أخريين لا زالتا قيد الاعداد، واحدة بتكليف من البيت الأبيض وأخرى تعدها لجنة من الخبراء من قبل الحزبين الديموقراطي والجمهوري. وكان لأعمال العنف المستمرة في العراق دور في الهزيمة التي مني بها الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية.
وقد أعلن الجيش الأمريكي عن مقتل اثنين من جنوده الاثنين في العراق، حيث قتل أحد جنود مشاة البحرية في محافظة الأنبار وقتل جندي اخر نتيجة انفجار عبوة جنوب شرقي بغداد. خطة مزدوجة
وقد توصلت الدراسة التي كلف باعدادها الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي، توصلت الى انه يجب عدم تصعيد العمليات في العراق كما قال المسؤولون لصحيفة الواشنطن بوست، لأن ذلك يتطلب عددا أكبر من الجنود مما يستطيع الجيش الأمريكي وقوات الأمن العراقية تأمينه.
ولكن اللجنة توصلت أيضا الى ان انسحابا فوريا من العراق سيدفع البلاد باتجاه حرب أهلية شاملة، كما أفادت المصادر. وأضافت المصادر ان اللجنة تبدو وكأنها تحبذ حلا هو مزيج من تقليل حجم القوات الأمريكية المقاتلة مع زيادة توسيع الجهود المبذولة في تدريب قوات الأمن العراقية وتأهيلها.
وتهدف الخطة الى زيادة قدرها 20-30 ألفا في عدد القوات البالغ 140 ألفا يتبعها تخفيض على المدى البعيد الى مستوى 60 ألفا حسب الصحيفة.
وتشبه توصيات اللجنة التعليقات التي أدلى بها الجنرال جون أبي زيد قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث قال انه لا يعتقد ان زيادة أو خفض حجم القوات الأمريكية في العراق سيساعد على تهدئة الأوضاع في العراق. ولكن أبي زيد أردف انه متفائل من امكانية اعادة الاستقرار الى البلاد وان بالامكان تسريع عملية تدريب قوات الأمن العراقية بحيث تنجز خلال العام القادم.
ويتوقع أن تصدر لجنة دراسات العراق التي يراسها وزير الخارجية الأمريكي السابق جيمس بيكر تقريرها الشهر القادم. وكان مستشار الرئيس بوش لشؤون الأمن القومي ستيفين هادلي قد أكد انه يجري دراسة للسياسة الأمريكية في العراق بطلب من البيت الأبيض.
واشنطن تبحث عن حل مثالي للخروج من المستنقع العراقي
يحتدم النقاش في الولايات المتحدة حول اعتماد استراتيجية جديدة في العراق، في وقت كشفت صحيفة اليوم الاثنين ان الجيش الاميركي يدرس ثلاثة خيارات: زيادة القوات، تخفيض القوات والبقاء مدة اطول، او سحب كل الجنود الاميركيين من العراق. واتسعت دائرة النقاش حول المسالة وكثرت الدراسات منذ عدة اسابيع. وينتظر قريبا صدور تقريرين رئيسيين، الاول عن مجموعة يرئسها وزير الخارجية السابق جيمس بيكر، وأخر تجري صياغته في البنتاغون.
ومن التوصيات الملفتة التي يمكن ان تصدر عن مجموعة بيكر الانسحاب التدريجي للقوات الاميركية واستئناف الحوار مع جارتي العراق، ايران وسوريا. وافادت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الاميركية رفضوا الكشف عن اسمائهم ان مجموعة من الخبراء لدى قيادة الاركان تدرس ثلاثة خيارات تعرف باسماء "غو بيغ" (زيادة عدد القوات) و"غو لونغ" (البقاء لفترة اطول) و"غو هوم" (العودة الى البلاد، او الانسحاب).
وقالت هذه المصادر ان الخبراء سيصدرون على الارجح توصية في مرحلة اولى وعلى المدى القصير بزيادة عدد القوات بشكل طفيف -- من عشرين الى ثلاثين الف عنصر اضافي -- وعلى المدى الطويل بالالتزام في مجال التدريب وتقديم النصح للقوات العراقية.
ورفضت وزارة الدفاع الاميركية التعليق على هذه الانباء. وتنشر الولايات المتحدة حاليا 140 الف جندي في العراق. وافادت الصحيفة ان خيار "غو بيغ" او زيادة عدد القوات سيتطلب مئات الالاف من القوات الاضافية من الاميركيين والعراقيين على حد سواء وكذلك شرطة عراقية مجهزة باسلحة ثقيلة. وقد استبعده الخبراء بعدما اعتبروا ان عديد الجيش الاميركي غير كاف وان اداء القوات العراقية ليس فعالا جدا.
كما رفضت المجموعة خيار الانسحاب الكامل لانه سيغرق العراق في حرب اهلية دامية، بحسب الصحيفة. وخيار الانسحاب يحبذه الديموقراطيون الذين باتوا يسيطرون على مجلسي الشيوخ والنواب بنتيجة انتخابات منتصف الولاية. وقال السناتور الديموقراطي جوزف بيدن لمحطة "ان بي سي" اليوم الاثنين انه من بين "الخيارات الثلاثة، فان الخيار الاخير سيكون الامثل لكنه ليس الخيار الصحيح" في الظروف الحالية. وبيدن مرشح لرئاسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ في كانون الثاني(يناير). واضاف انه "من الافضل أن نجعل المسؤولين العراقيين يدركون اننا لن نبقى" في بلادهم. وتابع بيدن "دعونا خلال الاشهر الاربعة القادمة نبلغهم اننا سنبدأ بالخروج من العراق"، "دعونا نرغمهم على التصدي للتحدي الرئيسي، الا هو توحيد العراقيين"، داعيا الى "توافق دولي" على دعم الاتفاق الذي يصل اليه العراقيون في ما بينهم، ايا كان.
وفي اندويسيا، قال الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يقوم بجولة في آسيا، انه لم يتخذ قرارا بشان احتمال تعديل عدد الجنود الاميركيين في العراق. واوضح بوش "لم اتخذ بعد اي قرار بشان زيادة عديد العسكريين او خفضه ولن افعل ذلك الا بعد ان استشير عددا من المصادر". واعرب بوش عن الامل في الحصول على تقرير البنتاغون "في اسرع وقت ممكن".