بلير في مهمة لاحياء سلام الشرق الاوسط قريبا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لقاء "الحلفاء " في واشنطن: خيبات مشتركة وقراءات مختلفة
بلير في مهمة لاحياء سلام الشرق الاوسط قريبا
واشنطن -وكالات : اعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس في واشنطن انه سيزور الشرق الاوسط في فترة قريبة، لكنه لم يطرح مع حليفه جورج بوش فكرة جديدة لاخراج عملية السلام من مازقها. وقال بلير في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الاميركي جورج بوش ان "الضروري ان نقوم بكل ما في وسعنا حتى ينفتح هذا الباب" في الشرق الاوسط. واضاف "هو مغلق حتى الان، ومن الضروري ان ينفتح".
واوضح بلير "لا تتوافر اي وسيلة للنجاح في هذه المهمة اذا لم تستمر محاولاتنا. وهذا ما سنقوم به"، مذكرا بان عملية السلام في ايرلندا الشمالية علمته فضيلة المثابرة.من جانبه، قال بوش "ادعم هذه المهمة" القريبة التي سيقوم بها توني بلير،وقال "اننا بحاجة الى نهج جديد" فيما يخص العراق يمكن أن يشمل اجراء اتصالات مع ايران وسوريا وخفض مستويات القوات الاميركية وقال بوش انه يعمل على اعداد كلمة توضح استراتيجيته الجديدة بخصوص العراق وهو ما يأمل البيت الابيض أن يكون ممكنا بحلول نهاية العام.
. وشدد بلير على ان من الضروري ارسال "رسالة قوية ليس الى المنطقة فقط، انما الى العالم اجمع، مفادها اننا نطبق قيمنا بطريقة متوازية وعادلة، واننا نريد ان نرى دولة اسرائيل تعيش في امان والشعب الفلسطيني قادرا على العيش في اطار من السلام والعدالة والديموقراطية". واضاف "من المهم ان يدرك كل شخص انه لا تنقصنا الارادة والطاقة والالتزام" في هذا الشان، وذلك غداة صدور تقرير اميركي يطالب بمزيد من التدخل في الشرق الاوسط للمساهمة في تثبيت الوضع في العراق.
وفيما يؤكد توني بلير منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر ان حل النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني ضروري لبسط الاستقرار في المنطقة باكملها، لم يربط الرئيس الاميركي هذه المهمة بالبحث عن استراتيجية جديدة في العراق.ويرى بلير ان المفاوضات يمكن ان تستانف باشراف اللجنة الرباعية للشرق الاوسط (الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا)، لدى تجاوز عقبتين: الافراج عن الجندي الاسرائيلي الذي اسر في غزة في حزيران/يونيو، وتمكن المجموعة الدولية من استئناف مساعدتها للسلطة الفلسطينية. لكن هذا الشرط الاخير مرتبط بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية "تلتزم المبادىء الاساسية للتفاوض"، كما قال رئيس الوزراء البريطاني، معتبرا ان من المتعذر اجراء تفاوض الا "اذا وافق كل طرف على حق الاخر في الوجود".
وترفض الحكومة الفلسطينية التي تراسها حماس الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود. واوضح بلير "هذه ليست مسالة تقنية، انها في صلب المشكلة"، معتبرا ان "الامور المتبقية يمكن ان تحرز تقدما سريعا" اذا ما تم تجاوز هذه العقبة.
واعلن بلير "لا اقول ان ليس ثمة مسائل حساسة جدا، كالقدس او حق العودة (للاجئين الفلسطينيين)، لكن يمكننا ان نجد حلا، ومن الضروري القيام بالخطوة الاولى".
وكرر الرئيس الاميركي التزامه قيام دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل. وقال "ان هدفنا الان هو مساعدة حكومة عباس (رئيس الوزراء الفلسطيني) على تعزيز قواها الامنية، وهذا ما نفعله. وهدفنا هو مساعدة حكومة عباس على تشكيل حكومة تتبنى مبادىء اللجنة الرباعية".
وقد توقفت جزئيا المساعدات الدولية للفلسطينيين على اثر فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية في كانون الثاني/يناير الماضي وتشكيلها الحكومة. وطرحت اللجنة الرباعية ثلاثة شروط لرفع هذه المقاطعة: الاعتراف بدولة اسرائيل واحترام الاتفاقات الاسرائيلية-الفلسطينية المعقودة ونبذ العنف.
وقال الرئيس الاميركي ان اجراء محادثات مباشرة مع ايران مشروط بتخلي ايران عن طموحاتها النووية وانه ينبغي لسوريا ألا تثير القلاقل في لبنان.غير أنه أضاف أنه مستعد لاشراكهما في مجموعة دعم اقليمية لاجراء محادثات بشأن العراق ما دامت الدولتان تدركان ما وصفه بمسؤولياتهما "بعدم تمويل الارهابيين.. بمساعدة هذه الديمقراطية الشابة على البقاء.. بمساعدة النواحي الاقتصادية في هذا البلد."وقال "واذا لم يكن الناس ملتزمون.. اذا لم تكن سوريا وايران ملتزمتان بهذا المفهوم.. فلا عليهما ان لم يشاركا."وعلى خلاف بوش لم يبد بلير رفضا لتوصية مجموعة دراسة العراق باشراك ايران وسوريا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني "القضية بالنسبة لي ليست مسألة عدم استعداد للجلوس مع أناس أو عكس ذلك.. وانما يتعين أن يكون الاساس الذي نستند اليه عند مناقشة العراق واضحا ويتعين أن يكون أساسا ندافع جميعا استنادا اليه عن المباديء الصائبة." ويتعرص بلير لانتقادات في بلاده لتأييده القوي لواشنطن. كما فقد الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه بوش السيطرة على مجلسي الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي في السابع من نوفمبر تشرين الثاني فيما اعتبر على نطاق واسع رفضا من الناخبين الامريكيين لنهج بوش في العراق.
ولم يعارض بلير النقطة الاساسية التي خلص اليها تقرير مجموعة دراسة العراق بأن الوضع هناك اخذ في التدهور.وقال بلير "أعتقد أن تحليل الوضع ليس محل نزاع في الحقيقة. السؤال هو.. كيف سنتوصل الى الطرق الصحيح للمضي قدما.."وقال بوش "أعلم أننا لم نحقق النجاح بالسرعة التي كنا نرغب في تحقيقه بها. أدرك أن التقدم ليس سريعا كما كنت امل."