الجاسوس الروسي لم يسمم بمادة التاليوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ووصف الطبيب ايضا المعلومات التي تحدثت عن "قطع ثقيلة" تم اكتشافها في امعاء الكولونيل السابق في المخابرات الروسية بانها معلومات "خاطئة". وكانت هيئة الاذاعة البريطانية ذكرت انه تم العثور في امعائه على ثلاث قطع دائرية الشكل لكن بدون ان تتمكن من القول ما اذا كانت هذه القطع ابتلعت وبالتالي تسببت بمرض ليتفينينكو.
ولم تعرف حتى الان تحديدا الطريقة التي سمم فيها الكولونيل السابق في جهاز الاستخبارات الروسية. وتم تسميم ليتفينينكو الذي ينتقد بشدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الاول من تشرين الثاني(نوفمبر). ونقل بعد بضعة ايام من ذلك الى مستشفى في بارنت، شمال لندن.
ووجه مقربون من ليتفينينكو اصابع الاتهام الى موسكو فيما نفت اجهزة الاستخبارات الروسية اي ضلوع لها في المسألة. وتتولى شعبة مكافحة الارهاب في الشرطة البريطانية (اسكتلنديارد) التحقيق في القضية.
شاهد على فضائح عهد بوتين
وكانت تدهورت حالة ليتفينينكو الذي سمم له ليل الاربعاء الخميس وفق ما اعلن الخميس المستشفى الذي يعالج فيه في لندن. واوضحت متحدثة باسم مستشفى "يونيفرسيتي كولدج" انه في حال الخطر الشديد في وحدة العناية الفائقة. ولم تعرف حتى الان تحديدا كيفية التسميم للكولونيل السابق في جهاز الاستخبارات الروسية.
وتم تسميم ليتفينينكو الذي ينتقد بشدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الاول من تشرين الثاني(نوفمبر). ونقل بعد بضعة ايام من ذلك الى مستشفى في بارنت، شمال لندن. ووجه مقربون من ليتفينينكو اصابع الاتهام الى موسكو فيما نفت اجهزة الاستخبارات الروسية اي ضلوع لها في المسألة. وتتولى شعبة مكافحة الارهاب في الشرطة البريطانية (اسكتلنديارد) التحقيق في القضية.
وكانت الشرطة البريطانية قد أعلنت في وقت سابق، أنها تحقق في محاولة "تسميم" الجاسوس الروسي السابق، والذي اتهم نظرائه بالتورط في الإرهاب وعمليات اغتيال. وقال الناطق باسم شرطة سكوتلانديارد لوكالة الأنباء البريطانية إن المحققين يحاولون تحديد ماهية المادة المستخدمة والأشخاص الضالعين فيها.
ونشرت صحيفة "صاندي تايمز" إن ليتفينينكو يعاني من أعراض عدة منها تدمر خلايا نخاع عظامه وفشل كلوي والتقيؤ باستمرار كما أنه فقد شعر رأسه. وقالت الصحيفة إنها أجرت مقابلة مع الجاسوس السابق وهو طريح الفراش حيث يرقد في المستشفى تحت اسم مستعار.
وذكرت الصحيفة أنه كشف خلال المقابلة إصابته بأعراض التسمم أثر تناوله وجبة مع شخص إيطالي، زعم أن يملك معلومات بشأن مقتل الصحفية الناشطة آنا بوليتكوفسكايا.
وقتلت الصحفية، التي كشفت الكثير عن انتهاكات الجيش الروسي في الشيشان، خارج شقتها في السابع من أكتوبر(تشرين) الأول الماضي، ولم تعتقل السلطات الروسية الجناة حتى اللحظة.
وانتمي ليتفينينكوإلى جهاز الـKGB الروسي إبان حقبة الاتحاد السوفيتي وارتقى في مناصبه حتى تقلد رتبة عقيد في الجهاز التجسسسي الجديد - خدمات الأمن الفيدرالية FSB.
واتهم عام 1998 رؤسائه في FSB، بتجنيده لقتل الثري الروسي النافذ بوريس بيرزوفسكي، كما اتهم عملاء الجهاز بتنسيق عملية تفجير مبنى سكني أدى إلى مقتل ما يزيد عن 300 شخص عام 1999. وأدت عملية التفجير إلى عودة القوات الروسية مجدداً لشن حرب في الشيشان.
وقضى الجاسوس المنشق تسعة أشهر خلف القضبان ما بين عامي 1999 و2000 بتهمة استغلال النفوذ. وفر إلى بريطانيا بمجرد تبرئته حيث طلب اللجوء السياسي في نوفمبر/ تشرين الأول عام 2000.
نبذة:
ويعتبر الكسندر ليتفينينكو في صلب مجموعة من الفضائح رافقت بروز الرئيس فلاديمير بوتين وافول نجم رجل الاعمال بوريس بيريزوفسكي الذي كان يحظى بنفوذ واسع في الكرملين. الجاسوس السابق البالغ من العمر 41 عاما رمز لحقبة الفضائح التي تناقلتها الصحف في التسعينات بدون ان يكون من الممكن في غالب الاحيان التحقق منها فلطخت سمعة العديد من الناس واسقطت العديد من الرؤوس.
وفجر هذا الكولونيل السابق في جهاز الاستخبارات الروسي المكلف مكافحة المافيا اول قنابله الاعلامية في تشرين الثاني(نوفمبر) 1998 حين ظهر امام عدسات المصورين برفقة عناصر ملثمين ليفضح امرا اصدرته ادارته باغتيال الثري المثير للجدل بوريس بيريزوفسكي الذي كان يعتبر واسع النفوذ في اوساط الاعمال والسياسة. ولقيت هذه الاتهامات التي يصعب اثباتها اصداء كبيرة وارغمت مدير جهاز الاستخبارات وكان آنذاك فلاديمير بوتين على التعهد باقالة مصدري هذه الاوامر "ايا كانت مرتبتهم".
وبعد اربعة اشهر اعتقل الكسندر ليتفينينكو واودع السجن بتهمة "تجاوز صلاحياته". وتمت تبرئته في ختام محاكمة جرت في تشرين الثاني/نوفمبر 1999 غير انه اعتقل لدى خروجه من المحكمة واسقطت الملاحقات بحقه عام 2000 غير انه وضع في الاقامة الجبرية. وغادر عندها روسيا مع عائلته متوجها الى بريطانيا حيث حصل عام 2001 على اللجوء السياسي.
وهناك اصدر بالتعاون مع المؤرخ الروسي المقيم في الولايات المتحدة يوري فلشتينسكي كتابا بعنوان "جهاز الامن الفدرالي يفجر روسيا"، اثار فضيحة كبرى اذ اتهم السلطات بانها نظمت مجموعة اعتداءات على مبان اوقعت نحو 300 قتيل عام 1999. واوضح في الكتاب ان هذه الاعتداءات كانت من تنظيم اجهزة الاستخبارات وكان الهدف اتهام الانفصاليين الشيشان بتنفيذها لتبرير دخول القوات الروسية الى الشيشان في تشرين الاول(اكتوبر) 1999.
وصنف الكسندر ليتفينينكو عندها في فئة "اعداء الداخل" الذين لم يعد الكرملين يحتملهم كما لم يعد يحتمل اي انتقاد بعد انتخاب فلاديمير بوتين عام 2000 وقد تزايدت شعبيته بموازاة تقدم القوات الفدرالية في الشيشان. وفي اذار(مارس) 2002 قدم ليتفينينكو من منفاه في لندن معلومات لفيلم موله علنا بيريزوفسكي الذي اختلف مع بوتين وتم تهميشه بعد ان ساهم بشكل كبير في وصوله الى السلطة وقد لجأ بدوره الى لندن. وسقطت فيما بعد فرضية الرجلين حول ضلوع اجهزة المخابرات في اعتداءات 1999 لعدم وجود ادلة تثبتها.
وواصل الكولونيل ليتفينينكو فيما بعد انتقاداته اللاذعة للكرملين فاعلن انه يحقق في عملية احتجاز رهائن نفذتها وحدة مسلحة شيشانية في احد مسارح موسكو في تشرين الاول(اكتوبر) 2002 واسفرت عن 130 قتيلا. كما اعلن اخيرا انه يدقق في اغتيال الصحافية الروسية المعارضة انا بوليتكوفسكايا التي عرفت بانتقاداتها الشديدة للكرملين ولسياسة "التطبيع" القسري في الشيشان.
وفي 2004 تحدثت الصحف البريطانية عن القاء زجاجات حارقة على منزلي الكسندر ليتفينينكو واحمد زاكاييف ممثل الانفصاليين الشيشان في لندن. ويتولى الكسندر غولدفارب التحدث باسم ليتفينينكو وزاكاييف وبيريزوفسكي.ونفى جهاز الاستخبارات الداخلية الروسي آنذاك اي ضلوع له في المسألة كما ينفي اليوم ان يكون سمم للجاسوس السابق.