الأنفال : مشتك يروي نجاته من مقبرة جماعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : روى مشتك كردي تفاصيل نجاته من مقبرة جماعية عندما أطلق جنود عراقيون النار على مجموعة من المعتقلين ودفنوهم في حفرة كبيرة وذلك لدى استئناف المحكمة الجنائية العراقية العليا اليوم في جلستها الرابعة والعشرين النظر في قضية ابادة 180 الف كردي المتهم فيها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من كبار مساعديه السابقين والتي رفعت جلستها للاستراحة على ان تعود للإلتئام بعد الظهر .
وقال المشتكي الاول في جلسة اليوم الذي لم يذكر اسمه وانما قال إنه من مواليد 1970 ويشتغل عاملا وكان عنصرا في قوات البيشمركة الكردية،قال ان القوات العراقية قصفت قريته في ايار (مايو) عام 1988 بالاسلحة العسكرية ما ادى الى مقتل 30 من سكانها . ثم قامت القوات باعتقال الباقين ونقلهم الى منطقة خابات وهناك تم التحقيق معهم وتعذيبهم وضربهم بعصي كهربائية ومنها نقلوا الى مديرية امن مدينة اربيل . واضاف انه والمعتقلين نقلوا بسيارات الى مكان لم يذكره حيث توقفت بعد سير استمر حوالى 3 ساعات .. حين توقفت السيارات واخذوا الى حفرة وبدأ الجنود اطلاق النار عليهم فاصيب هو بكتفه ثم قام عناصر الأمن بعد ذلك بردم الحفرة بعد ذلك على من كان داخلها. وقال انه شعر بعد ذلك أنهم قاموا بالصعود إلى السيارة والمغادرة فخرج من الحفرة وسار على قدميه الى ان وصل الى بيت لرجل عربي من قبيلة شمر والذي قام بإطعامه وأخبره انه الان في منطقة الحضر القريبة من مدينة الموصل الشمالية .
وقال انه غادر بعد ذلك الى قرية تضم ثلاث دور فبات في إحداها وفي الصباح تابع السير فوصل إلى قرية لم يفصح عن اسمها وبقي فيها ثلاثة أيام تم خلالها علاجه من جراحه . واضاف انه ذهب بعد ذلك الى منطقة بامرزا حيث لجأ الى عائلة تنتمي إلى الحزب الشيوعي وبعدها وصل إلى رجال البيشمركة الذين أخرجوه في 12 / 11 / 1989 إلى إيران. واوضح ان السلطات اعطت والده شهادة وفاة له وابلغته ان ابنه كان عميلا لبارزاني (مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني) . وبناء على طلب المحامين عرض على المحكمة آثار إصابته بإطلاق النار لدى قيام الجنود بقتل مجموعة من المعتقلين .
وفي بداية جلسة اليوم غادرها محامو المتهمين الذين انتدبتهم المحكمة بعد انسحاب هيئة الدفاع من المحكمة احتجاجا في ايلول (سبتمبر) الماضي على بعض الاجراءات وذلك بعد حضور المحامين الاصليين المنسحبين جلسة اليوم .
الدوري ينفي مشاركته في الانفال
وقد نفى رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق صابر الدوري مشاركته في عمليات الانفال وقالإن وسائل الاعلام عندما تتحدث عن قضية الانفال تشير الى انه كان من المنفذين الرئيسين لها موضحا ان الاستخبارات دورها جمع المعلومات عن "العدو" وليس المشاركة في العمليات العسكرية التنفيذية .وقال اذا كان جمع المعلومات يعتبر تحريضا او مشاركة في العمليات العسكرية فانه يجب تقديم جميع مسؤولي الاستخبارات في العالم إلى المحاكمة . واشار الى انه يتمنى ان لا يكون مصدر الاتهامات ضده احد مسؤولي المحكمة في اشارة على ما يبدو الى جعفر الموسوي رئيس هيئة الادعاء العام في محكمة الدجيل الذي عادة ما يدلي بتصريحات عن المتهمين ومحاكمتهم .
وقد اجاب القاضي محمد العريبي الخليقة على الدوري موضحا ان المحكمة ليست لها علاقة بما ينشره الاعلام وان كل معلومات رسمية هي التي تصدر عن الناطق الرسمي للمحكمة .
واستمعت المحكمة امس الى اثنين من المشتكين من بين اكثر من ألف سجلوا للتقدم بشهادات ادانة حيث اكد احدهما ان الجنود العراقيين قاموا بدفن معتقلين اكراد في حفرة جماعية كبيرة بينما قال الثاني ان الجنود قتلوا والدته وشقيقاته الثلاث وخالته وابناءها امام عينيه وذلك خلال عمليات الهجوم على القرى الكردية عام 1988 .
وادلى80 مشتكيا امام المحكمة باقوالهم منذ بدء جلساتها للنظر في هذه القضية في الحادي والعشرين من اب (اغسطس) الماضي .
وقد اكد المدعي العام للمحكمة ان لديه شريطا صوتيا ووثائق تثبت ان الرئيس العراقي السابق امر شخصيا بضرب الاكراد العراقيين في شمال العراق في الثمانينات بالغاز.
وقال منقذ الفرعون ان لديه اشرطة صوتية لاجتماعات جرت في بغداد بين صدام وكبار مسؤوليه في قيادة حزب البعث شمال العراق وفي احدها يقول لهم انهم يجب الا يستخدموا مثل هذه الاسلحة الا بتفويض منه وقال لهم ان امر استخدام الاسلحة الكيماوية بيد صدام وحده. واشار الى ان الادعاء سيقدم الاشرطة الى المحكمة التي ستراجعها وتقرر ما اذا كان يمكن قبولها كأدلة. واضاف ان الادعاء لديه ايضا وثائق موقعة من صدام وصادرة من مكتبه امر فيها باستخدام الاسلحة الكيماوية ضد الاكراد اثناء حملة الانفال موضحا ان هذه الوثائق والاشرطة ستكون مفتاح الادعاء في إثبات المسؤولية الجنائية ضد صدام.
المتهمون في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرون بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس الاستخبارات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".