أبي زيد: دخلنا مع البريطانيين معا للعراق وننسحب منه معا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الجنرال جون أبي زيد في حديث تنشره ايلاف
دخلنا مع البريطانيين معا للعراق وننسحب منه معا
لكن هذه الكلمات على قلتها حملت بين السطور بانوراما سياسية تطايرت شراراتها من العراق ولبنان لتصيب سورية وإيران وحتى فلسطين، رغم امتناع أبي زيد عن التعليق على أمور بحجة أنه شخص عسكري وأنها سياسية أو تتعلق بالشؤون الداخلية للدول، كما في قضية إنشاء المحكمة الدولية الخاصة لمحاكمة قتلة رئيس الحكومة اللبناني السابق الشهيد رفيق الحريري ورفاقه والجدل الدائر حالياً بشأن رفض توقيع رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود على المعاهدة مع الأمم المتحدة.
وإذ أعرب عن تفاؤله بمستقبل لبنان واستقرار الأوضاع فيه، فإن أبي زيد شدد في المقابل على ضرورة نزع سلاح "حزب الله": "القرار الدولي 1701 واضح، المشكلة تكمن في سلاح "حزب الله" الذي يجب نزعه حتى تبسط الدولة اللبنانية سلطتها على كامل أراضيها".
وعن تحديد الجهة التي تنفذ الاغتيالات في وطنه الأصل لبنان، قال أبي زيد: "ليس بوسعي أن أدلي بتخمينات عن الجهة التي تنفذ تلك الاغتيالات. ما أعرفه هو أن أهم شيء بالنسبة إلى لبنان والعراق وفلسطين وللمنطقة ككل هو السلام، وهذا الأمر يتطلب من الشعوب أن تتعاون لتحقيق ذلك".
وفي ما يتعلق بالأوضاع في العراق وتأثير انسحاب القوات البريطانية مطلع العام المقبل على الجيش الأميركي، أكد أبي زيد "أن البريطانيين سيبدأون في سحب جزء من قواتهم، لكن وسائل الإعلام تصور الأمر وكأن جميع البريطانيين سيعودون إلى بلادهم. نحن مثلما كسبنا الحرب سوياً، فإننا سننسحب من العراق معاً، كما أننا نخطط للتعاون في ما بيننا إلى أن يستقر العراق".
ورفض أبي زيد التفاوض مع الجماعات المتشددة بعد سقوط الجيش الأميركي في المستنقع العراقي: "نحن لن نتفاوض مع جماعات كتنظيم "القاعدة"، ولن نتفاوض مع الجماعات المتطرفة الأخرى في العراق، لكننا على استعداد للتفاوض مع أي طرف من أطراف الحكومة العراقية إذا اعتقدنا أنه ستكون ثمة جدوى فعلية من وراء ذلك التفاوض".
وعلّق أبي زيد على قول العضو في مجلس الشيوخ هيلاري كلينتون له إن الأمل في العراق لا يبني استراتيجية: "لقد قالت إن الآمال ليست وسيلة عملية، وأنا أتفق معها في ذلك فعلينا أن نتوصل إلى طريقة للمضي قدماً مع العراقيين. لا بد للعراقيين من أن يتولوا مسؤولية مستقبلهم، وأن يبنوا قواتهم المسلحة، وأن ينزعوا أسلحة الميليشيات، فهم يحتاجون إلى مساعدة الولايات المتحدة للقيام بذلك كله، كما أنهم يحتاجون إلى وضع حد للعنف الطائفي، ونحن من جانبنا نحتاج إلى إقامة علاقة شراكة معهم كي نتمكن من تحقيق نتيجة ملموسة، فالوضع في العراق ليس جيداً في الوقت الراهن".
وفي ما يتعلق بمخاوف الملك الأردني عبد الله الثاني من نشوب ثلاث حروب أهلية في العراق ولبنان وفلسطين، وتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن أن العراق يشهد حرباً أهلية، قال أبي زيد: "لو كنت مكان الملك عبد الله الثاني لنظرت صوب الغرب ورأيت الأوضاع في فلسطين، ولنظرت شمالاً ورأيت المشاكل الحاصلة حالياً في لبنان ورأيت المشاكل القائمة مع السوريين بسبب عدم تعاونهم في سبيل تحقيق الاستقرار في المنطقة، ولنظرت أيضاً صوب الشرق ورأيت الحاصل في العراق ومن ورائه الإيرانيين، ولتساءلت عمّا يحاولون فعله من أجل تحقيق الاستقرار أيضاً، وهكذا فإنني أستطيع أن أتفهم المخاوف التي لدى الملك عبد الله الثاني".
وأضاف: "من المعروف أن الفرص العظيمة تولد عادة من رحم المخاطر الكبرى. نحن لدينا الآن فرصة بناء عراق أفضل بمساعدة العراقيين، فالعراق بلدهم وعليهم أن يقوموا بتلك المهمة بأنفسهم. وأعتقد أن لبنان أيضاً سيصل إلى حال الاستقرار، كما أعتقد أن هناك فرصة لتحقيق السلام في فلسطين، ويجب علينا ألا نفقد الأمل مطلقاً في تحقيقه".
وعن التعاون الأميركي ـ الكويتي، رأى أبي زيد "أن التعاون مع الكويت جيد للغاية، ونحن لدينا علاقات صداقة عظيمة هنا مع شركائنا الكويتيين، وهي العلاقات الحميمة التي استمرت منذ زمن بعيد، والكويت هي صخرة الاستقرار في منطقة الخليج، ونحن نتعاون مع الكويتيين في سبيل بناء شرق أوسط أكثر استقراراً، ونحن سعداء لأن هذه الشراكة تؤتي ثمارها على هذا النحو. إنها شراكة قائمة على الاحترام والثقة المتبادلين".
بدوره، رحب الشيخ حمد جابر العلي بضيفه أبي زيد وأشاد بالعلاقات الأميركية ـ الكويتية، ووصفها "بأنها قديمة وتقوّت أكثر من خلال تحرير الكويت". وقال الشيخ حمد: "نحن مع الأميركيين دائماً في تعاون كامل بيننا، وبخاصة في حرب العراق، والكويت كانت الدولة الوحيدة التي ساندت الأميركيين حتى من خلال حلف شمال الأطلسي (الناتو). وزيارة أبي زيد الليلة نرحب بها جداً، وكانت مقابلته مثمرة مع سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وكذلك مع سيدي سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ومع سيدي سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح".
وأضاف: "هذه الزيارات دائماً متبادلة بين القيادة الأميركية والقيادة الكويتية، ونحن لدينا معاهدات أمنية مع الولايات المتحدة منذ زمن طويل، وتعود إلى ما قبل تحرير الكويت، فزيارة الجنرال أبي زيد إلى الكويت ليست بغريبة، ونحن من جهتنا نرحب بإخواننا الأميركيين والقوات الأميركية الموجودة على أرضنا لحماية الكويت من أي عدوان عليها".
من اللقاء:
* رفض الجنرال جون أبي زيد الإجابة عن أكثر من أربعة أسئلة وعندما قلت له إن لي حقاً عليك كوني لبنانياً بادر إلى سؤالي بالعربية من أي منطقة من لبنان أنت؟ طبعاً لم يعرف القرية التي أقطن بها فهو يحمل الجنسية الأميركية بعدما هاجر جده مع عائلته إلى الولايات المتحدة التي ولد فيها. لكنه يحفظ اسم "دوما" القرية اللبنانية التي يتحدر منها جده، وبالتالي أجاب عن بعض الأسئلة.
* لم تبد هناك أي مرافقة ظاهرة للعيان للجنرال جون أبي زيد فقد كان يرتدي وفريقه الأمني زياً مدنياً.
* حضر العشاء بعض الضباط الأميركيين من القوات الموجودة في الكويت وهم يرتادون الزي العربي الذي يراه أحدهم بـ"أنه مريح" ولا يلبسه إلا في هكذا مناسبات، حتى أن أحدهم كان يشرح لأحد أعضاء فريق أبي زيد مما تتكون أكلة "الكشري" المصرية، وقد سهل عليه حفظ محتوياتها لكنه أخذ وقتاً كي يحفظ اسمها.