أخبار

الحكيم : لا نريد دولة شيعية تقصي السنة ولا سنية تقصي الشيعة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


أسامة مهدي من لندن : اكد السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم رفضه لدولة طائفية في العراق سواء كانت شيعية او سنية وشدد على العمل من اجل الوقوف بوجه أي محاولات لتجزئة بلاده وندد بعمليات القتل على الهوية الطائفية مشددا على ان حل المشكلة العراقية لن يتحقق الا في العراق ومن خلال ابنائه انفسهم والجهود العربية في هذا المجال يجب ان تكون لمساعدة العراقيين وليس بديلا عن الحل العراقي .

واضاف الحكيم في خطاب القاه في مسجد الملك حسين في عمان بعد صلاة الجمعة اليوم قبيل مغادرته الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش الاثنين المقبل ان الشيعة والسنة في العراق متداخلون فالعشيرة العراقية الواحدة فيها من الشيعة مثلما فيها من السنة والعوائل الشيعية تتزاوج من العوائل السنية والعكس صحيح ايضا . واشار الى انه لذلك فان النسيج العراقي واحد غير قابل للتفكيك وكل الدعوات والمخاوف من اندلاع حرب طائفية لن تقلل من هذه الحقيقة وهي ان العراقيين سيبقون اقوى من كل المحاولات التي تريد تمزيقهم لان اندلاع مثل هذه الحرب ليس فقط ستحرق الجميع بل ستؤدي ايضا الى تهديد الامن في كل المنطقة ودفعها الى متاهات لا يُعلم مداها.

وشدد على الحرص على وحدة العراق ارضا وشعباً "وقد وقفنا وسنقف امام اي محاولة لتجزئة العراق لان قوّتنا جميعاً تكمن في ان يكون العراق واحدا موحّدا ونحن حريصون كذلك على بناء دولة القانون البعيدة عن التمييز المذهبي لاننا لانريد دولة شيعية تقصي السنة ولا دولة سنية تقصي الشيعة بل نريد دولة يشارك فيها الجميع دولة تخدم الجميع وتدافع عنهم وتعبر عن ارادتهم".

ودان الحكيم عمليات القتل على اساس الهوية المذهبية وقال ان العراق للعراقيين جميعاً وللعرب والمسلمين . واكد ان حل المشكلة في العراق لن يتحقق الاّ في بغداد ومن خلال العراقيين انفسهم وكل الجهود الخيرة التي تبذل من هذا الطرف الاقليمي او الدولي يجب ان تكون عاملاً مساعداً للحل لا ان تكون بديلاً عن الحل العراقي للمشكلة والمحنة التي يعاني منها العراقيون .

وفيما يلي نص خطبة الحكيم التي ارسلت الى "ايلاف" :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين.
السلام عليكم ايها الاخوة المؤمنون ورحمة الله وبركاته.
اقف اليوم بينكم ايها الاشقاء العرب والاردنيون المؤمنون لانقل اليكم رسالة الشعب العراقي الممتحن بشتى المصائب والويلات.
ايها الاخوة الاعزاء،ان الرسالة التي احملها اليها من الشعب العراقي هي رسالة الحب والاخاء والود الصادق، وهي رسالة المسلم الى اخيه المسلم.وهي رسالة التعاون على الخير والبرّ والتقوى كما امرنا الله سبحانه وتعالى.
اننا ايها الاُخوة الاعزاء ومن هذا المنبر نؤكد لكم ولكل العالم اننا تعرضنا ومنذ ثلاثة سنين لحرب ابادة شنّها علينا عناصرالقاعدة التكفيريون والصداميّون الذين ركّزوا كل عملياتهم الارهابية ضد اتباع اهل البيت عليهم السلام ،وقتلوا خيرة رجالنا وعلمائنا ، كل ذلك من اجل اذكاء الفتنة الطائفية في العراق، ولكننا وقفنا امام ذلك وقفة الرجل المسوؤل الذي يعض على جراحه من اجل الابقاء على عُرى الاخوة ووشائج العلاقة الوطنية التي عرفها العراقيون بكل مكوناتهم طيلة قرون من الزمن،حتى فجّر هؤلاء مرقد الامامين علي الهادي،والحسن العسكري(ع)، فلم يتحمّل العراقيون هذه الجريمة الكبرى التي تمسّ الصميم من عقيدتهم بأئمة اهل البيت،فاندلع العنف المقابل كرد فعل على الجرائم التي ترتكب،وقد عملت مرجعياتنا الدينية ونحن معهم من اجل ضبط الاوضاع ووضع حدّ لعمليات القتل المتبادل، وما زلنا نعمل من اجل تطويق هذه الحالة ،لاننا نؤمن بحرمة الدم المسلم وهو ما اكد عليه القرآن العظيم والسنة النبوية المطهرة وسيرة اهل البيت عليهم السلام.

اننا ندين ونرفض اشدّ الرفض القتل على اساس الهوية المذهبية ،ونؤكد هنا ان منهجنا الذي تعلمناه من ائمة اهل البيت هو منهج الوحدة الاسلامية ، وان الامل معقود بابناء اهل البيت من علماء ومفكرين ومسؤولين لتعزيز هذا المنهج( منهج التقريب بين المذاهب وتعزيز وحدة المسلمين)في عالمنا اليوم لمواجهة فكر التفكير والاقصاء والقتل والذبح على الهوية.
ايها الاخوة ان الشيعة والسنة في العراق متداخلون فالعشيرة العراقية الواحدة فيها من الشيعة مثلما فيها من السنة، والعوائل الشيعية تتزاوج من العوائل السنية والعكس صحيح ايضا،ولذلك فان النسيج العراقي واحد غير قابل للتفكيك،وكل الدعوات والمخاوف من اندلاع حرب طائفية والتي تنطلق هنا وهناك بدافع الحرص على العراقيين، او بدوافع اخرى لن تقلل من هذه الحقيقة ،وهي ان العراقيين سيبقون اقوى من كل المحاولات التي تريد تمزيقهم ،لان اندلاع مثل هذه الحرب ليس فقط ستحرق الجميع بل ستؤدي ايضا الى تهديد الامن في كل المنطقة ودفعها الى متاهات لا يُعلم مداها.

اننا نعتقد ان ما تم اقراره في مؤتمر عمّان حول شرعية العمل بكل المذاهب الاسلامية الثمانية شئ مهم وتطور ايجابي على صعيد التوحيد بين المسلمين ، ونعتقد ان وثيقة مكةّ جاءت مكملة لهذا الجهد الخيّر، وان وثيقة عماّن تحتاج الى اقرار من قبل كل مشايخ الاسلام وعلماء المسلمين مثلما فعلت المرجعية الدينية في النجف الاشرف وشيخ الازهر الشريف.
لقد تعرضتم ايها الاخوة في الاردن الشقيق الى بعض ما اصابنا من جرائم التكفيريين ،الذين اتبعوا منهجا خطيرا ومدمرا وهو يخدم اعداء الاسلام والامة بوعي منها او بدون وعي ،وعلينا جميعا ان نقف سنة وشيعة امام هذا المنهج الذي بدأ يتغلغل في جسد الامة .

اننا حريصون كل الحرص على وحدة العراق، ارضا وشعباً، وقد وقفنا وسنقف امام اي محاولة لتجزئة العراق ، لان قوّتنا جميعاً تكمن في ان يكون العراق واحدا موحّدا،، ونخن حريصون كذلك على بناء دولة القانون البعيدة عن التمييز المذهبي ،لاننا لانريد دولة شيعية تقصي السنة ولا دولة سنية تقصي الشيعة بل نريد دولة يشارك فيها الجميع ،دولة تخدم الجميع وتدافع عنهم وتعبر عن ارادتهم.
لقد اكّنا على منهجنا التقريبي في اكثر من مناسبة وعبر تاريخ طويل من التجارب التي عاشتها الامة،فأنا انتمي الى عائلة قتل منها النظام السابق اكثر من اثنين وستين شخصاً ثمانية منهم فقط اشقائي، ووالدي الامام الحكيم الذي يعرفه الكبار حرّم على العراقيين قتل الاخوة الكرد في موقف معروف ومشهور، وانا اليوم لا اطلب جاهاً ولا موقعاً ، وقد كان بامكاني ان اتبوء اي موقع اريد في النظام الجديد في العراق ، ولكنني نذرت نفسي من اجل خدمة العراقيين ، وقد قدمنا الشهداء من اجل ذلك وسوف استمر على هذا المنهج ، لانه منهج مراجع الاسلام ، ومنهج الامام السيد محسن الحكيم في الدفاع عن شؤون المسلمين في كل العالم .

ان ما نطلبه من اخوتنا العرب الذين تهمهم وحدة العراقيين وينشدون الاستقرار في العراق، هو مساعدتنا جميعاً في تحقيق ذلك، وذلك بالوعي اولاً بطبيعة المؤامرات التي تنسج ضد العراقيين جميعاً، واحترام ارادة العراقيين الذين عبروا عنها بالطرق الديمقراطية ،وبالوقوف ضد الاجهزة الاعلامية التي تروج للفتنة الطائفية في العراق،واخرها ما نقلته هذه الاجهزة من تصريحات لم نقلها حول اخوتنا السنة في العراق.
اننا ندعو ومن هذا المنبر ولتعزيز وحدة العراقيين وتأكيد وفائهم لرسول الله وابنائه الكرام البررة الى ارتفاع الاصوات الخيّرة المطالبة بالتعجيل ببناء مرقد الامامين العسكريين في سامراء ،ليكون بناءه سبيل خير يوصلنا الى الوحدة بعد ان كان هدمهما نذير شؤم وتفرقة لوحدة العراقيين والمسلمين ،وندعو كل المسلمين لمباركة هذا المشروع باعتاره عملا صالحا موحدا للمسلمين يمثل جزءاً من الوفاء لذوي القربى كما دعانا القرآن الكريم الى ذلك.

ان الفيدرالية التي قبلها العراقيون من خلال استفتاء حرّ صوّتوا عليه بالاغلبية بجميع مكوناتهم المذهبية والقومية، هي شكل من اشكال النظام الاداري للبلد ، وقد وضعنا كل الضمانات اللازمة في الدستور التي تمنع تجزئة العراق ، ومن تلك الضمانات هي موافقة الشعب العراقي من خلال استفتاء في التحول الى الفيدرالية ، كما اكدّ الدستور على ان ثروات العراق ومنها النفط هي ثروة لكل العراقيين على محافظاتهم وحسب نسبهم السكانية . وليس ثروة لمحافظة دون اخرى، بالاضافة الى الضمانات الاخرى الكثيرة .
اننا نؤكد هنا وللجميع : للعراقيين جميعاً،وللعرب والمسلمين،ولكل القوى الدولية والاقليمية ، ان حل المشكلة في العراق لن يتحقق الاّ في بغداد ومن خلال العراقيين انفسهم،وكل الجهود الخيرة التي تبذل من هذا الطرف الاقليمي او الدولي يجب ان تكون عاملاً مساعداً للحل ، لا ان تكون بديلاً عن الحل العراقي للمشكلة والمحنة التي يعاني منها العراقيون .
اننا نرحّب بكل جهد خيّر اقليمي او دولي ونريده ان يكون جزءً من الحلّ، وليس عبئاً اضافياً من المشكلة .
لقد وجدنا هنا في المملكة الاردنية الهاشمية وابتداءً من جلالة الملك عبد الله الثاني وانتهاءً بالسادة من اعضاء الحكومة والبرلمان تفهمّاً عالياً للمعاناة العراقية ورغبة صادقة في المساعدة على الحلّ، ونحن نرحب بهذه الرغبة الصادقة ، ونأمل منها خيراً انشاء الله.
ايها الاخوة ان العراق لن ينفك عن هويته العربية والاسلامية،ولن ينفك عن ارث عريق من علاقاته العربية والاسلامية،ونؤكد لكم ان العراق لن يكون سوى العراق، العراق المستقل بارادة شعبه،العراق الصديق لجميع الخيرين شعوبا وحكومات، العراق الذي يجد فيه الجميع الاخ والشقيق والصديق.
لانريد للعراق ان يتحول الى منطلق للعدوان على اي طرف اقليمي او دولي، ولا ساحة لتصفية الحسابات بين القوى .
نريد عراقاً مستقلاً،موحدا،مستقراً،يتآخى فيه الجميع على قاعدة ان العراق لكل العراقيين،عراقا تشارك جميع مكوناته بادارته من خلال الوسائل الديمقراطية.
هذه رسالة الشعب العراقي لكم ، فهل ستساعدوننا على تحقيق ما نريد ، املنا اكيد انكم تريدون ذلك وانكم تستطيعون ذلك ايضا ً.اشكركم على اصغائكم واتاحتكم هذه الفرصة الثمينة للقاء بكم .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف