إيلاف تلتقي مرشحات البحرين الخاسرات:لسنا يائسات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف تلتقي مرشحات البحرين الخاسرات
لسنا يائسات والعقليات لم تتغير بعد
إيلاف التقت بالمترشحات غير المحظوظات بالوصول إلى المقاعد البرلمانية حيث قالت سهام بوبشيت عن شعورها بعد سماع خبر خسارتها " أقولها بروح ونظرة تفاؤلية جدا _good luck _ (حظا سعيدا ) لكل من وصل للبرلمان، كان بودنا أن تصل امرأة واحدة لتساعد أختنا لطيفة في البرلمان ولكن هذا للأسف لم يحدث، لكن نقول البركة في إلى وصولوا فأنا أحب أن يصل كل من لديه الكفاءة والقدرة وروح الخدمة أن يصل للبرلمان. وأقول في النهاية أن هذا نصيب وهذه هي مشيئة الله تعالى فربما لم يشأ الله أن تصل امرأة منا ومشيئة الله أكيد فيها خير وصلاح لنا".
أما ضوية العلوي المرشحة في العاصمة كان صوتها حزين جدا ليس لعدم وصولها للبرلمان وإنما بسبب قلة الوعي في المجتمع البحريني الذي لا يتقبل فكرة انتخاب امرأة فلو كان هناك جزء من الوعي لكانت المرأة قد وصلت، وعن ما تردد عن توقع تعيينها في الشورى قالت ضوية أنها لا تتوقع تعيينها في مجلس الشورى ولا تتوقع تعيينها في أي مكان آخر وأنها ستعود إلى عملها السابق.
رئيسة الإتحاد النسائي مريم الرويعي التي كانت تتوقع دعما من النساء التي تدافع عنها عبرت لإيلاف عما يجول في خاطرها وقالت " لم أزعل بسبب عدم وصولي للبرلمان، لقد كانت تجربة وخضناها وعرفنا ايجابياتها من سلبياتها وكانت ايجابياتها بالنسبة لي أكثر بكثير من سلبياتها وأنا أعزي سبب عدم فوزي إلى (تجبير بعض العسكريين لمرشحين معينين وأقولها كتجربة وأصر عليها لأنها حدثت أمام عيني ولا يمكن نكرانها)، فلو تنافس كل الأفراد بتكافؤ وبدون تجبير لكان الفوز حليف آخرين، كما إن هناك صحيفة (صحيفة الوطن) قد تناقلت أخبارا عني كانت ليست صحيحة وأرجعت الصحيفة ذلك إلى مصادر خاصة لا يمكنها أن تطلع أي أحد عليها، لقد أردت خوض التجربة البرلمانية بكل أبعادها وبشكل نزيه ولكن الحظ لم يحالفني. وبالنسبة لمجلس الشورى فأنا لا أدري إن كنت سأعين به ولم أفكر في الموضوع أساسا".
الضغوطات الدينية كانت تلاحق فاطمة القيم خلال حملتها الانتخابية لإجبار الناخبين بعدم التصويت لها وحول ما تعرضت له قالت فاطمة " هناك ضغوطات كثيرة فرضت على المرأة الناخبة ومنعتها من انتخاب الشخص الصحيح، ومثل هذه الضغوطات مورست على المترشح المستقل حتى لا يصل. المرأة لم تصل لأن المرأة الناخبة لم تكن تملك قرار نفسها، فهناك من يسيطر عليها، وفي بداية الأمر كنت أحظى بقبول الكثيرين من النساء والرجال والشباب والشابات كوني محاضرة دينية، ولكن التيارات المسيطرة لم تعطي الفرصة للناخب لأن يختار، اما بالنسبة لمجلس الشورى فأنا أتمنى الوصول إليه ولا يوجد شيء بعيد عن إرادة الله سبحانه وتعالى".
زوجة رجل الدين الشيعي سيد ضياء الموسوي " فاطمة علي" لم تتأثر كثير بالخسارة وراحت تهنئ المرشحين الفائزين وقالت لإيلاف " صحيح أنني لم أحظى بفرحة الفوز التي كنت أتمناها، ولكنني حظيت بفرحة المشاركة، وإن حبي لخدمة المواطن لن تقف عند مجلس النواب ولكن هذا الحب يمكن أن أقدمه في أي موقع وأي مكان وسأسعى لخدمة المواطن أينما كنت".
وتضيف فاطمة " لقد أثبتت لي هذه التجربة إنني استطعت أن أفوز ب 161 صوتا وكنت في المرتبة الرابعة في ترتيب الأصوات وهو ما لم يحققه اثنين من الرجال في دائرتي مما يعني إنني استطعت أن أجعل بعض الأفراد يتقبلون فكري وأن هناك بصيص أمل أتمسك به وسط هذا المجتمع الذكوري، ولقد اتصلت بالمترشح محمد جميل والذي فاز بالمقعد النيابي في دائرتي وأعربت له عن سعادتي البالغة لوصوله، وأسعدني أنه قال بأنني لم أفشل بسبب كوني امرأة ولكن بسبب المنافسة الشديدة في دائرتي والتي كانت من أصعب الدوائر في البحرين من وجهة نظري، لقد أثبت أنني فزت بالمشاركة حينما دخلت معترك المنافسة وسط جمعيات كبيرة ونائب سابق وعضو الأوقاف الجعفرية وناشط رياضي".
وتؤكد فاطمة " كنت أعتقد أن المجتمع البحريني أوعى بكثير من المجتمع الكويتي إلا أن هذه التجربة أثبتت لي أن كل المجتمعات العربية هي مجتمعات ذكورية لا تتقبل وجود المرأة في هذه المواقع، وعلى الرغم من عدم فوزي إلا أنه من يجرب لحظات المشاركة لن يستطيع أن ينساها، فأنا أتذكر تلك المحاضرات التي كانت تجمعني بالكثيرين الذين أحبوني، وأتذكر اللحظات التي فتحت فيها صناديق الاقتراع وتلك الحركة الغير معهودة في المراكز الانتخابية، فهي تجربة أحببتها بصدق وأريد أن أكررها في برلمان 2010".
وتضيف " تألمت جدا بسبب بعض النساء الذين نالوا أصواتا بنسبة 1% تقريبا فهي كارثة حقيقية وخصوصا لوجود مناطق نسبة الوعي فيها معدومة، وخصوصا أن هؤلاء النسوة كن نخبة من نساء البحرين فمنهن المهندسة والدكتورة. وأنا أعتقد أن المجتمع البحريني قد خسرهن فعلا عندما لم يرشحهن. وتألمت كثيرا حينما سقطت أسماء كبيرة من الرجال وتمنيت أن يصلوا بالفعل أكثر مما تمنيته لنفسي".
وتؤكد فاطمة التي تحدث الكثير من الرجال لتقف صامدة وتعبر عن المرأة البحرينية " لقد خسر برلمان 2006 أسماء لامعة ونخبة من أفراد المجتمع خسارة حقيقية فبدون هذه الأسماء التي قررت أن ترشح نفسها وبدون هذه الكفاءات الوطنية التي كانت هي الأولى للوصول ستكون هناك خسارة حقيقية لهذا البرلمان، فعلى الرغم من حزني القليل لأنني لم أفز إلا أنني حزت من أجل هؤلاء بشكل أكبر بكثير، ورغم ألم الكثيرات من المترشحات بسبب عدم الفوز إلا أنني أفكر حاليا أن أجمع جميع الأخوات اللاتي ترشحن لأقول لهن إننا لم نخسر أبدا لأننا فزنا في اليوم الذي سجلنا اسمنا في المراكز الإشرافية، نعم لقد فزنا يومها.
وقالت فاطمة حديتها " أريد أن أقول لهن أننا تعبنا كما تعب الرجل بالضبط ولم نكن أقل منه في كل خطواتنا ومسيرتنا، لقد فزنا حينما فكرنا أن نعاصر آلام الناس وحينما فكرنا أن نلبي طلباتهم، ولكن (لصناديق الاقتراع حسابات أخرى يعرفها الجميع)، وللأسف، بعض الجمعيات السياسية الكبيرة كانت تلقن الناخبين على أبواب مراكز الاقتراع ورأينا ذلك أمام عيننا وأزعجنا هذا المنظر كثيرا، وكذلك بعض الحملات الانتخابية أثرت على الكثير من الأصوات (المترددة) التي تم تحشيدها، لقد كانت هناك مخالفات كثيرة وواضحة أمام الجميع، كان هناك تجمعات لرجال الدين داخل مراكز الاقتراع أكثر من المترشحين أنفسهم، وكل هذا له دلالة معينة من أجل تدخيل بعض المشاعر الدينية في نفوس الأصوات المترددة لصالح مترشحين معينين يتبعون جمعية أو تيار معين. وأنا أعتبر هذه تجاوزات من قبل المترشحين.
واختتمت قولها" لكني في النهاية أحمد الله تعالى وأشكره على إعطائه القوة لي في تلك اللحظات، وأريد أن أقول أن الشعب البحريني الذي شارك في الانتخابات وهو واقف في صفوف طويلة مع زخات المطر فوقه كان يرد أن يوصل صوت (البحرين السعيدة)، كان الشعب يريد أن يرسم رسمة السعادة على أرض البحرين، وهذا أهم من أي فوز لأي جهة كانت، ففعلا كان يوم عرسا حقيقيا لمملكتنا ".