روسيا تتصدى لتقدم الناتو في جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: تعتبر موسكو اكثر من اي وقت مضى ان وجود حلف شمال الاطلسي عند حدودها يشكل تهديدا لها وهي لم تعد تكتفي بمعارضة توسيع حلف شمال الاطلسي بل باتت تفضل ممارسة الضغوط على الدول المرشحة للانضمام اليه.
فبعد اكثر من سنتين على دخول دول البلطيق الثلاث الى الحلف وفي حين تطرق اوكرانيا وجورجيا المنبثقتان ايضا من الاتحاد السوفياتي السابق، ابواب الحلف الاطلسي، لا يزال الروس واعضاء الحلف يجهدون للتوصل الى ايقاع طبيعي لعلاقاتهم. ورغم تأسيس مجلس بين الحلف الاطلسي وروسيا رسميا في العام 2002 مع قيام التحالف الكبير في مواجهة الارهاب بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر، لا يزال التشكيك المتبادل قائما.
وفي حين تجتمع الدول الست والعشرون الاعضاء في الحلف في ريغا في 28 و29 تشرين الثاني/نوفمبر، يشير محللون الى ان الكرملين بات يشن الهجوم من زاوية اخرى. ويعتبر ايفان سافرانتشوك المحلل في موسكو ل "سنتر فور ديفانس اينفورميشين" ان "روسيا ادركت انه بدلا من محاولة منع التوسيع الذي تقرر في بروكسل من المفيد اكثر محاولة ثني الدول المرشحة أنفسها عن الانضمام".
ويرى فيكتور كريمينيوك المحلل في معهد "يو اس ايه-كندا" ان موسكو تستمر بفضل "علاقات الشراكة" مع الحلف بمحاولة تعديل سياسة الحلف لكنها شددت بالواقع ضغوطها على جورجيا واوكرانيا حتى مولدافيا.
ويشير كريمينويك الى ان "جورجيا واوكرانيا تعتمدان على روسيا بشكل كبير في المجال الاقتصادي". ويضيف ان "على جورجيا للدخول الى حلف شمال الاطلسي الانسحاب مثلا من مجموعة الدول المستقلة وهي هيئة تتمسك بها روسيا ولا يريد الكرملين ان تختفي".
ويؤكد ان "انضمام جورجيا الى الحلف يعني اعادة نظر شاملة في العلاقات الثنائية بين البلدين". وتعتمد جورجيا على روسيا في مصادر الطاقة من نفط وغاز وكهرباء في حين انها تصدر منتجاتها لاسيما الزراعية منها الى روسيا في المقام الاول. وفي ايلول/سبتمبر اثارت بدايات "حوار مكثف" بين تبليسي والحلف وهي خطوة اولى لكن غير كافية للانضمام، استياء موسكو الكبير.
وذكرت الصحف الروسية ان الازمة الدبلوماسية الحادة التي اندلعت بين روسيا وجورجيا نهاية ايلول/سبتمبر وأدت الى تعليق الرحلات الجوية والبرية والبحرية بين البلدين ناتجة من الطموح الجورجي بالانضمام الى الحلف الاطلسي.
واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانونف الاحد الماضي ان "التوتر العام عائد في المقام الأول الى ان الادارة الجورجية بمساعدة ما يمكن تسميتهم ب "المنتمين الجدد الى الحلف الاطلسي" ومرشحين محتملين للانضمام الى الحلف تقوم باعادة تسليح جورجيا بشكل نشط".
وتعتبر موسكو انه يكفي ان جورجيا تأوي في الوقت ذاته على اراضيها القيادة العامة للقوات الروسية في جنوب القوقاز ومدربين عسكريين اميركيين. وفكرة اقامة قواعد لحلف شمال الاطلسي عند حدودها في منطقة القوقاز الاستراتيجية جدا، امر لا يطاق بالنسبة إلى موسكو.
في اوكرانيا المشكلة اكثر بساطة بالنسبة إلى موسكو اذ بعد سنتين على الثورة التي حملت الى السلطة مدافعين عن الانضمام الى الحلف الاطلسي، بات على الرئيس فيكتور يوتشينكو المؤيد الكبير للحلف، التعايش مع خصمه رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش المؤيد لمواقف الكرملين. وخلال زيارة في ايلول/سبتمبر الماضي الى بروكسل اعتبر هذا الاخير ان اوكرانيا ليست مستعدة لتسريع انضمامها الى الحلف الاطلسي.