مجلس الأمن للنظر بمشروع المحكمة الدولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الامم المتحدة-بيروت-واشنطن: قال المندوب الاميركي في مجلس الامن الدولي جون بولتون امس ان امام الدول الاعضاء في المجلس 24 ساعة للموافقة او رفض مضمون رسالة السكرتير العام للامم المتحدة كوفي أنان المتعلقة بانشاء المحكمة الدولية لمحاكمة المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. وقال بولتون للصحافيين اثر انتهاء اجتماع لمجلس الامن بحث خلاله قضية المحكمة الدولية ان رئيس مجلس الامن سفير البيرو سيوزع في وقت لاحق رسالة عنان على الدول الاعضاء في المجلس.
وردا على سؤال حول دستورية قرار الحكومة اللبنانية الموافقة على مسودة مشروع المحكمة قال بولتون والمندوب الفرنسي جان مارك دي لا سابليي ان هذه "المسالة لا تخص مجلس الامن وانما هي مهمة الحكومة اللبنانية لتسوية الخلافات الموجودة بينهم". واشار المندوب الفرنسي الى وجود اتفاق بين اعضاء المجلس لعدم الدخول في المسائل الداخلية اللبنانية المتعلقة بالمحكمة معتبرا انه من واجب الحكومة اللبنانية ايجاد مخرج في حال وجود اي مشكلة. واوضح دي سابليي ان المجلس وافق بالاجماع على مسودة مشروع المحكمة الدولية "وسيبدا العمل بسرعة لاتخاذ الخطوات الاخيرة لانشائها". وتابع قائلا ان معظم اعضاء المجلس يدعمون المشروع المقترح من السكرتير العام للامم المتحدة معبرا عن امله بموافقة الدول الاعضاء على رسالة انان مشيرا الى انه سيتم النظر باي تعديلات يريدونها.
يذكر ان الحكومة اللبنانية كانت قد وافقت على مسودة مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي المعنية بمحاكمة المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في ظل غياب ستة وزراء بسبب الاستقالة.
قطر لاتباع الحرص والحذر
من جانبه، حث مندوب دولة قطر ممثل المجموعة العربية لدى مجلس الامن الدولي اعضاء المجلس على الحرص والحذر في تعاملهم مع الشؤون اللبنانية خاصة تاسيس محكمة ذات سمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. و كان السفير ناصر النصر نبه في تصريح للصحفيين وهو في طريقه لاجتماع للمجلس مخصص لبحث مسألة تاسيس المحكمة الى ان الهدف هو "مساعدة لبنان وليس تعقيد الامور.. وبالنسبة لنا (المجموعة العربية) فاننا نرغب في نهاية المطاف برؤية وحدة في لبنان وهناك قرار من المجلس بالمضي في اجراءات تاسيس المحكمة ونحن نرغب بمعاقبة مرتكبي الجريمة لكن علينا اتباع الحرص فيما يتعلق بهذا القرار لاننا نرغب بمساعدة لبنان لا خلق مشاكل جديدة له".
واجتمع المجلس امس الاثنين للاستماع الى ايجاز من كبير المستشارين القانونيين في الامم المتحدة نيكولاس ميكل لشرح العناصر القانونية للمحكمة وللاجابة على اسئلة واستفسارات الاعضاء. كما بحث المجلس مدى شرعية المصادقة اللبنانية الاخيرة على تشكيل هيئة المحكمة ونظامها الاساسي بما ان مجلس الوزراء اللبناني قام بهذه المصادقة في غياب ستة من وزراءه المستقيلين وذلك بعد ان اثار الرئيس اللبناني اميل لحود هذه المسألة في رسالة وجهها الاسبوع الماضي الى السكرتير العام كوفي انان فضلا عن تساؤلات طرحتها روسيا حول مدى هذه الشرعية كذلك.
يذكر ان المكمة ستقام في مكان لم يحدد بعد خارج لبنان وستضم في هيئتها القضائية شخصيات دولية بارزة.
سعد الحريري: مشكلة المعارضة هي المحكمة الدولية
الى ذلك، اعتبر زعيم الاكثرية النيابية اللبنانية النائب سعد الحريري ان مشكلة فريق المعارضة "ليست بالمشاركة الحكومية بل مع المحكمة الدولية" التي ستنظر في جريمة اغتيال والده رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. واضاف الحريري في تصريح صحافي ان كل ما يعرض على الاكثرية المتمثلة في فريق (14 اذار) حتى الان هو "مشاريع لاقفال الابواب السياسية في وجه البلد" مشيرا الى وجود "محاولات لتجهيل كل المسائل المصيرية التي يواجهها لبنان ولتجهيل مخاطر ما يعرض من مقايضات بينها وبين الاستقرار على مستقبل لبنان".
وأعرب عن اعتقاده بأن فريق المعارضة او (8 اذار) لديه مشكلة مع المسائل المطروحة امام الحكومة وهي رئاسة الجمهورية والمحكمة الدولية والقرار الدولي رقم 1701 ومؤتمر باريس 3 .
واشنطن تطالب دمشق وطهران بعدم التدخل في الشأن اللبناني الداخلي
من جهتها،طالبت الولايات المتحدة ايران وسوريا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية كما تعهدت بمواصلة العمل على معاقبة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية توم كايسي في لقاء مع الصحافيين ان بلاده "تدعم الحكومة اللبنانية المنتخبة بقيادة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وسوف تواصل العمل معها للمساعدة في المضي قدما على صعيد واسع من القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك ضمان معاقبة قتلة الحريري".
وتتهم الولايات المتحدة سوريا بالضلوع في عملية اغتيال الحريري العام الماضي وهو ما تنفيه دمشق كما لم تثبته حتى الأن التحقيقات التي تجريها لجنة خاصة تم تشكيلها من جانب الامم المتحدة للتحقيق في عملية الاغتيال.
وتعليقا على دعوة الامين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله لاتباعه بالاعداد لتنظيم احتجاجات ضخمة بهدف الاطاحة بحكومة السنيورة قال كايسي ان "الولايات المتحدة ترغب في ان يحدد الشعب اللبناني الطريقة التي سيتعامل بها مع حكومته والاشخاص الذين سيشاركون في تلك الحكومة" مشددا في الوقت ذاته على ضرورة احترام احكام الدستور اللبناني بشأن انتخاب الحكومة والحيلولة دون تدخل اي طرف خارجي للتأثير في تلك المسألة.
واتهم كايسي الحكومة السورية بمواصلة التدخل في الشؤون اللبنانية معربا عن رغبة بلاده في ان تتوقف دمشق او طهران عن تلك الممارسات.
واكد حق الشعب اللبناني في التعبير عن نفسه بحرية لاسيما بعد انقضاء السيطرة السورية على لبنان مشددا في الوقت ذاته على ان يتم التعبير عن الرأي بالطرق السلمية ووفقا لاحكام القانون اللبناني ودون تهديد او تخويف للأخرين.
انان:الحوار لحل الاختلافات
على صعيد متصل، قال السكرتير العام للامم المتحدة كوفي انان ان الاوضاع في لبنان "خطرة جدا" مشجعا كل الاطراف اللبنانية على الصبر وحل اختلافاتهم عبر الحوار. جاء ذلك على لسان المتحدث باسم السكرتير العام ستيفان دوجاريك ردا على سؤال حول نظرة انان الى الاوضاع بعد تهديدات امين عام حزب الله حسن نصر الله وحلفائه بتنظيم مظاهرات ضخمة لاسقاط حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.
وكانت حكومة السنيورة وافقت على مسودة مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي المعنية بمحاكمة المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في ظل غياب ستة وزراء بسبب الاستقالة. ورفض الرئيس اللبناني أميل لحود عقد هذه الجلسة معتبرا انها تخرق الدستور وميثاق العيش المشترك بسبب غياب احدى الطوائف الاساسية عنها بسبب الاستقالة.