أخبار

خطاب اولمرت يلقى ترحيبا اميركيا و انتقادات داخلية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن-القدس: رحبت الولايات المتحدة باعلان رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت اجراءات اسرائيلية جديدة لتخفيف معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة والافراج عن اموال فلسطينية مقابل مسعى فلسطيني "جدي" من اجل السلام واعتبرت ذلك "تطورا واعدا". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شون ماكورماك في ايجاز صحافي ان هذا الاعلان من جانب اولمرت اليوم الى جانب وقف اطلاق النار المعلن عنه بين الجانبين "يظهر ان اولمرت مهتم حقا بحوار يقود الى حل قيام دولتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام".

لكن المتحدث حذر من ان العديد من العقبات لا تزال موجودة بما في ذلك ضرورة اعادة الجندي الاسرائيلي الاسير "وقد دعونا الى اطلاق سراحه وفي النهاية اذا كنا سنشهد تجسيدا للمقترحات التي تحدث عنها رئيس الوزراء اولمرت فيما يتعلق باطلاق سراح السجناء الفلسطينيين فان هذا يتطلب عمل الاسرائيليين والفلسطينيين معا" عبر التفاوض.

واعتبر ماكورماك ان الولايات المتحدة "قامت بما في وسعها" لمساعدة الطرفين على تخطي العقبات التي تقف في طريق استئناف عملية السلام وحل الخلافات من خلال الحوار مشيرا الى ان المسؤولين الامريكيين يعملون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتعزيز سيطرته على القوات الامنية الفلسطينية "واذا كنا سنتجاوز العقبات الموجودة فان ذلك يتطلب وجود قوات فلسطينية معززة واحترافية ومنضبطة".

وكرر القول ان الولايات المتحدة "لن تعمل مع حماس بما انها منظمة ارهابية وستظل حكومة تقودها حماس عقبة امام السلام لان الحركة لم تستوف شروط اللجنة الرباعية من اجل الشروع في حوار سياسي يقود الى حل قيام الدولتين".

وكان اولمرت قد وعد في خطاب ألقاه في وقت سابق اليوم بالافراج عن عدد كبير من السجناء والاسرى الفلسطينيين مقابل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الذي تحتجزه المقاومة الفلسطينية منذ يونيو الماضي كما ادعى استعداد اسرائيل للتخلي عن مناطق شاسعة في الضفة الغربية وتفكيك مستوطنات مقابل التوصل الى سلام حقيقي مع الفلسطينيين.

خطاب اولمرت قوبل بردود افعال متباينة حيث انتقدت قوى واحزاب اسرائيلية يمينية ويسارية على حد سواء في تصريحات لصحيفة (يديعوت أحرنوت) الاسرائيلية الخطاب. وقال عضو الكنيست عن حزب الليكود يوفال شتاينتس للصحيفة ان اولمرت بدعوته الفلسطينيين لنبذ العنف ودخول مفاوضات سلام "يظهر انه يتخلي عن رغبة اسرائيل بقتال الارهاب بشكل حاسم" حسب تعبيره.

ورأى شتاينتس ان اولمرت "يتاجر بالجبال والتلال في الضفة الغربية لصالح حكومة حركة حماس وبرلمانها وهي التي خرقت كل الاتفاقيات بما في ذلك اعلان وقف اطلاق النار".

من جهتها اعتبرت عضو الكنيست عن حزب (ميرتس) المحسوب على اليسار زهافا غالون ان اولمرت سيحاسب على الافعال التي يقوم بها لتحقيق السلام وليس على الاقوال والتصريحات. ووصفت غالون الخطاب بأنه خطوة عظيمة لكن ما يقوم به على الارض فشل في تحقيق السلام منبهة الى ان ما سيقتل اتفاق وقف النار وجود مازق سياسي "ويجب على اولمرت ان يتحرك للاجتماع مع الرئيس محمود عباس".

وكان اولمرت قد ألقى خطابه اليوم في قرية (سديه بوكير) في منطقة صحراء النقب جنوبي اسرائيل في احتفال بمناسبة ذكرى وفاة رئيس وزراء في اسرائيل الأول ديفيد بن غوريون وزعم فيه انه يمد يده للسلام مع الفلسطينيين وانه مستعد للانسحاب من مساحات كبيرة في الضفة الغربية بما في ذلك الموافقة على اقامة دولة فلسطينية "متصلة الاراضي".

ومن ناحيته قال عضو الكنيست عن حزب الاتحاد الوطني اليميني المتطرف تسفي هندل للصحيفة ان اولمرت "وعد العدو بطرد المستوطنين من الضفة الغربية واقامة دولة للارهاب" حسب تعبيره مطالبا الوزير المتطرف افيغدور ليبرمان والوزراء من قوى اليمين الى "مغادرة الحكومة التي يقودها اولمرت وعدم خيانة ناخبيهم".

وقال عضو الكنيست عن حزب العمل ايتان كابل ان خطاب اولمرت "مهم وينطوي على شجاعة" معبرا عن امله بان يثبت أن خطابه هو بداية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. واعتبر كابل ان اولمرت "قبل من خلال خطابه بمفهوم حزب العمل لاجراء محادثات مع الفلسطينيين واقدم له التهاني على ذلك". ووصف الناشط اليميني المتطرف باروخ مارزيل اولمرت بأنه "غبي وخائن ويريد اعطاء الفلسطينيين دولة من اراضي اسرائيل ومن المدهش انه لا يتعلم من الاخطاء ويستمر في دفع اسرائيل نحو حافة الهاوية بتنازلاته للفلسطينيين".

وكان اولمرت قد قال في خطابه ان الشعب الفلسطيني "يمر الان بمفترق سياسي تاريخي ويتوجب عليه اتخاذ قرار حاسم" محذرا من ان استمرار ما اسماه بالارهاب والعنف وعمليات القتل والهجمات التي لا نهاية لها ضد الاسرائيليين "يمكن ان تقود الى موجة جديدة من العنف المروع".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف