لبنان يعود مجددا مسرحا للنزاع بين الموالين للغرب والمناهضين له
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
توقيف مسلحين من القوات اللبنانية
نيويورك تايمز: حزب الله درب عناصر شيعية عراقية في لبنان
بيروت : فيما تحاول الدبلوماسية الاميركية وفي مقدمها الرئيس جورج بوش استعادة المبادرة في الشرق الاوسط تدل الازمة السياسية في لبنان على ان هذا البلد ما زال مسرحا للنزاع بين الموالين للغرب والمناهضين له اكثر من اي وقت مضى. وباتت واشنطن، التي تراكم الخسارة تلو الاخرى في العراق وفي ما يتعلق بعملية السلام، تجهد لتجنب زعزعة الاستقرار في لبنان خصوصا وان الولايات المتحدة تراهن على هذا البلد منذ انسحاب القوات السورية في نيسان/ابريل عام 2005. وتعتبر ادارة الرئيس بوش ان لبنان يجب ان يصبح "نموذجا للديمقراطية" في الشرق الاوسط وهو الذي تميز تقليديا بالضعف وبارتكازه على توازن هش بين مختلف طوائفه الدينية والذي يشهد في المرحلة الراهنة تجاذبا شديدا بين القوى الموالية للغرب والمناهضة له.وجاء اغتيال وزير الصناعة المسيحي بيار الجميل قبل اسبوع ليؤجج التوتر بحيث اصبح كل طرف سياسي يستنكر الولاءات الخارجية لمنافسه. فقد اتهمت الاكثرية (تحالف يضم الدروز والسنة وقسما من المسيحيين) سوريا بالتورط في الاغتيال اسوة بالاغتيالات السابقة التي تستهدف منذ عامين شخصيات لبنانية مناهضة لدمشق. من جهتها لفتت محطة تلفزيون المنار الناطقة باسم حزب الله (مقرب من دمشق وطهران) الى تقارب وجهات النظر بين هذه الاكثرية ومسؤولين اسرائيليين سارعوا الى توجيه اصابع الاتهام نحو دمشق.
وتسود الخشية في لبنان من ان تنتقل هذه الاتهامات العنيفة الى الشارع المحتقن التي تهدد المعارضة بالنزول اليه وصولا الى اسقاط الحكومة وذلك منذ استقالة الوزراء الخمسة الذي يمثلون حزب الله وحركة امل في 11 تشرين الثاني/نوفمبر. يذكر بان القوى الاجنبية كانت متورطة منذ اكثر من قرن في الصراعات في لبنان. وتدفع الازمة الحالية، خصوصا بما تتضمنه من عمليات اغتيال، مجددا بالاطراف المتنازعة الى طلب الحماية من هذه القوى المختلفة. وفيما تبذل كل من باريس وواشنطن ما بوسعهما لاخراج لبنان من دائرة النفوذ السوري والايراني ترى ايران في لبنان حليفا محتملا لطموحاتها الاقليمية بسبب اهمية الطائفة الشيعية التي تمثل نحو ثلث سكانه.
وكان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي قد اكد امام رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري رئيس حركة امل الشيعية ان لبنان سيشهد "هزيمة" الولايات المتحدة واسرائيل.
وقال خامنئي ان لبنان "سيكون مسرحا لهزيمة اميركا والكيان الصهيوني" مؤكدا ان "السياسة (الاميركية) محكوم عليها اليوم بالفشل في العالم والمنطقة". وقال "يجب اغتنام هذه الفرصة". واتهمت سوريا وكذلك طهران باريس وواشنطن بالتدخل في الشؤون اللبنانية بما يزيد الاوضاع خطورة.
واتهمت ايران فرنسا بتأزيم الوضع في لبنان خصوصا بعد ان اعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست-بلازي"ان سوريا وايران تدفعان اليوم الى زعزعة حكومة فؤاد السنيورة". واعرب الوزير الفرنسي عن اعتقاده بان لا حرب بين لبنان واسرائيل وهي عبارات مرفوضة كليا من حزب الله وحلفائه الذين تبقى الدولة العبرية بنظرهم عدو لبنان الرئيس خصوصا بعد عدوانها الاخير في الصيف الماضي.
واتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم الثلاثاء الولايات المتحدة وفرنسا ب"التدخل" في شؤون لبنان، رافضا في الآن نفسه اتهامات باريس وواشنطن لبلاده بالتدخل في لبنان. ووصف المعلم اتهامات باريس وواشنطن لدمشق بالقيام بدور سلبي في لبنان وتورطها المفترض في مقتل سياسيين لبنانيين، بانه "لا معنى لها".
هذه الاتهامات المتبادلة بين الاطراف الاقليمية والدولية تلقى صدى مباشرا في لبنان. ولخص الزعيم الدرزي وليد جنبلاط احد ابرز قادة الاكثرية خلال تشييع الجميل المفهومين السائدين عن لبنان. وبدون ان يسمي حزب الله اشار جنبلاط الى مفهوم "يعشق ثاقفة الحزن والموت والسواد" ويحمل "ذهنية القرون الوسطى والجهل (...) والدكتاتورية والشمولية" فيما فريق الغالبية هو فريق يعشق "الحرية والتنوع والتعددية". بالمقابل لا يوفر حزب الله فرصة بدون ان يهاجم الحكومة الموالية لاملاءات واشنطن والتي تخضع لتوجيهات السفير الاميركي في لبنان جيفري فلتمان.