أخبار

طريقة صوفية تشعل حربا بين المغرب والجزائر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أحمد نجيم من الدار البيضاء: أسفر لقاء دولي حول الطريقة الصوفية المعروفة بالتيجانية، نظم في ولاية الأغواط بالجزائر بإشراف مباشر من الرئيس الجزائري بوتفليقة، عن اشتعال حرب بين المغرب والجزائر، فقد انتقدت الصحف المغربية، خاصة الرسمية، بما فيها وكالة الأنباء الرسمية، ما اعتبرته "الرداءة التي صاحبت تنظيم اللقاء"، وأبرزت أن من تجليات ذلك "رفض ممثل للطريقة التيجانية بكل بساطة قراءة التوصيات التي صدرت عن اللقاء".

وربطته بتضمن التوصيات الصادرة عن اللقاء "فقرة تشيد بالجزائر وتشكرها على حسن تنظيم هذه التظاهرة وهو الأمر الذي لم يكن صحيحا البتة".

وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية أن مستشار لوزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري تكلف "عناء الصعود إلى المنصة وأصر على قراءة التوصيات وضمنها طبعا الفقرة التي رفض المسؤول تلاوتها". ودخل على الخط رئيس المجلس العلمي الأعلى المغربي أحمد بن يسف، إذ أوضح أن قيام الجزائر بتنظيم ملتقى دولي حول الطريقة التيجانية "يندرج في إطار موقفها من قضية وحدتنا الترابية"، وأوضح في تصريح لجريدة "المساء" أن "دخول الجزائر في خط المنافسة على تأطير زاوية معينة هو لحاجة في نفسها".

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف المغربية اعتبرت "التنازع على الرموز توجه غير محمود ونوع من التدافع في غير ما ينبغي" وأوضح مسؤول من الوزارة أن إقدام الجزائر على تنظيم الملتقى المذكور يعد "نوعا من الخشونة الحضارية".

وذهبت صحف مغربية إلى أن تنظيم اللقاء حول هذه الطريقة الصوفية "محاولة للسيطرة السياسية على حركة ذات توجه ديني روحي". وتحدثت عن رغبة الجزائر استغلالها لمواجهة "هيمنة التيارات المتطرفة ذات التوجه السلفي التي تكاثرت بالجزائر خلال العقود الأخيرة". المغاربة اعتبروا الجزائر استولت على أحد طريقة أحد كبار الصوفيين المدفون في فاس.

غير أن جريدة "الشروق" الجزائرية نقلت عن ما سمته شيخ الطريقة سيدي محمد لحبيب التيجاني أمس، في تصريح للإذاعة الجزائرية يؤكد فيه أن "الزاوية التيجانية موطنها جزائري ومؤسسها جزائري والدولة الجزائرية لن تفرط فيها". وتحدثت الصحيفة عن "تزايد اهتمام بعض الأطراف منها المغرب في الاستحواذ على الإرث التيجاني بحجة أن الزعيم الروحي للزاوية الشيخ سيد أحمد التيجاني يرقد بمدينة فاس المغربية"، وربطت بين زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى السينغال بموضوع هذه الطريقة الصوفية، وأنه يدخل في سياق "ترويج الرؤية المغربية حول مزاعم تقول إن فاس هي الأولى باحتضان المقر الدولي للطريقة التيجانية".

وأكدت الصحيفة الجزائرية أن عدد مريدي الطريقة 350 مليون شخص لها أتباع في القارات الخمس، وشدد على أن الجزائر "لن تفرط الجزائر في هذا الحجم الكبير من مريدي الزاوية التيجانية في عالم تحكمه اليوم، علاقات دولية متداخلة". تجدر الإشارة إلى أن الطريقة التيجانية هي طريقة الشيخ سيدي أحمد التيجاني ذي الأصل المغربي انتمائه إلى قبيلة (عبدة) المغربية. وتلعب أدوارا كبيرة في هذه الدول.

najim@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف