أنان: تدهور الوضع العراقي قد يؤدي الى اندلاع صراع اقليمي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الامم المتحدة: حذر السكرتير العام للامم المتحدة اليوم من احتمالات اندلاع صراع اقليمي في منطقة الشرق الاوسط اذا ما زاد انحدار الموقف في العراق الى "درجة حرب اهلية طائفية". وقال أنان في تقرير ربع سنوي الى مجلس الامن الدولي حول مهام وانشطة بعثة الامم المتحدة للمساعدة في العراق (يونامي) خلال الشهور الثلاثة الاخيرة ان "مقومات حرب اهلية شاملة بل حتى مقومات اندلاع صراع اقليمي باتت اكثر واقعية بكثير عما مضى..والتحدي لا يكمن فقط في احتواء ونزع فتيل العنف الراهن بل كذلك في منع تدهوره اكثر".
واوضح ان المنطقة تشهد ادراكا متناميا بان توسع الصراع الراهن في العراق سيكون له تاثيراته ليس فقط على امن حدود بلدان الجوار المباشر "فمن الممكن ان يثير الوضع كذلك نطاقا من التوترات الكامنة في دول الجوار" في اشارة لاحتمالات اندلاع صراع طائفي اوسع نطاقا خارج العراق. واعاد التذكير بدعواته الى بلدان الجوار العراقي للمساهمة بطريقة ملموسة في ارساء الاستقرار في العراق لما في ذلك من صالح وطني مشيرا الى ان الحوار الجاري بين العراق وبلدان المنطقة عبر اجتماعات دورية لوزراء الخارجية والداخلية امر موضع ترحيب.
لكنه استدرك قائلا "في ضوء الموقف المتدهور في العراق وتاثيراته الاقليمية الوخيمة المحتملة قد يكون من الضروري دراسة سبل اكثر ابتكارا لدفع الحوار والتفاهم الاقليمي وهو ما يمكن ان يؤدي الى اجراءات متماسكة لبناء الثقة بين العراق وجيرته".
وطالب أنان الحكومة العراقية بضرورة القيام بمراجعة عاجلة لاستراتيجياتها وسياساتها واجراءاتها بهدف تنفيذ خطة عمل متفق عليها جماعيا لوقف وعكس التوجه السياسي والامني الراهن في البلاد "وهو ما يحتاج الى دعم من جانب جهود اوسع نطاقا واكثر شمولية ان اقليمية او دولية".
دعا أنان السلطة في بغداد الى معالجة ثلاثة تحديات اولها تطوير عملية سياسية تركز على ادماج كل التجمعات المهمشة والمقصاة داخل المناخ السياسي "وهو ما يتطلب اتباع خيارات سياسية شاقة". وثانيا قيام الحكومة باحتكار استخدام القوة عبر اجهزة فرض القانون والنظام والامن في اطار حكم القانون "وهو ما يستدعي مجابهة العنف الارهابي والتمردي والطائفي والاجرامي ويتضمن معالجة مشاكل الميلشيات الموجودة داخل التجمعات العراقية واقصاء العناصر التابعة لها من كافة الوزارات والاجهزة الامنية".
اما ثالث تلك التحديات فهو الحاجة لتهيئة بيئة اقليمية تدعم العملية الانتقالية التي يمر بها العراق كما تطرق عنان الى مسؤولية الحكومة العراقية في تطبيع العلاقات مع جيرانها مشيرا الى ان ذلك يتطلب في المقابل قيام بلدان الجوار بالعمل على تعزيز استقرار وامن العراق.
وخلص السكرتير العام الى القول ان "التاثير المحدود للسياسات (العراقية) الراهنة اظهر وجود حاجة عاجلة لمقاربات جديدة على المستوى الوطني والاقليمي والدولي" داعيا مجلس الامن الى بحث ترتيب دعوة الاطراف العراقية المختلفة للاجتماع ولو خارج العراق وبمشاركة "لاعبين اقليميين ودوليين مؤثرين".
لجنة دراسة العراق استشارت الامم المتحدة قبل اصدار تقريرها
من جهة أخرى، اعرب أنان عن سعادته لقيام اللجنة الاميركية لدراسة اوضاع العراق باستشارة المنظمة الدولية قبل اصدار تقريرها النهائي الذي تضمن توصيات لحل المأزق في العراق. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك في ايجاز صحافي ان اللجنة التي ترأسها وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر والنائب السابق في الكونغرس لي هاملتون قامت بالاتصال بعنان وبنائبه مارك ماوش وبممثله في العراق اشرف قاضي لاستشارتهم في اثناء اعداد التقرير.
ونقل المتحدث عن انان قوله انه على الرغم من ان التقرير اميركي محض وموجه الى الادارة الاميركية الا انه متسق مع آخر تقرير أنان الى مجلس الامن حول العراق وبخاصة دعوته الى تعاون على المستويات المحلية والاقليمية والدولية لحل الازمة العراقية. وفيما يتعلق بنظرة التقرير الى دور الامم المتحدة قال المتحدث ان أنان "يتطلع قدما لاجراء المزيد من المناقشات بين الامم المتحدة والحكومة العراقية والولايات المتحدة وباقي اللاعبين الاقليميين والدوليين حول الدور المستقبلي للمنظمة الدولية في العراق.
وردا على سؤال حول رد فعل أنان على رفض الرئيس الاميركي عقد محادثات مباشرة مع ايران بشأن الوضع في العراق كما يوصي التقرير الا في حال اوقفت طهران انشطة تخصيب اليورانيوم قال دوجاريك ان السكرتير العام يرى انه يتعين على واشنطن الدخول في محادثات غير مشروطة مع طهران ودمشق "وموقفه من الحوار لم يتغير".