أخبار

انكشاف شبكة اغتيالات من الإستخبارات السورية في لبنان؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


حديث عن خيوط في التحقيقات تقود إلى مخيمات
انكشاف شبكة اغتيالات من الإستخبارات السورية في لبنان؟

الياس يوسف من بيروت : كشف مصدر أمني لبناني لـ "إيلاف" اليوم أن أجهزة التحقيق كانت تتوصل بعد كل إغتيال سياسي منذ إندلاع "ثورة الأرز" إلى خيوط تقود نحو أحد المخيمات الفلسطينية ، مما يجعل مواصلة التحقيق بنجاح أمراً بالغ الصعوبة ، باعتبار أن المخيمات تلك تعج بالتنظيمات المتنوعة وتخترقها إستخبارات متعددة ويشكل بعضها جزراً أمنية بكل معنى الكلمة مما يجعل التحرك في هذا البعض شبه مستحيل، خصوصاً في ظل تضارب المرجعيات في هذه المخيمات إنعكاساً للخلافات الفلسطينية- الفلسطينية التي لا تقل عمقاً وخطورة عن الإنقسامات العمودية والأفقية بين اللبنانيين.
في هذا السياق أعطى المصدر أهمية فائقة للمعلومات التي نشرتها صحيفة "المستقبل" اللبنانية صباح اليوم ، والتي أيدتها تقارير صحافية عديدة وشهادات سكان من داخل مخيم البداوي في شمال لبنان. ولفت إلى أن التأكد من إقدام الإستخبارات السورية على تشكيل خلية كبيرة تقدر بنحو 200 شخص وتشغيلهم يعني ثبوت إرتكاب دمشق أكبر خرق للقرارين الدوليين 1701 و1559 الذين ينصان على إمتناع دمشق عن التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ، خصوصاً على المستوى الإستخباراتي الأمني، وكذلك عن إرسالها المسلحين والسلاح إليه.

ورأى المصدر أن تضخيم بعض الجهات اللبنانية قضية توقيف عناصر من حرس رئيس "المؤسسة اللبنانية للإرسال" بيار الضاهر فيما كانوا يتدربون على إطلاق النار قد تكون له علاقة بمسألة كشف الشبكة الإستخباراتية السورية من أجل تحويل الرأي العام عنها إلى مكان آخر . وأكد أن ان "لا طابع أمنياً لتوقيف حرس الضاهر وبعض أفراد حماية مباني التلفزيون" ، وان الملف موجود لدى القضاء العسكري ويتعلق بمسألة إجرائهم تدريبات على الرماية من دون ترخيص، علماً أن أسلحتهم مرخصة. ولم يخفِ أن "التضخيم الإعلامي يعود الى المناخ السياسي في البلاد، وان القضاء قادر على إدراج القضية بحجمها الحقيقي واجراء المقتضى ولا شيء غير ذلك".

رواية "المستقبل"

وبالعودة إلى الحدث الأبرز الذي أبرزته "المستقبل" ، فقد جاء فيه أن التحقيقات التي بدأتها الأجهزة الأمنية اللبنانية بيّنت أن الحملة الاعلامية التي تمّ تنظيمها في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في البداوي لما سمي "حركة فتح الاسلام" تهدف الى توفير غطاء على مخطط تخريبي أعده نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وكان يهدف بين ما يهدف الى اغتيال 36 شخصية لبنانية. إلا ان هذا المخطط الذي كانت المخابرات السورية أوكلت أمر تنفيذه الى مجموعة تنتمي الى حركة "فتح الانتفاضة" بزعامة "أبو موسى"، جرى فضحه قبل أربعة أيام، الأمر الذي اضطر "فتح الانتفاضة" الى تنظيم حملة تهدف الى التبرؤ من ارتباطها بهذه المجموعة مدعية أنها مجرد فرقة من "تنظيم القاعدة"، وقد تسترت بجناح "فتح الانتفاضة" قبل ان تنقلب عليها.

وأضافت : في المعلومات ان المخطط التخريبي السوري الذي سبق أن سوّق له الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم تحت ستار "تجمع تنظيم القاعدة" في لبنان، تمّ فضحه قبل أربعة ايام عندما اعترف موقوفان من المجموعة التي تمّ ارسالها من دمشق الى مخيمي البداوي وبرج البراجنة، لدى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بأنهما ينتميان الى حركة "فتح الانتفاضة" وينسقان عملهما بطلب من المخابرات السورية مع الرجل الثاني في الحركة "أبو خالد" العملة.
وأفاد الموقوفان وهما سوري يدعى حسام محمد صيام ولقبه "أبو محمد" السوري، وسعودي يدعى محمد صالح سالم أنهما أتيا الى لبنان من ضمن مجموعة ضمت 200 عنصر توزع 150 منهم على "مركز صامد" في البداوي والخمسون الآخرون على "مركز صامد" في مخيم برج البراجنة.

وبينت التحقيقات ان كلا من صيام وسالم يحملان جوازين سوريين سليمين صادرين أصولا عن السلطات المختصة في دمشق.وكان هذا الشخصان قد سلما الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بعد إقدامهما في إطار خلاف وقع في مخيم البداوي على قتل عنصرين فلسطينيين. وبينت التحقيقات ان هذه المجموعة التي اصبح اسمها فجأة "حركة فتح الاسلام" تابعة لمحمود كولاغاسي، وهو من أهم عملاء المخابرات السورية. وسارعت "فتح الانتفاضة"، بعد تسلم مخابرات الجيش للموقوفين صيام وسالم الى تسويق حملة تفيد بأن مراكزها تعرضت للاحتلال وأن لا صلة لأبو خالد العملة بها. وكان لافتا للإعلاميين في شمال لبنان أول من أمس، الدعوات الملحة التي تمّ توجيهها اليهم من أجل التعرف إلى المجموعة الجديدة وأفكارها، حتى يتبدى لهم ان من تولوا الحديث باسم المجموعة، ركزوا على نقطة واحدة محورية وهي انهم كانوا في ما مضى ينسقون مع المخابرات السورية لإرسال مقاتلين الى العراق، ولكنهم لاحقا انفصلوا عنها عندما بدأت تضيّق الخناق عليهم .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف