لبنان يشيد باقرار مجلس الامن المحكمة الدولية

بيروت-الأمم المتحدة: اعلن مصدر حكومي اليوم ان لبنان "يشيد" بموافقة مجلس الامن على انشاء المحكمة الخاصة باغتيال رفيق الحريري معتبرا ان ذلك "يترجم دعم المجتمع الدولي" للبنان.واعرب هذا المصدر الرسمي ايضا عن ارتياحه للادانة التي صدرت عن مجلس الامن لاغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل.

وتلقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مساء الثلاثاء اتصالا هاتفيا من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي عبر له فيها عن ادانته لاغتيال الجميل وابلغه بقرار موافقة مجلس الامن على انشاء المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الحريري.واعلن السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جان مارك دي لا سابليير ان مجلس الامن اقر اليوم الثلاثاء مسودة انشاء المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المتهمين باغتيال رفيق الحريري.

قال السفير الفرنسي في تصريح صحافي "وافق اعضاء مجلس الامن بعد ثلاث ساعات على انتهاء المهلة التي كانت حددت، على الرسالة التي سيبعث بها مجلس الامن الى امانة الامم المتحدة بشان المحكمة الخاصة".كما اكد نظيره القطري عبد العزيز الناصر بعده اقرار مجلس الامن لمسودة انشاء المحكمة.

واعلن السفير القطري عن ارتياحه لاقرار النص الذي اضيفت اليه بناء على طلبه عبارة تشير الى ان انشاء المحكمة سيتم "طبقا للدستور اللبناني".وتعتبر هذه الرسالة موافقة رسمية لمجلس الامن على مسودة انشاء المحكمة التي وضعها خبراء في مجلس الامن بالتعاون مع قاضيين لبنانيين.وستقوم الامانة العامة لمجلس الامن بارسالها الى لبنان حيث يتوجب على المجلس النيابي ورئيس الجمهورية الموافقة عليها باعتبارها اتفاقية دولية قبل ان تصبح نافدة.

وافاد مصدر دبلوماسي ان اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل اليوم الثلاثاء سهل كثيرا تبني رسالة مجلس الامن، اذ لم يشأ اي بلد ان يبدو انه يريد عرقلة انشاء المحكمة.

كذلكدان مجلس الامن الدولي الليلة بشدة اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل الذي وصفه بانه "وطني كان يشكل رمزا للحرية وللاستقلال السياسي للبنان". واصدر المجلس بيانا في ختام جلسة مفتوحة قال فيه انه يدين كذلك "اي محاولة لزعزعة استقرار لبنان من خلال الاغتيالات السياسية او اي اعمال ارهابية اخرى".

واعرب المجلس عن عميق قلقه من هذا الاغتيال الجديد وتاثيراته المحتملة على الجهود الجارية حاليا من قبل الحكومة والشعب اللبناني لتعزيز الديمقراطية وتوسيع سلطة الحكومة على اراضيها واكمال عملية اعادة اعمار ما دمرته اسرائيل في عدوانها الاخير.

واعرب المجلس كذلك عن تعاطفه وتعازيه مع عائلة الجميل والشعب والحكومة اللبنانية داعيا كافة الاطراف في لبنان والمنطقة لاظهار ضبط النفس وحس بالمسؤولية برؤية لمنع اي تدهور اضافي للموقف في لبنان كما حث كافة البلدان على التعاون الكامل في الحرب ضد الارهاب.

ورحب المجلس في بيانه بعزيمة والتزام الحكومة اللبنانية على جلب مرتكبي ومخططي هذه الجريمة وباقي الاغتيالات التي شهدها لبنان امام العدالة "ويشدد على عزمه دعم الحكومة اللبنانية في جهودها نحو هذه الغاية". وفي اشارة غير مباشرة الى سوريا وايران اضاف البيان ان المجلس يعيد التاكيد على دعواته السابقة تجاه الاطراف كافة المعنية الى التعاون الكامل والعاجل مع المجلس من اجل التنفيذ الكامل كل القرارات ذات الصلة باستعادة لبنان لوحدة اراضيه وسيادته الكاملة واستقلاله السياسي.

واخيرا طلب المجلس من السكرتير العام مواصلة متابعة حثيثة للموقف في لبنان وتقديم تقرير الى المجلس حول الموقف هناك مع تاكيده على استعداده لمواصلة العمل لدعم ومساندة الحكومة الشرعية المنتخبة ديمقراطيا في لبنان.

هذا و جددت روسيا اعتراضها على أي محاولة لتسييس المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المتورطين في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. وشدد المتحدث باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين في تصريح بث على موقع وزارة الخارجية على شبكة الانترنت على اهمية عدم تاثير تشكيل المحكمة الدولية على الاوضاع السياسية الداخلية في لبنان وتعميق الانقسام بين صفوف اللبنانيين.

واشار كامينين الى الدور الهام الذي لعبته روسيا لضمان ان تكون الوثائق الخاصة بتشكيل المحكمة الدولية واضحة وتحديد وضعها من الناحية القانونية مشيرا الى ان شرعية هذه المحكمة تعتمد على مدى ملاءمتها للمعايير المعمول بها في حقل القانون الجنائي. واوضح ان المحكمة مخصصة للنظر في جريمة اغتيال الحريري التي وقعت في 14 فبراير من العام الماضي وعمليات الاغتيال اللاحقة اذا توفرت ادلة موضوعية بوجود صلة وثيقة بينها.