الهدنة بين إسرائيل والفلسطينيين تلفظ أنفاسها الأخيرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة : باتت الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تم التوصل إليها مطلع الأسبوع الماضي ، تلفظ أنفاسها الأخيرة بانتظار رصاصة الرحمة مع إصدار وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيرتس ، أوامره لجيشه بإطلاق النار في قطاع غزة ، وإصراره على مواصلة العمليات العسكرية في الضفة الغربية ، وإعلان حماس تعليق مشاركتها في المشاورات حول التهدئة الشاملة.
وحمل فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس ، إسرائيل مسؤولية تفجير الأوضاع الأمنية بين الجانبين من جديد ، لافتا إلى أن استمرار الاعتداءات على الضفة الغربية يؤكد أن إسرائيل لم تلتزم بشروط التهدئة ، وان عمليات القتل والاعتداءات والاجتياحات في الضفة الغربية تجعل التهدئة في مهب الريح. هذا وقد أعلنت حركة حماس اليوم عن تعليق مشاركتها في المشاورات حول التهدئة الشاملة ، وأضافت أن البحث في موضوع التهدئة الشاملة في هذه الظروف يأتي على حساب الوضع الفلسطيني الداخلي الذي يجب إعطاؤه الأولوية الأولى ، موضحة في بيان لها ، أن التهدئة الشاملة يجب أن تأتي في سياق برنامج وطني شامل للمرحلة القادمة ، ربما تكون التهدئة جزءا منه ، وهذا يتطلب وقتا كافيا لإنضاجه.
واستقبل الشارع الفلسطيني التهدئة بارتياح ، لاسيما وأنها جاءت بعد برك الدماء التي سالت في شمال ووسط وجنوب القطاع جراء الهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب اسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" ، مفضلين الاستمرار بوقف إطلاق النار كي يتسنى لهم العيش بسلام.
وبحسب بيان برهوم ، فان التهدئة التي تم التوافق عليها فلسطينيا تشمل قطاع غزة والضفة الغربية ، ولم تكن مقتصرة على قطاع غزة وأن تبقى الضفة الغربية مستباحة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، موضحا إن ما تم التوافق عليه من وقف لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة , مقابل وقف الهجمات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية. وقد أطلقت المدفعية الإسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة ظهر اليوم صوب شمال قطاع غزة ، في حين قصفت مجموعة مسلحة يعتقد بأنها من مجموعات كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح ، جنوب إسرائيل بصاروخ واحد على الأقل ، وذلك ردا على مواصلة البوارج الحربية الإسرائيلية إطلاق نيران أسلحتها في عرض البحر على الزوارق الفلسطينية ، واستمرار مسلسل الاعتقالات بالضفة الغربية . وقد اعترفت إسرائيل بسقوط الصاروخ ، مشيرة إلى انه سقط في منطقة مفتوحة من النقب الغربي دون ان يلحق إصابات او أضرار.
وكان تقرير إحصائي فلسطيني ، اظهر أن حصيلة الخروقات الإسرائيلية للتهدئة بلغت أكثر من 70 خرقا خلال الأسبوع الأول ، وقد تراوحت بين عمليات اغتيال ، وحملات اعتقال ، وعمليات توغل ، وهدم بيوت ومنشآت أخرى بحجة عدم الترخيص ، واستمرار القصف المدفعي لأراضي المواطنين في شمال قطاع غزة . ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" كبرى الصحف الإسرائيلية عن بيرتس قوله ، أنه لا يجري نقاش جدي في إسرائيل لتوسيع نطاق التهدئة من غزة إلى الضفة الغربية ، وذلك على خلفية استمرار التنظيمات الفلسطينية في المحاولات لتنفيذ عمليات داخل الأراضي المحتلة عام 48.
وأضاف بيرتس ، أن الفلسطينيين يحافظون على التهدئة بشكل جزئي، حيث أطلقت المقاومة الفلسطينية 15 صاروخا محلي الصنع ، منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار ، موضحا أن التهدئة جاءت نتيجة الضغط العسكري والمادي على السلطة الفلسطينية ، والذي حصل على تأييد دولي، على حد زعمه.
هذا وقد توقع الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي المختص في حقوق الإنسان ، قيام إسرائيل بعملية اغتيال بعد عدة أيام لأحد نشطاء الانتفاضة، وان الفلسطينيين سيردون برشقة من صواريخ القسام على سديروت. واستعرض ليفي ، عمليات الاغتيال التي قامت بها إسرائيل عقب كل هدنة تم الاتفاق عليها مع الفلسطينيين على مدار السنوات الماضية ، مؤكدا بدلا من أن تقوم إسرائيل بتثبيت وقف إطلاق النار هي تعمل على تخريبه ، موضحا في السياق ذاته ، بان وقف إطلاق النار سيء للجيش الإسرائيلي خصوصا عندما يكون نابعا من إخفاقاته كما في لبنان وغزة. وكانت إسرائيل قد قتلت أحد النشطاء الأسبوع الماضي ، وأعدمت مسنة جاوزت الخمسين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية ، فيما سقط فتيان في اليوم الخامس والسادس ، وتم اعتقال أكثر من 130 مواطنا وهدمت عددا من المباني والمنازل خلال عمليات توغل ودهم وتفتيش.
وقد طالبت جبهة النضال الشعبي ، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية ذات العلاقة بالتدخل لوقف سياسة الاعتقالات , داعية وزارة الأسرى ونادي الأسير بالعمل على فضح الممارسات القمعية من قبل قوات الاحتلال ضد المعتقلين وذويهم.