الحريري: دور سورية سلبي في لبنان وفلسطين والعراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الياس يوسف من بيروت: أبدى رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري اعتقاده ب"ان لسورية يدا في اغتيال الوزير بيار الجميل"، وبأن رئيس الجمهورية الممددة ولايته اميل لحود "يحمي القتلة"، وأضاف في المقابل أنه متأكد "ان لا دور لحزب الله في الاغتيالات، ولكن لسوء الحظ ، أن حزب الله وبعض حلفاء سورية في لبنان، وهم لبنانيون، يقومون بحماية النظام السوري خدمة لمصالحهم الخاصة". وإذ اعتبر ان اسرائيل والنظام السوري يريدان الحرب الأهلية في لبنان، أكد ان لبنان بعيد عن هذه الحرب وان القيادات السياسية "تعمل جاهدة لعدم رؤية الحرب الأهلية تندلع من جديد".
مواقف الحريري أوردها في حديث إلى شبكة "سي.أن.أن" الأميركية مساء الأحد، سئل في مستهله: هل تعتقد ان لسورية يدا في اغتيال بيار الجميل؟ اجاب: "اجل، انا اعتقد ان لسورية يدا في اغتيال بيار الجميل، وهم سيستمرون في إنكار كل هذه الاغتيالات الى ان يقتلونا جميعا".
وسئل: ماذا سيكون الدافع اذا كانت حكومة سورية وراء هذه الاغتيالات؟ اجاب: "كما تعلم انها المرحلة الاخيرة للمحكمة الدولية، وبالأمس صادق مجلس الوزراء على المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المتهمين باغتيال والدي الرئيس رفيق الحريري وكل الاغتيالات الاخرى، والآن سيذهب المشروع الى رئيس الجمهورية لإقراره. ولكن إميل لحود دمية في يد النظام السوري ولن يصادق عليه. ساعتئذ سيكون على المشروع العودة الى مجلس الوزراء للمصادقة عليه من جديد، ثم ارساله الى البرلمان".
سئل: تقول ان الرئيس لحود هو دمية بيد الحكم السوري وبأنه لن يسمح بقيام هذه المحكمة بالتحقيق في اغتيال والدك؟ أجاب: "انا اعتقد انه يقوم بحماية القتلة، والواضح انه كانت لديه عشرة اشهر لدرس كل النقاط الاساسية في المحكمة، ولكنه قرر في اللحظة الاخيرة اضافة نقاط اضافية للمحكمة فقط لحماية من يمكن ان يكون قد ارتكب هذه الجرائم.الرئيس لحود لن يصادق على المحكمة وسيستمر في وضع العصي لعرقلة اقرار هذه المحكمة".
سئل: الى جانب شكوكك، هل لديك أدلة قوية على ان النظام السوري مسؤول مباشرة عن اغتيال الوزير بيار الجميل؟ أجاب: "ان التقريرين الاوليين اللذين رفعهما المحقق الاول في جريمة اغتيال الرئيس الحريري القاضي ديتليف ميليس جاء فيهما ان هناك أيدي سورية في اغتيال رفيق الحريري، ثم في التقارير التي رفعها المحقق سيرج براميرتس جاء ان هناك صلة ما بين كل الاغتيالات. ونحن نقول من اليوم الاول ان الاغتيالات ارتكبتها المخابرات السورية والنظام السوري".
سئل: في رأيك هل هناك ادلة على ان قائد "حزب الله" في لبنان السيد حسن نصرالله ، او عناصر اخرى من الحزب قد تكون أدت دورا في هذه الاغتيالات السياسية التي تطاول وجوها مناهضة لسورية وصل عددها حتى اليوم الى ستة، وكلها من السياسيين اللبنانيين المعروفين بمناهضتهم لسورية؟
اجاب: "كلا، أنا متأكد انه ليس لحزب الله دور في هذه الاغتيالات، ولكن حزب الله وبعض حلفاء سورية في لبنان، وهم لبنانيون، يقومون بحماية النظام السوري خدمة لمصالحهم الخاصة وهذا من سوء الحظ. منذ البدء نؤمن بأن علينا ان نعمل لمصلحة لبنان، وانه على كل الافرقاء السياسيين ان يضعوا تحالفاتهم الخارجية جانبا، وان يعملوا لمصلحة لبنان. ولكن لسوء الحظ ،ان انسحاب حزب الله وحركة أمل من الحكومة، في الوقت الذي وصل فيه مشروع المحكمة من الأمم المتحدة كان له وقع سلبي للغاية، وقد ساهم ذلك في توجيه الاصابع الى هذين الطرفين لمحاولتهما حماية النظام السوري".
سئل: هناك مقال في صحيفة "شيكاغو تريبيون" يقول ان الحكومة اللبنانية تسقط بمجرد استقالة ثمانية وزراء أي الثلث، وبذلك تكون حكومة الرئيس فؤاد السنيورة على بعد رصاصة قاتل واحدة من الانهيار. مرة جديدة يكون لبنان ارضا للصراعات، ومرة جديدة يكون عرضة للحرب الاهلية، الى أي مدى لبنان قريب من حرب اهلية؟
اجاب: "لبنان بعيد عن الحرب الاهلية، النظام السوري هو الذي يريد الحرب الأهلية في لبنان وكذلك اسرائيل، ولكن القيادات اللبنانية، نحن وقوى 14 آذار/مارس وكل القوى السياسية الاخرى حزب الله وحركة امل، جميعنا يدرك ان سوريا واسرائيل تحاولان الدفع باتجاه الحرب الاهلية. نحن واعون جدا للتوترات الموجودة بين اللبنانيين، هذه مشكلة سياسية ولا علاقة لها بأي مشاكل طائفية. انها مشكلة سياسية تدور حول المحكمة الدولية وحول القرار 1701 وحول من سيكون رئيس الجمهورية المقبل. البعض في لبنان وخارجه يحاول ان يصور المشكلة في لبنان او يدفعها في اتجاه ان تكون مشكلة طائفية حول هذه القضايا السياسية. نحن في قوى 14آذار/مارس وكذلك حزب الله وحركة أمل، متنبهون كثيرا الى ان أي نزاع طائفي سيدمر البلاد. لقد عانينا حربا اهلية على مدى 18 سنة، ولا احد منا يريد ان يرى هذا يحصل مجددا. هناك مشكلة سياسية كبيرة، ونحن في قوى 14 آذار نؤمن باننا لا نريد ان نكون في أي محور غربي، وحكما، حكما، لا نريد ان نكون في المحور الايراني - السوري. على سوريا ان توقف تدخلاتها في السياسة اللبنانية".
سئل: هل تحاول الإيحاء أن السوريين والإسرائيليين يعملون معا لاعادة الحرب الاهلية الى لبنان؟
اجاب: "انا اعتقد انه من مصلحة النظام في سورية حصول عدم استقرار في لبنان، وفي مصلحة اسرائيل كذلك دفع حزب الله الى العمل على عدم استقرار لبنان، وفي النهاية ان هاتين المصلحتين تلتقيان. انا لا أؤمن بأن الحرب الاهلية ستحصل ابدا، والقيادات السياسية في لبنان تعمل جاهدة لعدم رؤية الحرب الاهلية تندلع من جديد".
سئل: قال ملك الاردن عبدالله صباح اليوم لمحطة "إي. بي. سي. نيوز" في الولايات المتحدة: "اننا نتأرجح امام احتمالات كبيرة لوقوع ثلاث حروب اهلية في المنطقة، في فلسطين او لبنان او العراق". من هنا فان احتمال حرب اهلية في فلسطين بين حماس وفتح في المجتمع الفلسطيني، وبين السنة والشيعة في العراق وبين المسيحيين والسنة من جهة والشيعة من جهة اخرى في لبنان؟
اجاب: "هذا الأمر قد يحدث بطريقة او باخرى اذا سمحنا للسوريين وللمحور السوري- الإيراني بأن يجد طريقه في لبنان. واعتقد ان ما يحاول الملك عبد الله ان يتحدث عنه هو التدخل البارز في المنطقة لهذين النظامين، في لبنان او في فلسطين او في العراق, المشكلة اليوم هي ان سورية تؤدي دورا سلبيا في لبنان وفي فلسطين وفي العراق كذلك. وبعضهم يقول بضرورة محاورة سورية واشراكها، ولكن اشراكها في ماذا؟ لو كانت سورية تؤدي دورا ايجابيا فلن تكون هناك ضرورة عند ذلك للحديث عن اشراكها، ولكنها حين تقوم بدور سلبي يكون التحاور معها واشراكها بمثابة خضوع للإبتزاز".