أخبار

مبارك يحذر مجددا من التدخلات في لبنان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


اندريه مهاوج من باريس : انتقد الرئيس المصري حسني مبارك مجددا اليوم في باريس تظاهرات المعارضة اللبنانية الرامية الى اسقاط الحكومة، محذرا من ان التدخلات الاجنبية قد تؤدي الى "دمار" لبنان.وقال مبارك في حديث للقناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي "اقول للمعارضة اللبنانية ان كل هذه التظاهرات اسوة بتلك التي نظمتها الغالبية غير منطقية".واضاف الرئيس المصري الذي يقوم بزيارة لباريس في اطار جولة اوروبية تستمر حتى العاشر من الجاري "اتخوف من عواقبها وايضا من اخطار التدخلات الاجنبية" و"قد يؤدي ذلك الى مواجهات خطيرة جدا وحتى الى دمار لبنان".

واوضح مبارك ان "الحل لن يأتي الا من طريق التفاوض" الذي من دونه "سيكون مصير البلاد الدمار المحتم".

ويعقد الرئيسان الفرنسي والمصري جاك شيراك وحسني مبارك في قصر الاليزيه اجتماعا اليوم سيخصص لمناقشة التطورات في منطقة الشرق الاوسط وفي العراق بهدف تقويم الوضع العام وسبل معالجة الازمة المفتوحة التي دخل فيها لبنان منذ نزول المعارضة الى الشارع من اجل إسقاط حكومة فؤاد السنيورة وسط مخاوف مصرية فرنسية مشتركة من تداعيات هذه الازمة على المنطقة كلها وما يمكن ان يكون لها من ارتباطات بالوضع العراقي المتفجر وبعملية السلام المجمدة في المنطقة .
وما يبرر هذه المخاوف هي الارتباطات الاقليمية للأزمة اللبنانية والتي حذر منها صراحة الرئيس المصري امس بقوله ان البعض يريد ممارسة دور سياسي يستمد قوته من الاخرين موجها انتقادا لاسلوب المعارضة في اعتماد ضغط الشارع بقوله ان التظاهر قرار غير حكيم وفي كل ذلك اشارة واضحة الى تداخل حسابات واعتبارات خارجية في الازمة اللبنانية لها امتدادات اقليمية قد تكون نتائجها سلبية على المنطقة وبالدرجة الأولى على حساب لبنان .
ويلتقي مبارك في هذا الموقف الى حد بعيد مع المخاوف التي تساور الرئيس الفرنسي من إدخال لبنان في محور الصراعات الاقليمية ما سيؤدي الى انهيار كل الخطوات الهادفة الى إخراج لبنان من دائرة الصراع الإقليمي ومن سيطرة جهات خارجية على قراره واستعادة الدولة سلطتها الكاملة والتي سعت باريس بالتفاهم مباشرة لتحقيقها منذ القرار 1559 وما تلاه وصولا الى القرار 1701 .
وقد تعززت مخاوف الرئيس الفرنسي بعد محادثاته قبل يومين مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي تمسكت باستمرار تحليق الطائرات الاسرائيلية في الاجواء اللبنانية لمراقبة حركة عناصر حزب الله وتهريب الاسلحة التي ذكرت معلومات غربية أنها مستمرة عبر الحدود اللبنانية السورية بتواطؤ عناصر من الامن العام اللبناني متضامنة مع الحزب المذكور .
واذا كان لهذه الطلعات الجوية ما يبررها من وجهة نظر اسرائيل فان فرنسا لا تزال تعتبر انها تشكل عامل توتر يهدد بتفجير الوضع في أي لحظة ما سيؤدي الى انهيار حكومة السنيورة التي تواجه ضغطا متزايدا من المعارضة في الداخل ومن بعض جيرانه في الخارج .
واذا كان من المؤكد ان المحادثات ستتناول بشكل اساسي موضوع لبنان وسط اتفاق فرنسي مصري على ضرورة دعم حكومة السنيورة فان الملف العراقي سيطرح ايضا خلال هذه المحادثات في ضوء تقرير بيكر هاملتون الذي اثار ارتياحا واضحا في دوائر الحكم في فرنسا لان التوصيات الواردة فيه تندرج في الاتجاه الذي دعت اليه باريس باستمرار الا وهو معارضة الخيار العسكري والدعوة الى ايجاد حل دبلوماسي وهو ما قاله الناطق باسم الخارجية من ان تقرير بيكر يعكس وجهة نظر فرنسا حول الوضع في العراق وتفيد مصادر في الخارجية ان التقرير يرسم الصورة نفسها التي توقعها الرئيس جاك شيراك في حال شن الحرب والذي حاول من دون جدوى ان يحذر الرئيس جورج بوش من الدخول فيها منذ عام 2003 والكل يذكر هنا ما قاله شيراك في تصريح له في شباط/ فبراير من ذلك العام " ان تداعيات أي حرب ستكون كبيرة جدا على الصعيد الانساني وعلى الصعيد السياسي وستؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة كلها ". كما يذكر الجميع الخطاب الشهير الذي ألقاه في الامم المتحدة في 14 شباط (فبراير) رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان حين كان وزيرا للخارجية وقال فيه " يجب الا ننسى ان علينا ان نبني السلام بعد الحرب وهذا سيكون صعبا وطويلا لانه يجب ان نحافظ على وحدة العراق واعادة بناء الاستقرار فيه وفي المنطقة بشكل دائم" . كما ان فرنسا مرتاحة للاستنتاج الوارد في التقرير حول ضرورة دفع عملية السلام في الشرق الاوسط والتوصل الى حل شامل كمقدمة لحل المشاكل المتفرعة عنها وهي مقاربة اعتمدتها باريس منذ زمن وما الاعلان عن مبادرة فرنسية ايطالية اسبانية مشتركة قبل اسبوعين الا خطوة في هذا الاتجاه
هذا الارتياح الفرنسي لاستنتاجات تقرير بيكر هاملتون بشأن العراق فان باريس تنظر بحذر لا بل بقلق الى توصيات اللجنة باعادة فتح حوار مع سوريا في غياب ضمانات على الا ياتي هذا الحوار على حساب السياسة التي تتبعها باريس حاليا في لبنان .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف