أخبار

الهدنة بين إسرائيل والفلسطينيين تلفظ أنفاسها الأخيرة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


سمية درويش من غزة : باتت الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تم التوصل إليها مطلع الأسبوع الماضي ، تلفظ أنفاسها الأخيرة بانتظار رصاصة الرحمة مع إصدار وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيرتس ، أوامره لجيشه بإطلاق النار في قطاع غزة ، وإصراره على مواصلة العمليات العسكرية في الضفة الغربية ، وإعلان حماس تعليق مشاركتها في المشاورات حول التهدئة الشاملة.

وحمل فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس ، إسرائيل مسؤولية تفجير الأوضاع الأمنية بين الجانبين من جديد ، لافتا إلى أن استمرار الاعتداءات على الضفة الغربية يؤكد أن إسرائيل لم تلتزم بشروط التهدئة ، وان عمليات القتل والاعتداءات والاجتياحات في الضفة الغربية تجعل التهدئة في مهب الريح. هذا وقد أعلنت حركة حماس اليوم عن تعليق مشاركتها في المشاورات حول التهدئة الشاملة ، وأضافت أن البحث في موضوع التهدئة الشاملة في هذه الظروف يأتي على حساب الوضع الفلسطيني الداخلي الذي يجب إعطاؤه الأولوية الأولى ، موضحة في بيان لها ، أن التهدئة الشاملة يجب أن تأتي في سياق برنامج وطني شامل للمرحلة القادمة ، ربما تكون التهدئة جزءا منه ، وهذا يتطلب وقتا كافيا لإنضاجه.

واستقبل الشارع الفلسطيني التهدئة بارتياح ، لاسيما وأنها جاءت بعد برك الدماء التي سالت في شمال ووسط وجنوب القطاع جراء الهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب اسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" ، مفضلين الاستمرار بوقف إطلاق النار كي يتسنى لهم العيش بسلام.
وبحسب بيان برهوم ، فان التهدئة التي تم التوافق عليها فلسطينيا تشمل قطاع غزة والضفة الغربية ، ولم تكن مقتصرة على قطاع غزة وأن تبقى الضفة الغربية مستباحة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، موضحا إن ما تم التوافق عليه من وقف لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة , مقابل وقف الهجمات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية. وقد أطلقت المدفعية الإسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة ظهر اليوم صوب شمال قطاع غزة ، في حين قصفت مجموعة مسلحة يعتقد بأنها من مجموعات كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح ، جنوب إسرائيل بصاروخ واحد على الأقل ، وذلك ردا على مواصلة البوارج الحربية الإسرائيلية إطلاق نيران أسلحتها في عرض البحر على الزوارق الفلسطينية ، واستمرار مسلسل الاعتقالات بالضفة الغربية . وقد اعترفت إسرائيل بسقوط الصاروخ ، مشيرة إلى انه سقط في منطقة مفتوحة من النقب الغربي دون ان يلحق إصابات او أضرار.


وكان تقرير إحصائي فلسطيني ، اظهر أن حصيلة الخروقات الإسرائيلية للتهدئة بلغت أكثر من 70 خرقا خلال الأسبوع الأول ، وقد تراوحت بين عمليات اغتيال ، وحملات اعتقال ، وعمليات توغل ، وهدم بيوت ومنشآت أخرى بحجة عدم الترخيص ، واستمرار القصف المدفعي لأراضي المواطنين في شمال قطاع غزة . ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" كبرى الصحف الإسرائيلية عن بيرتس قوله ، أنه لا يجري نقاش جدي في إسرائيل لتوسيع نطاق التهدئة من غزة إلى الضفة الغربية ، وذلك على خلفية استمرار التنظيمات الفلسطينية في المحاولات لتنفيذ عمليات داخل الأراضي المحتلة عام 48.
وأضاف بيرتس ، أن الفلسطينيين يحافظون على التهدئة بشكل جزئي، حيث أطلقت المقاومة الفلسطينية 15 صاروخا محلي الصنع ، منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار ، موضحا أن التهدئة جاءت نتيجة الضغط العسكري والمادي على السلطة الفلسطينية ، والذي حصل على تأييد دولي، على حد زعمه.

هذا وقد توقع الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي المختص في حقوق الإنسان ، قيام إسرائيل بعملية اغتيال بعد عدة أيام لأحد نشطاء الانتفاضة، وان الفلسطينيين سيردون برشقة من صواريخ القسام على سديروت. واستعرض ليفي ، عمليات الاغتيال التي قامت بها إسرائيل عقب كل هدنة تم الاتفاق عليها مع الفلسطينيين على مدار السنوات الماضية ، مؤكدا بدلا من أن تقوم إسرائيل بتثبيت وقف إطلاق النار هي تعمل على تخريبه ، موضحا في السياق ذاته ، بان وقف إطلاق النار سيء للجيش الإسرائيلي خصوصا عندما يكون نابعا من إخفاقاته كما في لبنان وغزة. وكانت إسرائيل قد قتلت أحد النشطاء الأسبوع الماضي ، وأعدمت مسنة جاوزت الخمسين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية ، فيما سقط فتيان في اليوم الخامس والسادس ، وتم اعتقال أكثر من 130 مواطنا وهدمت عددا من المباني والمنازل خلال عمليات توغل ودهم وتفتيش.
وقد طالبت جبهة النضال الشعبي ، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية ذات العلاقة بالتدخل لوقف سياسة الاعتقالات , داعية وزارة الأسرى ونادي الأسير بالعمل على فضح الممارسات القمعية من قبل قوات الاحتلال ضد المعتقلين وذويهم.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف