جواسيس يستخدمون موجات الراديو لتبادل الرسائل

فيما تتجه أنظار العالم نحو وسائل اتصالات حديثة ومعقدة
جواسيس يستخدمون موجات الراديو لتبادل الرسائل

بلقيس دارغوث من أبو ظبي: لست بحاجة إلى أدوات تجسسية عالية التكنولوجيا والتعقيد التقني لتستمع الى رسائل يرسلها جواسيس عبر العالم.. كل ما يحتاجه الامر جهاز إذاعي أو راديو عادي جدا .. عدل موجاته ولا تتفاجأ حين تستمع الى صوت احدهم "يذيع " أرقامًا لا معنى لها بصورة متكررة.

و الكسندر يُعالج في مستشفى بريطاني قبل وفاته يبدو ان قضية الجاسوس الروسي الكسندر ليفينينكوالذي تم تسميمه في بريطانيا مؤخرا وتتهم الحكومة البريطانية روسيا بذلك، ألقت الضوء على عالم الجواسيس المثير ، إذ نشرت صحيفة نيويورك دايلي اليوم تقريرا استقصائيا حول رسائل "بالارقام" يتم تدوالها عبر اثير الاذاعات وتحديدا الاسبوع الماضي. فعلى موجة 11545 كيلوهرتز تم رصد اغنية اجنبية تلتها أرقام لفظت باللغة الانكليزية يعتقد محررو الصحيفة انها تابعة لجهاز استخبارات بريطانيا MI6.

وعلى موجة 6480 تم ايضا رصد صوت يتلو احرف متفرقة على أثير محطة تدعى "E10" يعتقد انها أرسلت من قبل جهاز الاستخبارات الاسرائيلي الموساد.

ويقول صاحب موقع spynumbers ان الامر يشكل احجية لان لا ترابط بين الرسائل، ويضيف كريس سمولينسكي ان هواةعدة يستخدمون موقعه لارسال رسائل قصيرة شهريا بين محبي الموقع ومرتاديه.

وفيما يحاول هواة الموقع فك شيفرة الرسائل التي يتم التقاطها عبر الراديو ولأي جهاز تابعة، يؤكد مسؤول استخباراتي أميركي ان الهدف هو التضليل بالإضافة الى التجسس، ويضيف "ان الرسائل اصعب بكثير من ان يحللها هواة وهي غالبا ما يتم تردادها على موجات مرخص لها أميركيا".

وسبق للولايات المتحدة أن قدمت شكوى لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي حول "تشويش" بعض رسائله على بث احدى المحطات الاميركية الاذاعية.

ويقول اشهر كاتب اميركي في شؤون الاستخبارات جايمس بامفورد :" لا استطيع ان اتصور اي شخص يجلس امام الراديو لساعات طويلة ليبث ارقامًا الا أن يكون جاسوسا".

ويقول المسؤول الاستخباراتي في السي اي ايه توني مينديز للصحيفة نفسها :"ان الامر فعال جدا اذ بإمكانك إرسال شيفرة معينة وفق "كود" معينة لمرة واحدة ومن ثم تتبعها بسلسلة رسائل اخرى لتضليل العدو". وتطلق ال CIA على هذا النوع الفريد من الرسائل One Way Voice Link او "OWVL".

ويضيف "يستحيل كشفها لانها تستخدم مرة واحدة، ويعرف المتلقي وحدهفك شيفرتها ليتم تدمير لغتها في ما بعد وتشكيل شيفرة اخرى جديدة كلما احتاج الأمر".

ويقول توماس بوغارت، المؤرخ في متحف الجواسيس العالمي، ان الشيفرة المستخدمة لمرة واحدة فقط ظهرت في الحرب العالمية الاولى ويضيف ان الامر لم يتغير منذ ذلك الوقت، اذ أظهرت تقارير حول جواسيس تم كشفهم مؤخرا استخدامهم موجات البث القصير عبر الراديو وآخرهم الجاسوس الذي تم كشفه في كندا الاسبوع الماضي".