صدام يرفض شهادات خبراء اميركيين لانهم خصوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : طعن الرئيس العراقي السابق صدام حسين بشهادات خبراء اميركيين وقال انهم خصوم كما شكك بتاكيدات احدهم قام بفحص هياكل عظمية لاكراد عراقيين عثر عليها في مقابر جماعية و قال ان معظم الضحايا قتلوا باطلاق الرصاص على رؤوسهم وانه عثر على جثث 183 طفلا في ثلاث مقابر تقل اعمارهم عن 13 عاما وام اعدمت وهي حامل وعثر على عظام جنينها .. وذلك قبل ان تؤجل المحكمة الجنائية العراقية جلستها السادسة والعشرين اليوم الى الاثنين المقبلللنظر في قضية ابادة 180 الف كردي عام 1988 المتهم فيها صدام وستة من كبار مساعديه حيث استمعت لحد الان الى اقوال 85 مشتكيا وشاهدا وخبيرا اجنبيا منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من اب (اغسطس) الماضي .
صدام يشكك في المعلومات عن المقابر الجماعية
وقد شكك الرئيس السابق صدام حسين في الشهادة التي قدمها الخبير معترضا على بعض المقاطع التوضيحية التي عرضها الخبير قائلا إنها "لضحايا خارج قضية الأنفال.. وهي خارج اختصاص المحاكمة" إلا أن القاضي العريبي لم يعلق على هذا الإعتراض .. واستمر الخبير في عرضه للشرائح التوضيحية . ثم عاد صدام للقول ان الخبير عرض صورا عاما لحفر ولذلك يجب ان يقدم على الخارطة امكنة المقابر بالضبط .. فرد الخبير بان هذه المعلومات موجودة كلها في التقرير الذي قدمه الى المحكمة .. فقال القاضي انه يمكن للمحامين ان يطلعوا على التقارير . ثم سال صدام الخبير عن المسافة التي تفصل كل مقبرة عثر عليها في الموصل عن الطريق العام للمنطقة فاوضح الخبير ان هذا كله مذكور في التقرير الذي لايتذكر تفاصيله . فاسل صدام اذا كان يستطيع الحصول على نسخة من التقرير فاشار القاضي الى ان نسخة من التقرير موجود لدى محاميه ويمكن الاطلاع عليه .
واضاف صدام ان المحكمة تشكلت حول عمليات الانفال العسكرية متساءلا عن سبب تقاطر الاميركان للشهادة حول مقابر جماعية خارج سياق التهمة .. وتساءل قائلا هل دمجت القضيتان" .. فاوضح القاضي ان المحكمة هي التي تقرر ماتراه مناسبا . ثم اشار المدعي العام الى ان المقابر الجماعية هي نتاج لعمليات الانفال ومرتبطة بها وليست مستقلة عنها .
وقال صدام حسين انه لاعلاقة له بالمقابر لكنه يريد ان يوضح الامر للراي العام وطلب من رئاسة المحكمة ان تكتفي بشهادة الخبراء الاميركان والانتقال الى خبراء دوليين محايدين ليفحصوا ما يقال انها مقابر جماعية اخرى لم تفحص . واكد صدام انه يطعن في جميع شهادات الخبراء الاميركان وبامكاناتهم واختصاصهم لانهم خصوم اضافى الى ان العراقيين يشككون باقوالهم .
شهادة خبير اميركي في الطب الشرعي
واستمعت المحكمة الى شهادة مطولة وخطيرة لخبير الاميركي مايكل تريبل في الطب العدلي والادلة الجنائية تحدث فيها عن نتائج فحصه لهياكل عظمية لرجال ونساء واطفال عثر عليها في مقابر جماعية بشمال العراق في الموصل وجنوبه في المثنى .
ثم عرض الخبير صورا لبقايا هيكل عظمية عثر عليها في مقابر جماعية بالقرب من مدينة الموصل الشمالية وقال ان فحوصاته عليها تشير الى ان 67% من الضحايا قتلوا برصاصات من بنادق رشاشة في الراس وبينهم اطفال عديدون اما الاخرين فانهم قتلوا بوسائل اخرى مثل الضرب بقطع حديدية او باعقاب البنادق .
كما قدم صورا لجماجم ضحايا وكانت اعينها مازالت معصوبة العينين وعرض هويات لضحايا وبقايا ملابس وكان بينهم اطفال وحديثي السن . واشار الى ان عددا من الجثث قد اصيبت بحوالي 18 رصاصة في انحاء متفرقة من اجسادهم موضحا ان البعض من الضحايا كانوا مقيدي الايدي الى الخلف . كما قدم شرحا لفحوصاته على جثث وجدت في مقبرة جماعية كبيرة بمحافظة المثنى الجنوبية (السماوة) عرض صورا لها . واكد ان الفحوصات اثبتت ان عمليات الاعدام الجماعي كانت منظمة بشكل متقن وحفرها تم حفرها بشفلات .
واضاف الخبير تريبل ان هناك قبور جماعية عدة في صحراء السماوة القريبة من السعودية حيث احتجز في معتقل "نقرة السلمان" الاف الاكراد في اواخر عقد الثمانينات .. واكد انه في احدى المقابر هناك انتشلت 114 جثة كان بينها اثنين لرجال و27 امراة بينهن واحدة حامل وجدت عظام الجنين في بطنها وكان عمره بين 36 و40 اسبوعا أي انه كان على وشك الولادة اضافة الى 85 طفلا تقل اعمارهم عن 13 عاما . واشار الى ان انتشار مظاريف الرصاص الذي اطلق على الضحايا يوضح ان منفذي الاعدام كانوا يقفون في الجهة الجنوبية من المقبرة الجماعية . وعرض صور بقايا لجثث اطفال تراوحت اعمارهم بين 5 و 6 سنوات وقد اصيبوا بالرصاص في مناطق مختلفة من اجسادهم .
واضاف ان الفحوصات اظهرت ان معدات الية ثقيلة قامت بحفر هذه المقابر الجماعية وان مطم الضحايا كانوا من النساء والاطفال المقيدي الايدي والمعصوبي العينين وقد اعدموا بمسدسات وبنادق الية ثم اهيل عليهم التراب .
وعلق رئيس الادعاء العام منقذ ال فرعون على كلام الخبير بالقول انه مبهور بالادلة التي قدمها ووجه سؤالا له فيما اذا كان الضحايا قد قتلوا في هذه المقابر الجماعية التي فحصها ام انهم نقلوا اليها من مناطق اخرى .. فاكد الخبير ان جميع الجثث هي لضحايا قتلوا في هذه المقابر نفسها وانه تم العثور على الاف المقتنيات العائدة للضحايا والتي عثر عليها في المقابر وكان بينها لعب للاطفال . وهنا علق المدعي العام قائلا ان ذلك يؤكد ان الضحايا قد اسروا او سلموا انفسهم الى السلطات لكنهم اعدموا بعد ذلك .
وقد اشاد محامو الضحايا باقوال الخبير وجهوده للكشف عن هذه المقابر .. ووجه له احدهم سؤالا فيما اذا كان قد تم العبث بهذه القبور قبل وصوله اليها فاوضح الخبير ان جميع كل القبور كانت سليمة ولم تبش او تمس من قبل أي شخص . واضاف ان هناك الكثير من المقابر الاخرى التي لم يتم فحصها لحد الان . وطالب المحامين بالبء بالاستماع الى اقوال المتهمين لان القضية استكملت جوانبها بحسب رأيه .
وردا على سؤال لفريق الدفاع عن المتهمين فيما اذا كان يستطيع تحديد تاريخ الاعدامات فاجاب الخبير انه لايستطيع تحديد بوم معين لكنه يؤكد انها حدثت بين عامي 1988 و1989 . وطعن الدفاع بشهادة الخبير لانه ينتمي الى الجيش الاميركي وهذا الجيش في خصومه مع العراق في عام 1993 عندما بدا عمله وطلب استبعاد اقواله .
وسال علي حسن المجيد (الملقب بالكيمياوي) فيما اذا كانت صور الملابس التي عرضت للضحايا هي فعلا لهم ام انها صممت على شكل تلك التي اكتشفت في المقابر .. فاوضح الخبير ان الملابس هي نفسها التي وجدت على الهياكل العظمية التي وجدت في المقابر الجماعية .
وكانت جلسة امس قد شهدت الاستماع الى اقوال خبير اميركي واخر طبيب اميركي من اصل عراقي كردي اجريا فحوصات على مصابين اكراد يالاسلحة العراقية وعلى رفات بقايا جثث دفنت في مقابر جماعية عام 1988 فاكدا وجود اثار استخدام اسلحة كيمياوية وغاز الاعصاب والخردل مما ترك اثارا مرضية خطيرة على المصابين .
كما شهدت الجلسة جدلاً حاداً بين رئيس المحكمة ومحامي الدفاع بديع عارف قرر رئيس المحكمة على أثرها توقيف المحامي لمدة 24 ساعة لمخالفته آداب المهنة ورفع الواقعة للتحقيق من قبل الجهات المختصة بشؤون المحامين .. لكن القاضي عدل عن قراره في جلسة بعد الظهر وسمح للمحامي بالعودة الى المحكمة . وكان المحامي قد أصر على مخاطبة هيئة الإدعاء بلفظ "الإخوان" وهو ما اعترض عليه رئيس المحكمة موضحاً أن هذا الأسلوب لا يتسق مع التقاليد السائدة في القضاء العراقي.
المتهمون في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرون بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".