هولندا: كل حزب بما لديه فرح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"لأجل الحيوانات" يفوز بمقعدين مثيرين
هولندا: كل حزب بما لديه فَر ِح
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: فاز حزب (من اجل الحيوانات) بمقعدين في الانتخابات الهولندية التي اجريت يوم امس الاربعاء في عموم المملكة الهولندية وتخللت نتائجها مفاجات لم تكن متوقعة من قبل المتابعين. فقد حقق الحزب الاشتراكي (اقصى اليسار) عددا مهما من الاصوات لاول مرة في تاريخه بفوزه بـ 26 مقعدا وفقا للحصيلة النهايئة. بعد ان كان يمتلك 9 مقاعد في الانتخابات السابقة عام 2003. لينتقل الى المرتبة الثالثة بعد الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم الذي حصل على 41 مقعدا بخسارة ثلاثة مقاعد عن الانتخابات السابقة فيما حقق منافسه الحزب العمالي نسبة اقل من المتوقع من المقاعد 31 مفرطا بعشرة مقاعد عن الانتخابات السابقة. وكانت المفاجأة في تراجع الحزب اليبرالي اليمني الذي لم ينل سوى 22 مقعدا ليخسر 6 مقاعد ويتراجع للمرتبة الرابعة خلف الحزب الاشتراكي الذي لايكف عن توجيه الانتقاد اليه.
متابعون وصفوا نتيجة الانتخابات الهولندية بالتاريخية لكن من خلال نظرة متأنية للنتائج المتحققة وتوجهات كل حزب من الاحزاب الفائزة او الخاسرة توضح ان النتيجة هي ذاتها من حيث الاصوات ومستحقيها انما حصلت تغيير في توزيع هذه الاصوات. فالاصوات التي خسرها الحزب الليبرالي (VVD) اليميني ذهبت ليميني اكثر تطرفا هو خيرت فيلدرز المنشق عن ذات الحزب. واصوات الحزب العمالي اليساري (Pvda) ذهبت للحزب الاشتراكي ( SP ) المغرق في يساريته. وهو مايمكن تسميته باعادة التوزيع الذي وجده الناخبون عادلا يمينا ويسارا. وان كانت كفة اليسار اكثر رجحانا الان. وقد بدا معظم قادة الاحزاب فرحين من خلال الاحتفال بنتائج الانتخابات الا الحزب الليبرالي الذي تخبط قبيل الانتخابات وتمسك بعناد اقرب يشبه عناد الاغبياء بمواقفه المرتبكة فخسر اليمين واليسار.
وربما سيتفق حزبا المسيحي الديمقراطي والعمالي مع الاتحاد المسيحي (6 مقاعد) لتشكيل حكومة اغلبية بسيطة. او سيطبق رئيس الوزراء بالكنينده ماقالع عقب اعلان النتائج ليل امس بضروه النظر للاتي ونسيان فترة ماقبل الانتخابات وياتلق مع الحزب الاشتراكي الذي لايلتقي معه في شيء سياسيا لكن اللعب على الممكن هو عمل الساسة.
وتبقى المفاجاة الاجمل في تحقيق حزب (من اجل الحيوانات) مقعدين له عكست مدى نجاح زعيمة الحزب الجميلة الشابة ماريانا تيما في كسب هذا العدد من الناخبين لصالح حزبها الذي تـاسس عام 2002. وكانت دعاية الحزب مئة بالمئة من اجل الحيوانات. وتجيب ماريانا تيما على من يسالها ان تحقق ماتدعو اليه وحصد حزبها كل مقاعد البرلمان فهل يبقى للانسان مكان؟ تقول تيما ان الانحياز للحيوان هو ذاته انحياز للانسان فمئة بالمئة من اجل الحيوانات هي ذاتها مئة بالمئة من اجل الناس. ويدعو الحزب لاهتمام بالبيئة وتحسين العلاقة مع الحيوانات وتوفير رفاهية لها. وقد حقق الحزب نجاحات على صعيد اوربا من خلال تأسيس فروع له في كل من المانيا وبلجيكا وفرنسا ولوكسمبورغ واسبانيا.
ربما هذه المفاجأة (حزب من اجل الحيوانات)هي الاكثر اثارة في الانتخابات الهولندية حيث توزيع المقاعد لم يتغير كثيرا من حيث يمين الوسط المتمثل بالحزب الحاكم المسيحي الديمقراطي (CDA) سيبقى ممسكا بعصا السياسة بينما حصل اعادة توزيع لبقية المقاعد لنفس الاتجاهات انما نحو الاكثر تطرفا يمينا او يسارا. ولم يشكل خروج قائمة بم فورتاون من البرلمان التي اكتسحت البرلمان وشكلت حكومة لم تدم طويلا قبل سنوات قليلة 2002 فهي قائمة كانت تعتمد على زعيمها الذي حملت اسمه وتسبب مقتله بفوزه بعدد من المقاعد شكل صدمة لم يصدقها حتى قادة القائمة الذي دخلوا وخرجوا من البرلمان كطارئين على السياسة.