طالباني لطهران وصدام للمحكمة والبرلمان للانعقاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد تستعيد نشاطها بعد ثلاثة أيام من عنف طائفي
طالباني لطهران وصدام للمحكمة والبرلمان للانعقاد
أسامة مهدي من لندن : بعد ان شهدت بغداد ثلاثة ايام من حظر للتجول سببته الصدامات الطائفية تعود العاصمة العراقية اليوم بعد ان تمكن السياسيون الشيعة والسنة من نزع فتيل حرب طائفية كادت ان تنفجر الى نشاطاتها حيث استأنفت محكمة الانفال التي تنظر في ابادة حوالي 180 الف كردي محاكمة الرئيس المخلوع صدام حين وستة من كبار مساعديه السابقين فيما يغادر الى طهران الرئيس العراقي جلال طالباني في زيارة رسمية بينما يستأنف مجلس النواب اجتماعاته ليعكف على دراسة الاوضاع الامنية والسياسية المحتقنة .
وتستانف المحكمة الجنائية العراقية في جلستها الثالثة والعشرين صباح اليوم استماعها الى مشتكين جدد بعد ان استمعت خلال جلساتها السابقة التي بدأت في الحادي والعشرين من اب (اغسطس) الماضي الى 78 مشتكيا من بين حوالي الف اخرين . وقد اجل قاضي المحكمة محمد العريبي الخليفة الجلسات في الثامن من الشهر الحالي ليفسح المجال امام المتهمين وفريق دفاعهم اسماء شهود النفي . وكان عدد من المتهمين اشار في وقت سابق الى انه لم يتمكن من الحصول على أي شاهد وهم في جلهم من العسكريين السابقين الذين اما قتلوا او هربوا الى خارج العراق . وتقاطع هيئة الدفاع المحكمة منذ ايلول (سبتمبر) الماضي بدعوى تدخل الحكومة في شؤون المحكمة وتعيين قاض جديد.
واكد المشتكون ان قراهم تعرضت لقصف الطائرات والمدفعية العراقية بالسلاح الكيمياوي وهرب الالاف من سكانها ومقتل العشرات منهم خلال هذه العمليات واثناء الهروب باتجاه تركيا التي دخلوها وسكنوا عددا من من مناطقها الجنوبية حتى عام 1991 حين اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد النظام العراقي السابق وانفصال اقليم كردستان عن الحكومة المركزية في بغداد . وفي مداخلة له امس دعا صدام العرب والاكراد الى التصالح والعفو زالتسامح وقال ان ان النبي محمد قد عفا عمن اذوه وبينهم اقارب له وكذلك فعل السيد المسيح .
وخلال الاسبوع الماضي زار وفد من المحكمة برئاسة القاضي العريبي ،مسؤول مكتب محافظة دهوك لمركز الأنفال في كردستان علي بندي الذي اوضح ان الزيارة استهدفت تطابق إفادات الشهود التسعة من محافظة دهوك والذين سبق لهم وان أدلوا بشهاداتهم في محاكمة صدام واعوانه عن جرائم الأنفال .
وأشار بندي في تصرحات نقلتها وسائل اعلام كردية إلى ان الوفد زار كل من قرية كوريمي التي جرى فيها عملية إعدام جماعية ل 33 شخصا من أبناء القرية آنذاك وقلعة نزاركي التي شهدت الكثير من عمليات التعذيب والقتل الجماعي لضحايا الأنفال من قبل نظام صدام فضلا عن قرية برجيني التي تم قصفها بالسلاح الكيمياوي مشيرا إلى أن الوفد قام بإجراء كشف الدلالة والمخطط لموقع الجرائم التي اقترفها النظام في الأنفال . لكنه انتقد الزيارة قائلا أن وفد المحكمة تعمد عدم القيام بزيارة المواقع المهمة الأخرى التي توجد فيها أدلة وشواهد حية وملموسة تدين نظام صدام وتؤكد مدى الفضائع التي ارتكبها بحق الشعب الكوردي ولا تزال الى اليوم شاخصة مثل قريتي أرمشتي وتويكا في قضاء زاخو وقرية أيكمالة في منطقة برواري بالا وعدة قرى من منطقة بري كاري وخاصة قرية كيزي التي فقد منها 96 شخصا خلال عمليات الأنفال . ومن جانبه اكد المدعي العام للمحكمة ان لديه شريطا صوتيا ووثائق تثبت ان الرئيس العراقي السابق امر شخصيا بضرب الاكراد العراقيين في شمال العراق في الثمانينيات بالغاز.
.
وقال منقذ الفرعون ان لديه اشرطة صوتية لاجتماعات جرت في بغداد بين صدام وكبار مسؤوليه في قيادة حزب البعث بشمال العراق وفي احدها يقول لهم انهم يجب الا يستخدموا مثل هذه الاسلحة الا بتفويض منه وقال لهم ان امر استخدام الاسلحة الكيماوية بيد صدام وحده. واشار الى ان الادعاء سيقدم الاشرطة الى المحكمة التي ستراجعها وتقرر ما اذا كان يمكن قبولها كأدلة. واضاف ان الادعاء لديه ايضا وثائق موقعة من صدام وصادرة من مكتبه امر فيها باستخدام الاسلحة الكيماوية ضد الاكراد اثناء حملة الانفال موضحا ان هذه الوثائق والاشرطة ستكون مفتاح الادعاء في اثبات المسؤولية الجنائية ضد صدام.
والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".
طالباني الى طهران لبحث العلاقات الامنية والسياسية
يتوجه الى طهران اليوم في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام الرئيس العراقي جلال طالباني للبحث مع كبار المسؤولين هناك وفي مقدمتهم الرئيس احمدي نجاد العلاقات السياسية والامنية .
وكان طالباني اعلن الجمعة الماضي انه لن يتوجه الى طهران لان المطار مغلق بسبب فرض حظر التجول بعد ان فرضت السلطات العراقية حظرا للتجول في بغداد منذ مساء الخميس عقب تفجيرات دامية استهدفت مدينة الصدر موقعة اكثر من 200 قتيل . وكان من المتوقع ان يتوجه طالباني امس الاول السبت الى طهران لحث ايران على المساعدة في استقرار الوضع في بلاده في حين تتهم واشنطن طهران بتأجيج العنف في العراق عبر دعم ميليشيات طائفية مسلحة .
وعلى الصعيد نفسه أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني ان القمة الثلاثية الإيرانية السورية العراقية غير مدرجه على جدول زيارة طالباني للعاصمة الايرانية . واشار حسيني خلال موتمره الصحافي الأسبوعي الى تأخير زيارة الى ان مشروع القمة الثلاثية جيد لكنه قال انها لم تكن مدرجه علي جدول الأعمال بالشكل الذي ذكرته بعض وسائل الإعلام والتي صورت ان هذه القمة ستعقد حتما. واوضح ان دعوه وجهت الي الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة طهران وقال ان المشاورات مستمرة لتحديد موعدها.
واكد حسيني ان ايران ايران بدات بالتعاون مع الحكومة العراقية للمساعدة في ضمان الامن في العراق والمنطقة . واضاف "اذا ما دعونا للتعاون في هذا المجال فسنضع في تصرف العراقيين كل قدراتنا". وقال "ان الحل الوحيد هو وحدة العراقيين ومغادرة قوات الاحتلال وتسليم شؤون البلاد الى الحكومة المنبثقة من الشعب".
وتتهم الولايات المتحدة طهران وحليفتها سوريا بالاسهام في اعمال العنف هذه: الاولى بدعمها الميليشيات التابعة للاحزاب الشيعية الحاكمة والثانية بعدم منعها المقاتلين من عبور حدودها الى العراق. وكانت طهران التي تطرح نفسها كقوة اقليمية رفضت حتى الان الدعوات الاميركية لبدء حوار مباشر حول العراق. وترى طهران ان جوهر المشكلة في العراق هو وجود القوات الاميركية والحليفة في العراق.وقد اعاد العراق وايران اللذان خاضا حربا طويلة استمرت ثمان سنوات بين عامي1980 و1988 علاقاتهما بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003.
مجلس النواب يبحث التداعيات الامنية
بعد ان اعاق حظر التجول في بغداد استئناف مجلس النواب العراقي لاجتماعاته التي كانت مقررة امس يعود المجلس للاجتماع اليوم في ظل اجواء سياسية وامنية وطائفية محتقنة .
وسيبحث المجلس اليوم تشكيل لجنتين امنية واعلامية كلفه بهما المجلس السياسي للامن الوطني خلال اجتماعاته التي استمرت طيلة الايام الثلاثة الماضية تتولى الاولى التعاون مع الاجهزة الامنية للحد من العنف الطائفي فيما تتولى الثانية التعاون مع اجهزة الاعلام وخاصة الفضائيات العربية لحثها على عدم التشجيع على العنف وان تكون ادوات للتهدئة والحث على تجنب العنف .
وكان المجلس شهد في اخر جلسة له الاربعاء الماضي تبادل قادة سياسيين من الشيعة والسنة اتهامات شديدة مرفوقة بكلمات نابية باذكاء العنف الطائفي والتشجيع عليه .
واتهم هادي العامري زعيم منظمة بدر الشيعية التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية رئيس جبهة التوافق السنية عدنان الدليمي بالتشجيع على الطائفية وقال ان كلمته في عمان قبل ايام كانت محبطة للامال وتبعث على اليأس وكان الامل ان تتحدث عن امال العراقيين وتطلعاتهم لان العراقيين بمختلف طوائفهم واعراقهم يعانون من العنف والارهاب . وكان الدليمي القى كلمة في حفل بعمان لتابين حسن البنا زعيم جماعة الاخوان المسلمين الراحل قال فيها ان بغداد يحكمها الصفويون (أي الايرانيون) . واكد العامري ان خطاب الدليمي يتهم الاكثرية الشيعية بالصفوية والروافض برغم من انه زعيم كتلة محترمة . واشار العامري الى ان كلام الدليمي شكل خرقا لاتفاقية مكة للمصالحة الوطنية كما صب الزيت على النار . وقال "لنرحم الشعب ونحرص على وحدته ودماء ابنائه" وان الكلمات التي قالها في عمان غير لائقة . ودعا الكتل السياسية الى التخلي عن مليشياتها وتقوية الدولة وعدم شتمها كما فعل الدليمي .
ثم تحدث النائب جلال الدين الصغير من الائتلاف الشيعي الموحد عن عمليات تهجير العوائل وقتل الافراد التي يشهدهما حيا الجامعة والعدل في بغداد . واضاف ان هناك مسلحين يستقلون سيارات ويجوبون انحاء الحيين وينادون على السكان الشيعة من خلال مبكرات الصوت بضرورة الرحيل عنهما . واضاف انه تم خلال الايام القليلة الماضية اختطاف 12 سيارة نقل بركابها من حي العدل و9 اخرى من حي الجامعة .
وقد رد رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي على اتهامات العامري والصغير قائلا ان جميع ما قاله هذا الاخير غير صحيح وان الاتهامات وجهت له شخصيا وطالب بتشكيل لجنتين من مجلس النواب للتحقيق في الاوضاع بحبب الجامعة والعدل . ووصف الصغير بانه احد عناصر الفتنة الطائفية . واكد انه لم يسمي الشيعة رافضة مطلقا .. وخاطب النواب الشيعة قائلا " انكم لاتحترمونا وتعاملونا كاننا مجوس او يهود .. مساجدنا تحرق وابناءنا يقتلون في كل مكان" .