بكين تطالب بمزيد من الدبلوماسية لحل الأزمة الإيرانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كويزومي لانهاء المأزق الديبلوماسي بين اليابان وكوريا الشمالية بكين، موسكو: دعت الصين اليوم الى "افساح مزيد من الوقت للدبلوماسية" من أجل حل الازمة النووية الايرانية، فيما رأت الولايات المتحدة أنه ينبغي على مجلس الامن الدولي التصويت على عقوبات ضد ايران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كين غانغ في مؤتمر صحافي دوري ان "المشكلة يجب ان تسوى سلميا من خلال الحوار والتشاور كما يتوجب ان تسير تحركات مجلس الامن في هذا الاتجاه". واضاف "نعتقد انه ينبغي إفساح مزيد من الوقت والمجال للدبلوماسية".
وكانت الولايات المتحدة اعتبرت الاثنين ان الوقت حان للتصويت في مجلس الامن الدولي على عقوبات ضد ايران بسبب برنامجها النووي. ولم تنجح الدول الست المكلفة الملف النووي الايراني (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمانيا وبريطانيا) في التوصل الى اتفاق مساء الثلاثاء في باريس حول طبيعة وحجم العقوبات الواجب فرضها على ايران خصوصا بسبب تحفظات عبرت عنها موسكو.
روسيا تعارض عقوبات تعزل النخبة العلمية الايرانية
وتحول روسيا دون توصل الدول الست المعنية بالملف النووي الايراني الى اتفاق اذ تعارض فرض عقوبات فردية تعزل القادة الايرانيين وتتمسك بالدعوة الى مقاربة "اكثر تساهلا". وحالت تحفظات موسكو دون توصل الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمانيا وبريطانيا) الثلاثاء في باريس الى الاتفاق على طبيعة العقوبات الواجب فرضها على ايران وحجمها.
وايدت روسيا مرارا عقوبات اقتصادية تهدف الى منع حصول ايران على مواد نووية وتقنيات حساسة. غير انها عارضت في المقابل فرض عقوبات فردية (مثل منع السفر وتجميد الاموال في الخارج) بحق الايرانيين المشاركين في هذه النشاطات من علماء وعسكريين ومسؤولين.
ورأى دانيل كوبياكوف المحلل في مركز "بي اي ار" في موسكو ان "روسيا تعتبر انه ينبغي التوصل الى تسوية بناءة. وهذه التسوية ممكنة اذا لم نسع إلى عزل النخبة المعتدلة. والنخبة هي المستهدفة في العقوبات الفردية". واضاف "لن يجدي نفعا ان نستهدف النخب. بل على العكس، فان عزل القادة قد يدفع ايران الى خيارات قصوى جديدة"، ذاكرا مثل كوريا الشمالية التي لم تردعها اي عقوبات عن القيام باول تجربة نووية في التاسع من تشرين الاول(اكتوبر). واكد وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف مجددا الاربعاء في اثينا ان اي عقوبات على ايران يجب ان تكون "واقعية" ومحدودة في الزمن والا تكرر سيناريو كوريا الشمالية.
وتعارض روسيا منذ اشهر فرض عقوبات متشددة على ايران معتبرة انها "ستؤدي الى نتيجة عكسية". وترتبط روسيا بمصالح اقتصادية وتجارية كبيرة بايران حيث تتولى بناء محطة نووية تقارب كلفتها مليار دولار. وقال افغيني فولك من معهد "هيريتاج" ان "العقوبات بنظر موسكو يجب ان تكون محض رمزية وان لا تمس بمصالح ايران وتشكل ضغطا خفيفا".وتابع ان "لا مصلحة لروسيا في قطع علاقاتها مع ايران في المجال النووي. فهذه العلاقات تأتي بعائدات هائلة للصناعات النووية الروسية".
وقال فولك ان موسكو تؤيد عقوبات اقتصادية ولو انها قد تبدو في بادئ الامر اشد وطأة، لانه "يصعب تنفيذها". ورأى ان "الروس وافقوا على حد ادنى من العقوبات بعد صفقة مع واشنطن تقضي بموافقة الولايات المتحدة على دخول روسيا الى منظمة التجارة العالمية في مقابل موافقة موسكو على عقوبات في حق ايران".
وخطت روسيا، آخر قوة عظمى اقتصادية خارج منظمة التجارة الدولية، خطوة كبيرة نحو الانضمام الى هذه المنظمة بتوقيعها اتفاقا ثنائيا مع الولايات المتحدة في 19 تشرين الثاني(نوفمبر). ومضت اكثر من ثلاثة اشهر منذ انتهاء المهلة التي حددها قرار مجلس الامن الدولي 1696 لايران في 31 اب(اغسطس) لتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم والا فرضت عليها عقوبات.
وشدد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الاربعاء على ضرورة الاسراع في اقرار عقوبات في حق ايران مؤكدا ان "مصداقية مجلس الامن" الدولي على المحك. ورأى فيكتور كريمنيوك مساعد مدير معهد "يو اس ايه كندا" ان الروس يعارضون اي عقوبات بصورة عامة خشية ان تفرض عليهم بدورهم ذات يوم عقوبات. وقال مبررا الامر ان "مثل هذا الاحتمال يثير توتر بعض الاوساط في موسكو. ان الاجراءات المحددة الاهداف هي التي تكون حقا اليمة (..) غير ان الفساد متفش في روسيا وكل الذين يطاولهم يبقون اموالهم خارج روسيا".