أخبار

إشتباك صحافي بين ألمانيا وبولندا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الياس توما من براغ : دخل البولنديون والألمان في خلاف جديد لكن أصحاب هذا الخلاف ليسوا رجال السياسة كما حدث في السابق عدة مرات وإنما رجال الإعلام ولاسيما من النوع المتخصص بالمقالات والرسوم الساخرة والبداية كانت من ألمانيا .

فقبل عدة أيام نشرت صحيفة " دي فيلت " على موقعها على الانترنت 12 نصيحة حول كيفية مساعدة الألمان في تحسين العلاقات بين ألمانيا وبولندا وذلك تحت عنوان : " هكذا سيحبوننا البولنديون من جديد بشكل مؤكد " أما محتوى هذه النصائح فقد كانت متخمة بالسخرية من الجيران البولنديين وانطلقت في مضمونها من بعض المواصفات والخصائص التي يتميز بها البولنديون أو على الأقل من الرؤية الألمانية لهم فإحدى النصائح نصحت الألمان بعدم اقفال أبواب سيارتهم حتى يحبونهم البولنديون في إشارة إلى السرقات الكثيرة التي يمارسها بولنديون في ألمانيا ونصيحة أخرى دعت الألمان إلى دعم مطالب البولنديين في الأمم المتحدة بتملك القطبين الشمالي والجنوبي وأخرى نصحت بالمساعدة على مد خط غاز من الفودكا من روسيا مباشرة عبر الأراضي البولندية كنوع من المراضاة للبولنديين الذين غضبوا من الاتفاق الذي تم بين الروس والألمان على تمديد خط غاز مباشر من روسيا إلى ألمانيا لكن عبر بحر البلطيق وبالتالي تجنب المرور بالأراضي البولندية .

وعلى الرغم من أن النصائح اقترنت بنص غير عقلاني إلا أن الدبلوماسيين البولنديين في برلين لم يبدو " تفهما " لهذا النوع من الصحافة الساخرة وقام السفير البولندي ماريك برافدا بالشكوى رسميا على أصحاب المقال

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل رد الصحافيون البولنديون الصاع صاعين إلى زملائهم الألمان حيث بادرت أيضا صحيفة " سوبر اكسبرس " البولندية إلى نصيحة البولنديين بما يتوجب عليهم عمله لكسب ود الجار البولندي في لهجة متخمة أيضا بالسخرية من الألمان وبنفس الوقت تكشف بعض خصال الألمان التي يعرفها البولنديون وأيضا العديد من سكان الدول الأوروبية فإحدى الوصايا نصحت بتمديد اللعب في مباريات كرة القدم التي تجري بين البلدين إلى أن يتمكن الألمان من تسديد هدف وأخرى نصحت بتنظيم مستبقة حول أي أنواع الخضار يشبه المستشارة الاتحادية الألمانية كما نصحت نصيحة أخرى بتوزيع سدادات للآذان في كل حانة أوروبية كي يتمكن الألمان من اللهو والتسلية بصوت عالي كعادتهم من دون أن ينزعج الآخرين منهم كما نصحت إحدى النصائح بالتقدم برجاء إلى بابا الفاتيكان الألماني الجنسية كي يعلم الألمان اللغة البولندية كي يتمكنوا اخيرا من الافتخار بأنهم يجيدون لغة أخرى غير الألمانية .

ويرى السفير البولندي في برلين أن " دي فيلت " قد أهانت البولنديين بهذا المقال الساخر فيما رأى نائب وزير الخارجية البولندي بافيل كوفال أن من حق وارسو الرد على هذا النوع من " الاستهزاء " أما صاحبي المقال الساخر الألمانيين ماتياس هيني وجوزيف ايجليس فقد اعتبرا أن رد الفعل البولندي كان لطيفا جدا لأنه يشير حسبهما إلى أن البولنديين ليسوا أصماء كالألمان تجاه وسائل الإعلام و لكنهما أشارا في نفس الوقت إلى أنهما في الأشهر القليلة الماضية كتبا مقلات ساخرة أيضا بحق كوريا الشمالية وإيران واللوكسمبورغ وبحق البابا وأيضا بحق الحكومة و ألمانيا لكن ذلك لم يثر أي رد فعل رسمي ولذلك دعيا حكومات كوريا الشمالية وإيران واللوكسمبورغ إلى الاحتجاج رسميا

و لا يعتبر هذا "الاشتباك الصحفي " الأول من نوعه بين وارسو وبرلين ففي نهاية حزيران يونيو الماضي نشرت صحيفة تاغيس زيتونغ البرلينية أيضا مقالا ساخرا طال الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي حمل عنوان " البطاطا الألمانية الجديدة " الأمر الذي أدى حسب صحف وارسو إلى مقاطعة الرئيس البولندي للقمة التي كانت مقررة في ألمانيا بينه وبين الرئيس الفرنسي والمستشارة الاتحادية الألمانية أما التبرير الرسمي الذي قدمه قصر الرئاسة البولندي فكان أن " الرئيس لم يتمكن من المشاركة بسبب مرضه ".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف