اغتيال بيار الجميل في عيون الإعلام الفلسطيني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة : تصدرت عملية اغتيال الوزير اللبناني بيار الجميل ، صفحات الجرائد الفلسطينية وأقلام كتابها كما حازت على ريشة رساميها ، رغم ما تشهده الساحة الفلسطينية من أزمة سياسية حادة ، وتصعيد إسرائيلي متواصل على قطاع غزة.
وقالت وسائل الإعلام الفلسطينية ، اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل في وضح النهار أمس الأول كان الحلقة الأخيرة في مسلسل غامض لم تستطع السلطات اللبنانية اكتشاف الجناة ، أو حل ألغازه على الرغم من توالي حلقات المسلسل الإجرامي أولا في عهد ما يسمى بالوصاية السورية ثم في الفترة التي أعقبت خروج القوات السورية من لبنان وتشكيل الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة فؤاد السنيورة.
وأوضحت صحيفة القدس المقدسية ، مهما كانت الجهة التي نفذت عمليات اغتيال قادة لبنان السياسيين والإعلاميين او حاولت اغتيالهم بدءا من محاولة اغتيال مروان حمادة ثم قتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وسمير قصير وخليل حاوي وجبران تويني ومحاولة قتل الإعلامية مي شدياق وأخيرا جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل مهما كانت هذه الجهة أو الجهات المنفذة والجهات التي تستفيد منها ، فالحقيقة المؤكدة هي أن هذه الجرائم زادت من حدة التوتر والاصطفاف السياسي الطائفي في لبنان ، وتوشك أن تدفع بالمجتمع اللبناني الى حافة الانفجار وربما إعادة إشعال الحرب الأهلية التي اكتوى اللبنانيون بنارها خمسة عشر عاما .
وأكدت الصحيفة المقدسية ، ما يتعين على القادة السياسيين والطائفيين في لبنان إدراكه هو أن التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في بلادهم لا تسير في اتجاه الوئام والمصالحة وأن عليهم الارتفاع إلى مستوى المسؤولية الوطنية بعيدا عن المنافع الشخصية والطائفية التي قد لا تتفق دائما مع المصلحة اللبنانية العليا .
صحيفة الحياة الجديدة وبقلم رئيس تحريرها حافظ البرغوثي ، قال بان هناك من أراد ان يربط الوضع الداخلي الفلسطيني بالوضع اللبناني رغم وجود أوجه تشابه بين الوضعين ولكن بطريقة مقلوبة ، في إشارة منه إلى محاولة اغتيال أبو علي شاهين الوزير الفلسطيني السابق بعد ساعات من اغتيال الوزير الجميل.
وأضاف السياسي المحنك ، في لبنان كانت المعارضة بقيادة حزب الله تستعد للانقضاض على الشارع لتأكيد عدم شرعية الحكومة المستكينة للأجنبي وفقا لما أعلنه أمينه العام في خطابه الأخير ، مطالبا بحكومة وحدة وطنية تمثل القوى كلها في لبنان وليس جزءا منها ومهددا بانتخابات مبكرة.
ولفت إلى أن ما حدث في لبنان من اغتيال ارجع المعارضة إلى نقطة الصفر فهي لا تستطيع الآن التظاهر وطرح برنامجها ودفعه الى الأمام لأن الذي تم اغتياله من صلب أهل الحكم.
بدورها أشارت رسامة الكاريكاتير أمية جحا ، إلى ما يواجهه قلب لبنان من مسلسل اغتيالات يدمي القلوب ، في حين أظهرت ريشة الأيام مدى استعداد المحكمة الدولية للتحقيق في اغتيال الوزير بيار الجميل.
وعلى لسان اكبر كتابها حسن البطل قالت الأيام ، قد تحتاج أصابع يد ثالثة لتعدد الأطراف الظنينة بجثة سياسية لبنانية أخرى، وأصابع يد واحدة لتعدد الأطراف المستفيدة من اغتيال سياسي جديد لتعطيل قيامة لبنان الجديد.
وتابع البطل قائلا ، ما الجديد في اغتيال سياسي جديد بلبنان؟ علما أن هراوة المحكمة الدولية لم تشكل رادعا للأطراف ، الظنينة والمستفيدة والجانية، ولم تقطع عملية اغتيال رفيق الحريري دابر عمليات الاغتيال السياسي، وهي جميعها طالت سياسيين ومفكرين وصحافيين وحزبيين من معسكر الأكثرية أي ائتلاف "قوى 14 آذار"، الاستقلالية الكيانية ، والمطالبة بإصرار بالمضي في دفع عجلات "المحكمة الدولية"؟.
وأوضح البطل ، بان المستهدف الحقيقي من الاغتيالات السياسية في لبنان، منذ عامين بخاصة ، هو لبنان ذاته كبلد مستقل وتعددي وليبرالي، ديمقراطي وصديق للغرب من جهة، ولعالم الاعتدال العربي من جهة أخرى ، مشيرا إلى ان لبنان وفلسطين ضحيتان لسياسة إقليمية دولية قد تجد تفسيرها في مثل مبتذل "اضرب كف وعدل طاقية" أو بالعكس.