مطالب اخيرة من المالكي بتنفيذ وعوده الامنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عراقيون : فشل قمة عمان سيوسع العنف الطائفي
مطالب اخيرة من المالكي بتنفيذ وعوده الامنية
أسامة مهدي من لندن : قال مصدر عراقي يتابع في عمان الاتصالات السياسية التمهيدية الجارية بقيادة العاهل الاردني الملك عبد الله مع قادة سياسيين عراقيين تمهيدا لقمة تجمعه خلال الساعات المقبلة مع الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان هذا الاخير سيكون امام مطالب ملحة بتنفيذ وعوده التي ضمنها برنامج تشكيل حكومته والتي اكدها في كلمته امام الكونغرس الاميركي الصيف الماضي بتحقيق الامن وحصر السلاح بيد الدولة "في فترة قصيرة" وبعكسه سيتم اللجوء الى خيارات اخرى لتحقيق ذلك . وغادر المالكي بغداد اليوم متوجها الى عمان على رأس وفد رسمي.
مطالب اميركية من المالكي
وابلغ المصدر "ايلاف" في اتصال هاتفي اليوم أن المباحثات التمهيدية للقمة المزمع عقدها في عمان تتمحور حولاتفاقالكتل السياسية على حل المليشيات وفرض الامن وتحقيق شراكة سياسية والذي اقنعها بالاشتراك فيما اطلق عليها بحكومة الوحدة الوطنية التي شكلها المالكي قبل ستة اشهر وعدم النجاح في انجاز المسؤول العراقي لذلك. واوضح المصدر في هذا الصددان المالكي سيواجه خلال اجتماعه مع بوش اسئلة حول اسباب عدم تحقيقه وعوده السابقة حين اكد في برنامج حكومته العمل على حل المليشيات ووقف التهجير الطائفي وتحقيق مشاركة فعالة سياسية فعالة بين مكونات الحكومة. وكذلك وعده الذي اطلقه في الكونغرس في اواخر تموز (يوليو) الماضي بتحقيق الامن والاستقرار وحصر السلاح بيد الدولة خلال فترة قصيرة كما اكد حينها.
واشار الى ان الحديث سيتطرق ايضا الى اسباب عدم نجاح الحكومة التي يقودها الائتلاف العراقي الشيعي الموحد في تحقيق شراكة حقيقية في اتخاذ القرارات وتنفيذ الاجراءات الكفيلة بالحد من العنف الطائفي وخاصة مع القوى السنية والعلمانية فيها. ولم يستبعد المصدر ان يؤكد بوش للمالكي من جديد ضرورة الالتزام بالفترة الزمنية التي كان اعلنها سفيره في بغداد زلماي خليل زاد مطلع الشهر الماضي وقال فيها بان على حكومة المالكي خيارات عليها تحقيقها خلال اشهر قليلة لفرض الامن والاستقرار والتخلص من المليشيات المسلحة بكل انتماءاتها الطائفية والتي زادت من جرائمها في الفترة الاخيرة وادت الى مقتل اكثر من سبعة الاف عراقي خلال الشهرين الاخيرين وحدهما.
ولاحظ المصدر ان المالكي في موقف ضعيف نتيجة تحالف حزبه الدعوة الاسلامية مع التيار الصدري الذي يقوده رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر والذي حقق له الفوز برئاسة الحكومة . واوضح ان هذا التحالف يكبل يدي المالكي في تنفيذ وعوده والتخلص من المليشيات المسلحة وخاصة جيش المهدي التابه للتيار الصدري والذي يشهد انفلات عناصره وقيامهم باعمال عنف غير مشروعة هدد الصدر نفسه بالتبرؤ منها لكنه لم يفعل لحد الان . وقال ان المالكي في وضع صعب فهو لايحظى بتأييد المجلس الاعلى للثورة الاسلامية لتوليه رئاسة الحكومة حيث كان المجلس رشح ضده عضو قيادته عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي لكن نواب الصدر رجحوا كفته انذاك وهو اذا خسر التيار الصدري الان فان ذلك سيعني فقدانه لمنصبه .
خيارات اميركية لانهاء العنف
ويأتي لقاء المالكي مع بوش في وقت أقر مستشار الامن القومي الاميركي ستيفن هادلي بأن العنف في العراق قد دخل مرحلة جديدة مؤخرا. وقال ان تصاعد العنف الطائفي في العراق وصل الى مرحلة جديدة يتطلب التكيف مع هذه المستجدات .واشار الى ان مباحثات الزعيمين ستتركزعلى سبل مواجهة هذا التطور. وتوقعت مصادر اميركية ان يكون محور المباحثات خيارات يطرحها هادلي لحسم المسألة العراقية ومن بينها اصدار عفو شامل عن المسلحين وتوسيع مبادرة المصالحة وإلغاء هيئة اجتثاث البعث واشراك البعثيين في الحكم وحل الميليشيات وتقديم قادتها المتورطين بالجرائم للمحاكمات وتجميد قانون الأقاليم والفيدراليات ووضع خطة لتوزيع عادل للنفط على العراقيين .
واضاف هادلي ان بوش والمالكي سيبحثان سبل التعامل مع "مرحلة جديدة" تمر بها الحرب على العراق وتتسم بتصاعد العنف الطائفي. واشار الى ان الرئيس الأميركي لن يطرح خلال الاجتماع أي خطط لتغيير حجم القوات الأميركية في العراق. واقال انهما سيبحثان الخطوات التي يجب أن يتخذها العراق وسبل دعمها. وأوضح ان بوش لن يطرح خططا مستقبلية محددة إزاء أسلوب معالجة الأوضاع الحالية في العراق ولكنه سيستمع إلى وجهة نظر المالكي ويؤكد له أنهما سيطوران معا أسلوب المضي قدما.
ورفض الرئيس بوش امس وصف الوضع في العراق بأنه حرب أهلية وقال إن تصاعد أعمال العنف هو جزء من مسلسل العنف الطائفي الذي بدأ قبل تسعة أشهر في إشارة إلى تفجير قبة ضريح الإمامين في سامراء مشيرا الى انه سيبحث خلال اجتماعه مع المالكي الوضع الميداني وسبل وضع حل لأعمال العنف. وقال "سنواصل التحلي بالمرونة وسنتبنى التغييرات الضرورية لتحقيق النصر غير أن هناك أمرا لن أفعله وهو أنني لن أسحب القوات من ساحة المعركة قبل إنهاء المهمة".
الاردن يهيء مع قادة عراقيين للقمة العراقية الاميركية
وعشية قمة بوش المالكي في عمّان استقبل عبد الله الثاني عددا من القيادات العراقية بمن فيهم رئيس هيئة علماء المسلمين السنية الشيخ حارث الضاري الذي صدرت بحقه مذكرة تحقيق قبل أسبوعين ونائب الرئيس العراقي والامين العام للحزب الاسلامي السني طارق الهاشمي .. فيما ينتظر ان يلتقي اليوم زعيم الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم السيد عبد العزيز الحكيم وزعيم القائمة الوطنية العراقية رئيس الوزراء السابق اياد علاوي .
ومن جهته قال ملك البلد المضيف للقمة الاميركية العراقية عبد الله الثاني ان بلاده ستستمر في بذل الجهود اللازمة وعلى مختلف المستويات لضمان عودة الاستقرار والأمن للعراق وتقريب وجهات النظر بين مختلف أطيافه السياسية وصولا إلى وفاق ينهي حالة العنف والاقتتال الطائفي الذي تعيشه البلاد.
وأكد خلال لقائه نائب الرئيس طارق الهاشمي امس أهمية أن تنصب جميع جهود القوى السياسية العراقية نحو إيقاف التدهور الأمني الحاصل في العراق واعتماد الحوار سبيلا لحل الخلافات. وشدد على أهمية أن تشمل أي تسوية سياسية قادمة للوضع في العراق جميع فئاته مشيرا إلى أن إقصاء أو تهميش أي طرف سيؤجج نار الفتنة مشيرا إلى أن العراق بحاجة لكل جهد مخلص للحفاظ على أمنه وسلامته ووحدة أراضيه وسيادته عليها وتجنيب شعبه الفرقة والانقسام. واضاف "أتمنى على إخواننا في العراق وعلى القيادات السياسية والدينية سواء كانت من شيعة أو سنّة أن يقدروا خطورة الوضع وأن لا يسمحوا بتمرير أي مؤامرة تهدف إلى تقسيم العراق أو تدميره في دوامة العنف والفوضى". وقال "اليوم نحن نحذر من جديد من إثارة الفتنة والتي ربما تؤدي لا سمح الله إلى حرب أهلية أو تقسيم العراق إلى كيانات على أسس مذهبية أو عرقية".من جانبه اعتبر الهاشمي ان العنف في العراق قد يقود الى حرب اهلية . وقال ان "الذي يحدث الان هو اضطراب امني قد يقود لا سمح الله الى حرب أهلية تمتد اثار تداعياتها الى دول الجوار".
العراقيون متخوفون من فشل القمة
عراقيون تحدثت معهم "ايلاف" عبروا عن مخاوف حقيقية من فشل القمة العراقية الاميركية في وضع حلول عملية ناجحة للازمة السياسية والامنية التي تضرب البلاد . وقالوا ان مصدر خوفهم منبعه ان أي فشل في عمان سينعكس بشكل مباشر على الساحة الامنية في العراق التي ستشهد تصعيدا في العنف الطائفي الذي سيصعب معه السيطرة على الاوضاع وبالشكل الذي سيقود الى تقسيم غير معلن للبلاد وحتى للمدن العراقية والمحافظات نفسها التي تتشكل منها الدولة العراقية.
ولاحظت ان اجتماع القادة العراقيين في عمان برعاية عربية يمثلها الملك عبد الله ومتعددة الجنسيات يمثلها بوش سيكون بمثابة الفرصة الاخيرة قبل الانفجار الكبير الذي لن تقتصر تداعيات خطورته على العراق وحده وانما على المنطقة برمتها . وفي هذه الاثناء اتهمت اوساط شيعية العاهل الاردني الملك عبد الله بالاعداد لطرح مشروع سياسي على الرئيس بوش خلال لقائهما غدا للخروج من الازمة السياسية والامنية الحالية في العراق يعتمد اساسا على تقرير يعدد فيه مخاطر تنامي النفوذ الايراني والسوري في العراق وخطورة الميليشيات الشيعية التي من الممكن ان تتحول الى قوة كبيرة مؤثرة كما حزب الله في لبنان .
واوضحت ان المقترح الاردني سيركز على هذه الفكرة ولكن سيقدم الملك اقتراحا اخر بديلا للرئيس الاميركي يتضمن اللجوء الى تنفيذ قيام حكومة طوارئ او ما يصطلح عليه بحكومة عسكرية تعطل البرلمان والحريات الاعلامية والسياسية وتطبق الاحكام العرفية بشكل صارم من اجل منع انجرار العراق الى نقطة يشكل فيها تهديدا للانظمة المحافظة في المنطقة.