أخبار

قيادي في فتح: الفلسطينيون وقعوا في مهزلة تاريخية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هنية يزور القاهرة لأول مرة منذ رئاسته للحكومة

بشار دراغمه من رام الله: قال قيادي في حركة فتح أن الشعب الفلسطيني وقع في "مهزلة تاريخية" من خلال الموافقة على وجود سلطة حكم ذاتي حولت المدن الفلسطينية فيما بعد إلى سجون مغلقة. وأكد لؤي عبده مفوض التوجيه السياسي في مدن شمال الضفة والقيادي في حركة فتح في تصريح تلقته (إيلاف) أن الضفة الغربية أضحت تخضع لنظام المدن المغلقة وتجربة سلطة الحكم الذاتي فشلت فشلا ذريعا.

وقال:"لقد باتت الضفة الغربية تخضع لنظام المدن المغلقة، يقطعها عن بعضها البعض حواجز عسكرية إسرائيلية وسيطرة كاملة لقوات الاحتلال، وأغلقت المدن بالمعنى الكلي لكلمة إغلاق، تجاريا وبشريا وتنقلا وغيره من حريات الحياة البشرية". وأشار لؤي إلى أن هذا النظام الآن أمرا واقعا في فلسطين انتظارا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

واعتبر ان تجربة سلطة الحكم الذاتي التي فرضتها اسرائيل على الفلسطينيين فشلت فشلا ذريعا، إنسانيا وأمنيا، وأخلاقيا وحتى سياسيا، و بات حال الناس يعيشون في مدن مغلقة أشبه بالسجون ومعسكرات الاعتقال، وكل المحاولات السياسية والتفاوضية باتت في مهب الريح، وضعف النظام السياسي إلى أدنى درجاته.

وأضاف عبده:" بل واصبح صراع الوهم والخيال والعدميه هو الصراع الداخلي السائد في المجتمع الفلسطيني و قواه السياسية، وخاصة بعد أن أخطا نظام الحكم وأصر على تجربته الديموقراطية في ظل الاحتلال دون أدنى حد من الحيطة والحذر، ما ستؤول اليه نتائج هذه التجربة الهزيلة التي أدت نتائج إنتخابات التشريعية والبلدية و لقروية الى أزمة تراجع كبيرين لا مثيل لهما في تاريخ تجربة (م ت ف) النظام السياسي السابق".

ونوه الى انه تاريخيا عرف في بلاد الرافدين ظهور دولة قديمة ارتكزت على المدن، و كان الملوك والحكام يسنون القوانين على أساس نوع المدينة الاقتصادي والاجتماعي، فالمدينة التجارية، أي المدينة الذي اعتمد سكانها على التجارة، كان الملك القديم يشرع القوانين وما يلائم هذه المدينة التجارية أو تلك.

وللمرة الثانية في التاريخ ظهرت دولة المدن بعد اتفاق أوسلو المقام بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في القرن العشرين عام1993وقال:" وبعد مضي أكثر من عشر سنوات على هذه التجربة في الضفة الغربية و قطاع غزة، والتي يصل سكانها الى ما يقارب ثلاثة ملايين نسمه، مليون وربع يقطنون غزه ذات المساحة الضيقة ذات الثلاثمائة وستون كيلومترا مربعا، ومليوني نسمه يقطنون الضفة الغربية ذات المساحة البالغة خمسة آلاف كيلومتر مربع ونيف". وتابع عبده:" طبقا لذلك الاتفاق، قسمت مناطق الضفة والقطاع الى ثلاث فئات : أ - ب - ج ، منطقة ( أ )تحت السيطرة الفلسطينية، ومنطقة( ب) تحت السيطرة المشتركة الاسرائيلية الفلسطينية، ومنطقة (ج ) للسيطرة الاسرائيلية، بكل ما في هذه المناطق من بشر وحجر وشجر وحيوانات وطيور وقوانين، لكن الحال لم يعد هكذا، بل أسوأ بكثير مما يعتقده البعض، سواء كان حزبا أو حركه أو قياده، أو حتى جمعيات و منظمات أهلية وغير أهليه، محلية أم دولية".

واكد القيادي الفتحاوي أن المدن التي تشكل دولة الحكم الذاتي جن جنون أهلها، لم يعد الحكام قادرين على تشريع القوانين التي يمكن لها أن تسيطر على جنون سكانها و مواطنيها. ولم يعد أحد من هؤلاء الناس يعنيه النظام، أو الأمن أو الأمان، أو حتى الحفاظ على أخلاق وعادات وتقاليد الآباء والأجداد بالترابط والصلة والعلاقة والجيره والدين والسلوك والايمان. وقال:"كل شيء بات مباحا في دولة المدن المجنونة، الخاسرة والفاشلة".

واعتبر عبده أن الشعب بات يعتاش على رواتب وفتات موائد، وقروض بنوك وهبات ومنح ومساعدات خارجية، بسببما أسماه "المسخرة التاريخية " التي وقع فيها الشعب الفلسطيني ومنظماته وحركاته واحزابه وقياداتهم وبات الجميع في متاهة الحلقة المفرغة والأفاق المغلقة. وتابع:" إنهم جميعا على يقين من السبب والمسبب والنتيجة، بل وسوء الحال واستمراره الذي سيؤدي الى تعميق الجرح والانهيار، كلهم على علم بذلك و يدعون للتمسك بالمشروع الوطني، و مصطلحاته التابعة، لكن لا يملكون الاجابة على عجزهم وقصورهم وعنادهم، من حول الجميع في المدن الى حالة من الجنون و البؤس والتيه الى أن اصبح كل شيء مباح ؟، حتى دم الإنسان اليوم مباحا لأتفه الأسباب.. يقتل الناس ويطلقون الرصاص على بعضهم البعض، و لم يعد هناك رادع يردع أي طرف أو شخص".

وانتقد عبده الأحزاب والتيارات والتنظيمات السياسية منوها إلى أنها لم تعد مدارس سياسية نضالية ولم تعد قدوة، ولا حتى الزعيم والمسؤول قدوة لأحد ،الكل مباح دما وشرفا وعزة ووطني وغيره. وقال:" الاعتبارات الهامة في الحياة والمجتمع والأنكى من هذا أن النظام السائد ( نظام الحكم الذاتي ) لا يقيم ردة فعل على اي من هذه الظواهر والمظاهر والانحرافات، و لا يتخذ الاجراءات أو حتى الخطوات اللازمة ليردع عفاريت الفلتان الأمني وعفاريت المجتمع ... ويكتفي النظام، نظام الحكم الذاتي بالشجب والاستنكار في أحسن الأحوال، وخاصة بعدما شهدت المدن المجنونة سلسلة إغتيالات من غزة حتى الضفة في أوساط المواطنين".

واكد عبده أن دولة المدن الحزينة والكئيبة التي تورط الفلسطينيون بها فأن القيادة الفلسطينية اليوم على ضبطها أو تطويرها أو حتى توفير قوتها. وقال:"فاذا ما استمر الحال الى ابعد من ذلك، فان هذا الجنون سينتشر مثل اي فايروس معدي ومؤذي الى دول الجوار الهنية المطمئنة ذات المعيشة الرافية وذات المستوى السياسي المتنفذ والحاكم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف