حشود وغضب بعد اغتيال بيار الجميّل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حشود وغضب بعد اغتيال وزير صناعة لبنان
أمين الجميّل يدعو للصلاة وعدم الانتقام
إيلي الحاج من بيروت: اندفعت حشود متشنجة ومصدومة وغاضبة من أنصار حزب الكتائب إلى مستشفى القديس يوسف في محلة الدورة على ساحل المتن الشمالي حيث توفى متأثرا بجروحه وزير الصناعة اللبنانية بيار الجميّل، نجل رئيس الجمهورية السابق أمين الجميّل ، وأحد أركان "قوى 14 آذار/ مارس" المناهضة لسورية إثر إطلاق النار على موكبه في محلة نيو جديدة، وتحديداً قرب مدرسة الحكمة ، قرابة الرابعة إلا ربعاً بالتوقيت المحلي بعد ظهر اليوم.
وأفاد مرافق الوزير ، واسمه شربل، أن الوزير الجميّل قدم واجب تعزية قبل دقائق في كنيسة مجاورة ، وبعد انطلاق سيارته لحقت بها سيارتان إحداهما من نوع "رانج روفر" وصدمتا سيارة الجميّل ونزل منهما مسلحون أطلقوا عليه النار مباشرة من وراء الزجاج الجانبي حيث يجلس السائق، وأضاف المرافق الذي أصيب بجروح خطرة مع رفيق له، أنه قاد بنفسه السيارة إلى مستشفى القديس يوسف وإلى جانبه الوزير الجميّل الذي كان يحتضر لإصابته في رأسه .
وكان المحتشدون يهتفون بشعارات منددة خصوصاً بالأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله وحليفه النائب الجنرال ميشال عون. لكن الرئيس الجميّل، الذي لاقاه إلى المستشفى رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط ، ألقى كلمة في المحتشدين أن "قدر عائلتنا أن تقدم شهداء في سبيل القضية ، أطلب ممن يحبون بيار أن يجعلوا هذه الليلة ليلة صلاة وأن يمتنعوا عن القيام بأعمال تدنس شهادته بانفعالات وأعمال غير مسؤولة ، أطلب منهم أن يحافظوا على معنى شهادة بيار ". وحض على عدم الانتقام وضبط النفس والهدوء.
وقال جنبلاط في المحتشدين :" القتلة يريدون بأي ثمن خلق فتنة داخلية في لبنان، ولكن كما استنكرنا سلميا وديمقراطيا من محاولة اغتيال ( الوزير) مروان حمادة حتى اغتيال ( النائب والصحافي) جبران تويني ورفضنا الفتنة ، وكان في مقدمنا الرئيس الجميل والشهيد بيار ، هكذا سنكون في هذا اليوم الوطني الكبير، في يوم لبنان ، لن ندعهم يفلتون والمحكمة آتية لا محالة وكل شعب لبنان سيبقى معنا وسننتصر وسننتصر".
وأصدرت قيادة حزب الكتائب بياناً حض المناصرين على التزام الهدوء وضبط النفس.في حين دعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الوزراء إلى اجتماع عاجل في السرايا، علماً أن نصاب الثلثين زائداً واحداً اللازم لانعقاد جلسات الحكومة الحكومة دستوريا بات متوقفاً على وزير واحد بعد استقالة ستة وزراء من أصل 24 واغتيال الجميّل.
وكان رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري في مؤتمر صحافي يوضح خلاله مواقف قوى الغالبية من دعوات "حزب الله" و"التيار العوني" وبقية حلفاء سورية في لبنان إلى التظاهر في الأيام المقبلة لإسقاط الحكومة عندما تلقى الخبر مكتوباً على ورقة ، فأوقف المؤتمر دقائق عاد بعدها إلى المكان لينعى الوزير بيار الجميل ويقول أن "لا كلام بيننا وبين هذا النظام القاتل ( السوري) الذي يريد أن يقتل كل لبناني حر، والذي نفذ وعيده بمزيد من جرائم الإغتيال. بيننا وبينه المحكمة الدولية ، وما سيحصل فليحصل . الله أكبر" . وارتفع الهتاف في القاعة باسم الرئيس الراحل رفيق الحريري.
واتهم وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت النظام السوري على الفور باغتيال الوزير الجميّل .
ودعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رئيس الجمهورية إميل لحود إلى الإستقالة فوراً، كما دعا وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" المستقيلين إلى العودة عن استقالاتهم . وكان جعجع حذر قبل يومين من احتمال أن يعمد النظام السوري إلى اغتيال وزراء، ودعاهم إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة .
وقالت وزيرة الشؤون الخارجية البريطانية مارغريت بيكت أنها تشعر بالصدمة بسبب جريمة الإغتيال التي وصفها مسؤولون كبار في الأدارة الأميركية بأنها "جريمة إرهابية" .
يذكر أن الوزير الجميّل الذي أعاد تنشيط الحزب الذي أسسه جدّه الراحل الشيخ بيار الجميل عام 1936 هو رابع من يقضون بأعماتل عنف في هذه العائلة ، الأول هو ابن عمته أمين أسود في 1976 ، والثانية ابنة عمه بشير الطفلة مايا بتفجير سيارة عام 1981 وثالثهم عمه بشير بعد 20 يوماً من انتخابه رئيساً للجمهورية عام 1982 .
ومن المقرر أن يعقد أركان "قوى 14 آذار/مارس" اجتماعاً الليلة في المقر المركزي لحزب الكتائب في منطقة الصيفي ، أو في بيت عائلة الجميّل في بكفيا.