مبادرة تفتح باب الحوار بين الحكومة والمعارضة اللبنانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الياس يوسف من بيروت : نقل الأمين العام لـ"جبهة العمل الاسلامي" فتحي يكن مبادرة إلى الرئيس فؤاد السنيورة من "اللقاء الوطني" المشارك في "تحالف المعارضة"، والذي اجتمع أمس في دارة الرئيس عمر كرامي، وقال يكن إن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله وافق على هذه المبادرة التي ترتكز على ثلاثة قواعد، هي : العودة إلى الحوار أو التشاور، وعدم جواز إسقاط الحكومة في الشارع، وضرورة إيجاد حل لمشكلة الثلث الضامن أو المعطلmiddot;
وقد سارع "التيار الوطني الحر" الذي يترأسه النائب الجنرال ميشال عون سارع الى رفضها، او على الاقل التشكيك بها، محذراً من غعتبارها ناتجة من ضعف موقف المعارضين. ولم يشأ يكن الكشف عن طبيعة الافكار او المبادرة التي حملها، لكنه لفت الى آلية عمل ومنهجية سيتابع من خلالها المبادرة حتى ترى النور وتترجم عملياً وميدانياً، ولم يستبعد ان يعلنها في خطبته المقررة يوم الجمعة في اعتصام المعارضة middot;وأكد أن "اللقاء الوطني" الذي يضم رؤساء حكومة ونواباً سابقين فوضه عرض هذه المبادرة على رئيس الحكومة، مشيراً الى ان السيد نصر الله على علم بها، وهو ينتظر جواب الحكومة، "لأن الجميع مشدودون إلى مصلحة اللبنانية العليا ليخرج لبنان من النفق المخيف"، مؤكداً ان "تجاوب الحكومة هو تجاوب بلا حدود، وكذلك التجاوب لدى الفريق الآخر المعارض وهو تجاوب كبير، لأن الجميع يشعر بضرورة عدم وصول لبنانالى ما لا تحمد عقباه بحيث يصل الى ما وصل إليه العراق"middot;
وأوضح يكن ان مبادرته تعيد القضية الى آخر محطة من محطات طاولة التشاور والمتعلقة بقضية الثلث الضامن أو المعطلmiddot; لكن أوساط رئيس الحكومة نفت ان يكون يكن قد حمل مبادرة، مشيرة الى انه تحدث عن اهمية وضرورة إيجاد حل لتأجيل المواجهة في الشارع، معتبراً ان ما يجري في الشارع يعقد الامور وينعكس سلباً على عمل كل الناس، ويؤدي بلبنان الى الهلاك، وأنه شدد على ضرورة إيجاد مخرجmiddot;
وأضاف ان الرئيس السنيورة رجب بالتوجه الذي جاء به يكن، مؤكداً انه في الاساس منفتح على اي مقترح او مخرج للازمة، مشيراً الى انه سبق أن تقدم باقتراح لتوسيع الحكومة وفق صيغة 19 + 9 + 2، مؤكداً أن هذه الصيغة تضمن مشاركة صحيحة من الجميع، وتضمن في الوقت نفسه ميثاقية دور رئيس الحكومة وثبات الحكومة وإنتاجية عملهاmiddot;
ولفت الى ان هذه الصيغة تضمن عدم وجود ثلثين يجبر الثلث الآخر على أي موقفmiddot; وشدد الرئيس السنيورة على ضرورة البحث عن حل وتأجيل المشكلة في الشارع، وقال موجهاً حديثه الى يكن "انا انتظر منك جواباً"middot;
محضر اللقاء
وكشفت مصادر المجتمعين ان يكن استهل اللقاء بالقول: "يجب ان نسحب من الاخرين ذرائع اسقاط الحكومة، وانا اعتبر ان اسقاط الحكومة بالشارع وتغيير رئيس الحكومة خط احمر بالنسبة إلي كلبناني ومسلمmiddot; انا اعتبر ان الجميع يخطئ ووصل الخوف الى ان تستحضر مشاهد العراق في لبنان، وهذا يحرق الجميع لانه في مثل هذه الحالة لا احد سيتمكن من السيطرة على الوضعmiddot; والخروج من هذا الخطر لا يمكن ان يكون من خلال الشارع، يجب نزع الفتيل من الشارع، امس اجريت لقاء مع حسن نصر الله بناء لطلبه وبحثنا في المخارج، طلبت منه ان يخرج القضية من الشارع ويعيدها الى آخر حلقة من طاولة التشاور والحوار، في آخر جلسة كان الخلاف على الثلث الضامن او المعطل في الحكومة، علما انهم كانوا يقولون قبل بدء الاعتصام انه لا عودة الى الحوار قبل اسقاط الحكومة"middot;
أضاف: "حسن نصر الله يعتبر ان الثلث المعطل هو الضمان في القضايا الاستراتيجية الكبيرة والاقتصاد والقوى المسلحة واستقلالية القرار، وهو يضمن عدم تدخل هذا الثلث في القضايا الداخلية حيث يجب حفظ التوازنات بحل كريم، وهناك اقتراح سابق لحكومة من 30 وزيرا - 2 مستقلين و9 لقوى 8 آذار/مارس و19 لقوى 14 آذار/مارس، وهو مقبول للبحث"middot;
فرد الرئيس السنيورة: "انا حريص على لبنان وعروبته وصيغة الحوار الحقيقي، لدينا مصلحة في الانفتاح، وجمع الكلمة يريح المسلمين والمسيحيين، لقد امضينا كل حرب هذا الصيف ونحن ندافع عن البلد، حاليا المطلب هو حكومة الوحدة الوطنية، علما ان كل عمل مجلس الوزراء كان توافقيا وبالاجماع ما عدا المحكمة الدوليةmiddot; خلال 16 شهرا من العمل الحكومي تم كل شيء بالتوافق، صحيح انا اقترحت موضوع الوزراء المستقلين على الرئيس بري قبل نزولهم الى الشارع وهم اصروا على الثلث زائد واحد، وهذا يعني خطف الحكومة والقدرة على منعها من الاجتماع والقدرة على اقالتها ووضع الامور بيد رئيس الجمهورية"middot;
أضاف:"المشكلة هي مشكلة رئيس الجمهورية، هم يشككون ويخونون، ثم ينزلون الى الشارع ويأخذون البلد الى الهلاك وانا حريص على البلد، لا مجال الا ان نتحاور ونسعى الى التلاقي لا الى الطلاق، هل المطلوب اصطدام المسلمين بعضهم ببعض؟ انا كلبناني حريص على كل اللبنانيين ولدي ثلاثة اهداف: حضن الجميع، واستعادة الجميع الى كنف لبنان، واستعادة الجميع الى كنف العروبة. إن المواجهة ليست حلا، ثم من يقف معهم في العالم العربي سوى سورية؟ ومن معهم في العالم؟ لبنان يحتاج لدعم العرب والعالم الا يهمهم لبنان؟ انا احاول احتضانهم واقوم بكل ما يلزم من أجل لبنان"middot;
ثم طرح يكن سؤالاً حول كيفية ايجاد آلية مشروع على سحب الشارع، ولاحظ أن هناك آليات متعددة ويجب العودة الى آخر محطة حوارmiddot; فأكد السنيورة استعداده للبحث وسأل يكن ما هو اقتراحك، فأجاب: "الثلث الضامن على اساس اقتراحك فيه تطمين للجميع"middot; ورأى السنيورة أن "هذا الحل الرابح فيه هو الوطن؟ وانت تعرف ان الثلث زائد واحد هو تسليم للبلاد كلها ونحن لا يمكننا تسليم البلاد"middot; فوافقه يكن ثم رد السنيورة: ان الأسلم من اجل الوطن ومن اجل طمأنتهم هو في حكومة 2-9-19، اطلب ان تدرس هذا الإقتراح وان يأتيني جواب على هذا المنطق ولتكن آلية المتابعة بينك وبين الوزير أحمد فتفت"middot;
ونفت المصادر ان يكون يكن طرح اي شيء آخر في الاجتماع، باستثناء اشارته الى أخطار المواجهة في الشارعmiddot;
اما الوزير فتفت الذي شارك في لقاء السنيورة - يكن، فقد اوضح ان الأخير عرض مبدأ العودة الى طاولة الحوار، من منطلق انه ممنوع إسقاط او تغيير رئيس الحكومة في الشارع، مشيراً الى ان الرئيس السنيورة حمَّله مبادرة تحمل في طياتها كل الضمانات المطلوبة لكل الفرقاء وتضمن مشاركة صحيحة من قبل الجميع، ونحن ننتظر جواباً من الدكتور يكنmiddot; واوضح انه اتفق على ان تكون هناك آلية مشتركة بينه وبين يكن للتواصل مع رئيس الحكومة لمتابعة هذا الموضوعmiddot;
ونفى فتفت ان يكون قد طرح في الاجتماع اي موضوع آخر غير موضوع الحكومة ومخاطر الشارع، ولم يطرح ابداً موضوع الانتخابات او ما شابه، لكنه لم يستبعد ان يكون هذا الامر من ضمن الافكار التي سيطرحها خلال الساعات او الايام اللاحقةmiddot;
وقالت مصادر في المعارضة ان يكن الذي اطلع "اللقاء الوطني" على نتيجة اجتماعه مع السنيورة سيعكف في ضوء التداول مع السنيورة على صوغ النص النهائي للمبادرة على ان يناقشه "اللقاء الوطني" اليوم الأربعاء.