مصير لحود بين يدي صفير وقائد الجيش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
استنفار حول القصر الجمهورية والتنحية قيد البحث
مصير لحود بين يدي صفير وقائد الجيش
والواقع أن البيئة السياسية المسيحية تحاسب، ولعل ما حدث في الجامعة الأنطونية في بعبدا، عقر دار الجنرال خير مثال. تأسست هذه الجامعة التي تضم نحو 3 آلاف طالب قبل 10 أعوام والانتخابات الطالبية تجري فيها من 7 أيام وفي كل المرات كان "التيار الوطني الحر" الذي يترأسه عون يفوز في كل المقاعد. هذه السنة فاز خصوم الجنرال من "مسيحيي 14 آذار/مارس" بسبعة أو ثمانية من هذه المقاعد، رغم أن نحو 30 في المئة من الطلاب شيعة يؤيدونه، فما الذي تغيّر بين السنة الماضية وهذه السنة؟
في الصورة السياسية العامة: كل ما يتوافر من معلومات يشير إلى تحرك "قوى 14 آذار/ مارس" لإجباره على التنحي، يبدو مصير الرئيس لحود أكثر من أي يوم بأيدي رجلين من طائفته، أحدهما هو البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي حال بموقفه إثر 14 آذار/ مارس 2005 دون توجه جماهير ما سمي ب "ثورة الأرز" إلى القصر الرئاسي في بعبدا، وقيل أنه ندم لاحقاً على موقفه الذي علله آنذاك باعتقاده أن لحود كان سيسهّل الأمور ويتعاون في التوصل إلى مخرج مشرّف يتخلى من خلاله طوعاً عن الرئاسة فيدفع عن البلاد والعباد احتمال الوقوع في محنة الدم، لكن ما حصل هو النقيض ، فبعدما كان موظفون كبار في القصر الجمهوري يجمعون أغراضهم على عجل للمغادرة- على ما كشف أحدهم لاحقاً لبعض القريبين منه في مجلس خاص - بادر "حزب الله" إلى التصدي ل"قوى 14 آذار/مارس" وانضم الجنرال عون إلى الحزب في مواقفه كافة مما أتاح للحود إنتهاج سلوك تعتبره الغالبية على طول الخط "إستفزازياً" حيالها. وبعد إصابة الغالبية بسلسلة ضربات عبر جرائم اغتيال ومحاولات اغتيال في صفوف أركانها من جورج حاوي فسمير قصير والياس المر ومي شدياق ( اللذين نجوَا بمعجزة) وجبران تويني أواخر السنة الماضية، وجدت نفسها في حالة دفاع عن النفس في مواجهة قتلة مجهولين يتحركون بحرية تجلّت أخيراً في أسلوب اغتيال الشيخ بيار الجميّل.
واستغل الرئيس لحود الموقف إلى أقصى حد بعد حرب تموز/ يوليو التي يرى رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط عن خطأ أو عن صواب أن "حزب الله" أشعلها قصداً لوقف مسار المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة الرئيس رفاق الحريري وبقية الضحايا، فتصاعدت المواقف من بعبدا مسنودة بثنائي السيّد حسن نصرالله- الجنرال عون ليجد صانعو "ربيع بيروت" أنفسهم محشورين في الزاوية باستمرار تلاحقهم شتى الإتهامات والتهديدات لا سيما من السيد نصرالله، بهدف واحد مركزي معلن هو إسقاط الحكومة التي يترأسها فؤاد السنيورة ، أو تسليم قرار إسقاطها ساعة يريد التحالف الثلاثي المفتوح على دمشق وأبعد من دمشق من خلال "الثلث المعطل". عند ذلك قررت الغالبية أن تقف على رجليها وتواجه الشارع بالشارع والاتهام بالاتهام وبدا لبنان على حافة الإنفجار. وعلى هذه الذروة من التأزم اغتيل بيار الجميّل.
أما الرجل الثاني المؤثر في مسار الأحداث كلاَّ فهو قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان الذي يفترض أن تتبع له كل وحدات الجيش ومن ضمنها الحرس الجمهوري، علماً أن الشائع هو وجود علاقات أمرة نتيجة صلات خاصة بين رئيس الجمهورية القائد السابق للجيش وضباط الحرس وأفراده . العماد سليمان كان خالف التعليمات في 14 آذار/ مارس 2005 وسمح في شكل أو في آخر بحصول التظاهرات رغم الإصرار السياسي الرسمي في حينه على قمعها وتشتيت المتجمهرين بالقوة ، فماذا سيكون قراره هذه المرة إذا ما توجهت الحشود إلى بعبدا وعلى رأسها قادة سياسيون، والفكرة تُبحث؟
الخلاصة البسيطة أن الأيام المقبلة مصيرية للبنان . وهي تطرح على كل فريق أسئلة حاسمة ترسم مستقبله ومستقبل لبنان في آن واحد . أسئلة حاسمة ومخيفة أيضاً من نوع ماذا سيفعل "حزب الله" الذي انهار حليفه المسيحي شعبياً، وكيف سيتصرف في مسألة لحود الذي بات في وضع حرج جداً؟ هل يجازف الحزب بالغرق في حرب أهلية في وجه بقية الطوائف اللبنانية ؟