خلف لـ(إيلاف): الساحة الفلسطينية تتجه لسياسة كسر العظم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حماس ستحل السلطة إذا أتخذ عباس أي خيار
خلف لـ(إيلاف): الساحة الفلسطينية تتجه لسياسة كسر العظم
اسرائيل تتابع التطورات في لبنان باكبر قدر من الانتباه
وصول سيغولين روايال الى اسرائيل
سمية درويش من غزة: قال المحلل السياسي والباحث الفلسطيني سميح خلف في مقابلة خاصة مع "إيلاف" ، بان الساحة الفلسطينية تتجه إلى سياسة كسر العظم وحسم المواقف على الأرض بين حماس والقوى الممانعة ، ونهج الرئاسة وتياره في الساحة الفلسطينية. ولفت إلى أن التصعيد يتجه نحو الهاوية بوتيرة متصاعدة وغير مرتبة ، خاصة بعد زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيتة كونداليزا رايس للمنطقة ، وتتابع الوفود الأوروبية ، ووصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قطاع غزة ، كلها مؤشرات تدعو إلى غاية من القلق.
وأوضح خلف ، بان المنطقة تشهد تدخل إقليمي ودولي واضح ومباشر في الأوضاع الفلسطينية واللبنانية على حد سواء ، متوقعا أن يأخذ التدخل الإقليمي دورا واضحا في الساحة سواء على صعيد حماس أو على صعيد فتح ، وأنه سيكون هناك تدخلا أردنيا في الضفة الغربية لصالح الرئاسة ، وأنه سيكون هناك مؤشر لخوض مفاوضات مع إسرائيل على قاعدة انسحابات إسرائيلية متعددة من المدن وبعض المستوطنات الهامشية في الضفة.
دعم مالي وناري
وقال المحلل السياسي ، أن الدعم المادي سيصل إلى الرئاسة بغزارة وللأجهزة التابعة ، وكذلك الأسلحة والبرهان على ذلك ما قيل في الأسبوع الماضي عن موافقة إسرائيل لدخول لواء بدر من الساحة الأردنية إلى قطاع غزة ، مبينا أن هذا اللواء بداية سيتمركز في الضفة.
وأوضح بأنه كان مطلوب من حكومة الوحدة الوطنية أن يفصل عليها ثوبا نموذجيا لمطالب الرباعية وأميركا وإسرائيل ، وعندما عجزت الرئاسة عن تحقيق ذلك كان التمهيد بمجمل القرارات التي منحت للرئيس الفلسطيني عباس كقائدا لحركة فتح وكقائدا لمنظمة التحرير ورئيسا للسلطة ، مشيرا إلى ان القرارات اتخذت مسبقا قبل انهيار المحادثات والمفاوضات بخصوص حكومة الوحدة الوطنية لتمهد لدور أكبر للرئيس الفلسطيني في تحديد الخيارات التي يمكن التعامل بها إذا لم تنسجم نتائج المفاوضات حول حكومة الوحدة الوطنية على ما تطلبه الرباعية وإسرائيل.
ثورة داخلية
ولفت خلف ، الى أن الطرفين ليسا جادين في الوصول إلى حكومة وحدة وطنية ولأن الخيار الوسيط معدوم من كلا الاتجاهين ، فحينما تقاس القضية بمقاييس الحقوق للشعب الفلسطيني لا تستطيع حماس أن تفرط بنظامها الداخلي أولا وببرنامجها ، وأما فتح أيضا بنيتها القيادية المكبلة بأوسلو وشباكها لا تستطيع التملص من التزاماتها السياسية والأمنية والاقتصادية تجاه كل الاتفاقيات المبرمة مع الجانب الإسرائيلي ، ولذلك محكوم على تلك المفاوضات بالفشل وكذلك وثيقة الأسرى ووثيقة الوفاق الوطني لأن تلك الوثائق لم تعالج جوهر المشكلة والخلاف السياسي في البرنامجين.
ونوه خلف ، إلى ان فتح في بنيتها الحالية لن تستطيع الخروج من الهيمنة الإقليمية والدولية بحكم تركيبتها القيادية وبحكم جميع المظاهر التي أصيبت بها حركة فتح ، وليس لها خيار إلا بثورة داخلية في داخل أطرها تتوافق أطروحاتها مع الاستحقاقات الوطنية الفلسطينية ومع برنامجها النضالي كأهداف ومنطلقات وأدبيات ونظام.
انهيار السلطة
كما لفت الى أن حماس ستتبع أسلوبا آخر إذا أستخدم الرئيس الفلسطيني خيارات أخرى بالقصر كحكومة طوارئ أو حكومة تكنوقراط ، أو أي مدخل للخروج عن واقع الانتخابات التي أجريت قبل عدة أشهر.
وأضاف خلف لمراسلة "إيلاف" بغزة ، بان حماس التي يمكن أن تنقل قيادتها السياسية إلى الخارج ليكون لديها مساحة من الحركة بعيدا عن السيطرة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في داخل غزة والضفة ، يعني ذلك أيضا أن حماس ستواجه الموقف وببساطة فهي تعتبره انقلاب على الديمقراطية وعلى خيارات الشعب الفلسطيني من ناحية ، ومن ناحية أخرى فهي ستواجه أي خيار يتخذه الرئيس خارج إرادتها بالقوة أيضا.
وأكد بان هذه القوة يمكن أن تتجه إلى إسرائيل من قصف بالصواريخ والعمليات العسكرية الأخرى لكي تحبط أي تحرك لقوى الأمن الفلسطينية التابعة للرئاسة في داخل غزة ، ولكن مما لا يشك فيه أن الأمور تسير نحو المواجهة لفرضيات داخلية وإقليمية.
وأشار إلى ان المنطقة تشهد الآن صراعا تقوده أميركا وأوروبا في المنطقة ضد التيار الممانع وهذه هي الفوضى الخلاقة أو البناءة التي دعت إليها رايس وتريد من خلالها كبح جماح الطموح الإيراني في المنطقة من جانب ، ومن جانب آخر حفظ السلامة للدولة اليهودية على أرض فلسطين ، وثالثا حماية أنظمة عربية موالية ، منوها إلى ما يحدث في لبنان وفلسطين من ممانعة ، وأن مؤثراتها ستهدد أنظمة صديقة لأميركا في المنطقة وستؤثر في النهاية أمنيا واقتصاديا على مصالحها أيضا. وأكد خلف ، بان غزة واقعة في بؤرة صراع الإرادات على الأرض ، وخرجت القضية الفلسطينية من المفهوم الوطني إلى الصراع الإقليمي على مناطق النفوذ في منطقة الشرق الأوسط ، موضحا بأنه في النهاية لا يوجد حل سوى انهيار لسلطة الحكم الذاتي الفلسطينية ، وهذا ما ستعمل حماس عليه إذا أتخذ الرئيس الفلسطيني أي خيار من خياراته القادمة.