سوريا تضررت باغتيال بيار الجميّل

بهية مارديني من دمشق: اعتبر محللون سياسيون ان سورية تضررت من اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميّل ، واشار مراقبون سوريون الى انه في الحسابات السياسية لا يمكن ان تقدم دمشق على هذا العمل مطلقا.

ورأى المحلل السياسي ايمن عبد النور في تصريح خاص لإيلاف "ان عملية الاغتيال تصب في النهاية في مصلحة قوى 14 اذار "، واكد "على اختلاف المشهد السياسي في لبنان قبل وبعد عملية الاغتيال" ، لافتا الى "انه كان من الممكن ان تسقط الحكومة اللبنانية الحالية الا انه الان وبعد الاغتيال لم يعد من الممكن استخدام الاساليب السابقة وتنفيذ تهديد حزب الله بالنزول الى الشارع" ، مؤكدا "ان الوضع الان بات لا يسمح بمثل هذه التحركات "، مشيرا من جانب اخر الى جلسة مجلس الامن بخصوص المحكمة الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري ، واوضح " انه كان من الممكن ان يكون هناك اعتراضات على المحكمة الدولية ، ولكن بعد اغتيال الوزير اللبناني امس صدر القرار بالاجماع اذ انه لم يكن من المناسب لاي دولة الاعتراض عليه او تقديم اي تحفظات".

واعتبر عبد النور ان ما يجري كله يصب في خزنة المتشددين في الولايات المتحدة وفي اوروبا ، ونوه بأن عملية الاغتيال قام بها اناس واثقون من انفسهم ، وواثقون انهم سينجون من يد العدالة لانهم كانوا غير ملثمين ، واستخدموا سيارتين اضافة الى ان العملية تمت في وضح النهار.

من جانبه اعتبر الصحافي السوري عماد شعبان في حديث مع إيلاف ان سوريا في الحسابات السياسية لايمكن ان تقدم على هذا العمل مطلقا ، واضاف "لايمكن لعاقل او لانسان يتعاطى السياسة ان يصدق بان سورية يمكن ان تقدم على اغتيال اي شخصية لبنانية من قوى الرابع عشر من اذار في هذا الوقت هذا اذا افترضنا ان الاغتيال السياسي ورد في خاطر السوريين" ، واكد ان "سوريا تضررت بشكل كبير من نتائج هذا الاغتيال فاسقاط حكومة فؤاد السنيورة التي لاتطيقها دمشق قد تأجل حكما وموالو سورية اربكت حساباتهم وشلت حركتهم ، وبات لزاما عليهم تأجيل تحركهم لاسقاط حكومة السنيورة على الاقل احتراما للموت ".

واضاف "ان الاغتيال شحن قوى 14 اذار بحقنة حياة اضافية بعد ان بدا جليا الوهن والضعف عليها والذي ابرز ما تجلى بكلام وليد جنبلاط الذي تحدث فيه عن التسوية مع حزب الله" ، مشيرا الى " ان التحفظات الروسية على مسودة المحكمة الدولية سقطت مع سقوط الجميّل "، واكد انه لهذه الاسباب فان احتمال ان تكون سورية ضالعة في الاغتيال يشبه احتمال انبات الغابات في صحراء الربع الخالي . وقال شعبان: في النهاية لا نريد ان نكيل الاتهامات لاحد ولكن من قطف ثمار هذا الاغتيال السياسي هو الاولى بتوجيه الاتهام السياسي له وليس الى المتضرر.

تأثير الموقف العالمي
وتأكيدا على الخسارة السورية اثر اغتيال الجميل اشارت مصادر متطابقة الى التصريحات التي صدرت من واشنطن وباريس ولندن حيث اعلن الرئيس الأميركي جورج بوش عن دعم بلاده للبنانيين "في الدفاع عن ديمقراطيتهم ضد محاولات سورية وإيران وحلفائهما زعزعة الاستقرار وإشاعة العنف في لبنان" داعيا إلى إجراء تحقيق في اغتيال الوزير اللبناني بيار الجميل.

وقال بوش ان رفض سوريا لوقف جهودها في زعزعة الحكومة اللبنانية المنتخبة ديمقراطيا يعد انتهاكا لقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 1559 و 1701"، واضاف بوش في كلمة ألقاها في قاعدة هيكام الجوية في جزيرة هاواي الأميركية ان اغتيال الجميل "اظهر مجددا الوجه القبيح للذين يعارضون الحرية" معربا عن تأييد بلاده للحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة" المنتخبة ديمقراطيا" ودعم رغبة الشعب اللبناني في العيش في سلام.

كما تناولت الصحف البريطانية اليوم حادث اغتيال الجميل واتجهت نحو الإيحاء بأن الجهة التي تقف وراء الحادث كانت تسعى أساسا للإطاحة بالحكومة، مع التلميح بأن الحادث قد يجهض الجهود الرامية إلى إعادة سورية إلى الحقل الدبلوماسي وإشراكها في جهود إحلال السلام في المنطقة . حيث اعتبرت صحيفة التايمز أن اغتيال الجميل يهدد بإجهاض مبادرة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بالانفتاح على سورية بعد أن وجهت إليها الاتهامات.

كما صرح وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي قائلا "اتحفظ على الحديث عن المذنبين في هذه المرحلة وان كان كل شخص يمكنه تكوين رأي بعد هذا الاعتداء الجديد الذي يلي سلسلة من الاعتداءات الاخرى"، ملمحا بذلك الى سوريا وحلفائها في لبنان ، بحسب وكالة الانباء الفرنسية.