التلميذ الألماني الذي اقتحم مدرسته انتقم لنفسه وانتحر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فشل في الدراسة فانطوى وتوجه إلى ألعاب العنف
التلميذ الألماني الذي اقتحم مدرسته انتقم لنفسه وانتحر
إعتدال سلامه من برلين: حين اقتحم التلميذ الألماني الشاب باستيان ب . في ال 20 من الشهر الماضي مدرسته مهددًا كل من فيها لم يفعل ذلك الا انتقاما . توجه باستيان ب (18 عاما) وهو تلميذ سابق الى مدرسته امزديتين الهادئة في اقليم وستفاليا شمال الراين حاملا كل ما جمعه من سلاح وقنابل دخانية وهدد بها المدرسين والتلاميذ.
وكانت المحصلة خمسة جرحى بحال خطر وإلحاق الاذى ب37 تلميذا و16 رجل شرطة بسبب القنابل الدخانية وانتحار الفاعل باطلاق النار في فمه واصابة مئات التلاميذ بالهلع الشديد.
وكما هي العادة تأتي علاجات الحكومة بعد الاصابة بالمرض بدلا من وضع اجراءات للوقاية منها حيث اقترح بعض النواب منع ألعاب الكمبيوتر العنيفة التي تشجع على القتل، بينما اقترح آخرون وضع قوانين لحماية الشبيبة، لكن من ماذا؟ من انفسهم ام من محيطهم ام من الكمبيوتر، فتشديد القوانين على ألعاب الكمبيوتر او حظرها سوف يحفز الشبيبة اكثر ولا يوجد قانون في دولة لها اقتصاد حر قانونا يمنع التجارة ببرامج الكمبيوتر.
لكن لم يتحدث احد عن الاسباب الاجتماعية والنفسية التي دفعت مثل هؤلاء الشبان للقيام بعمل اجرامي يقتلون في النهاية انفسهم ومن حولهم. وهذا ما حملته رسالة الوداع التي تركها باستيان لكن ذلك لا يعني تبرير فعلته. حيث قال في احدى جمله" الشيء الوحيد الذي حصدته من هذه المدرسة بشكل كبير هو انني الخاسر، وسوف ابرهن لمن ضحك علي او اذلني . الا انه كرر اكثر من مرة في الرسالة القول" انني اكره ان اكون غبيا بالنسبة إلى الاخرين، وان ينظر الي وكأنني هكذا، وهذا يدل على ضيقه من وضعه الدراسي ومواجهته ضغطا كبيرًا. لذا قال المدعي العام فولفغانغ شفير من المحتمل ان يكون الدافع لعمله الاحباط والفراغ الكبير والشعور بالضياع لانه رسب ثلاث مرات في مدرسته وتخرج العام الماضي بعد ان سبقه زملاؤه. ووصفه العديد من تلاميذ المدرسة بأنه كان وحيدا ويمضي كل نهاره امام جهاز الكمبيوتر يتابع ألعابا مليئة بالدماء والعنف.
لذا قال طبيب علم نفس ان الفاعل استبدل العالم الواقعي الذي لم يحققه طموحه بالعالم الخيالي الذي يلبي له احتياجاته ويمنحه ولو في الخيال كل ما يطمح اليه من سلطة ونجاح وشعور بالقوة .
وما يلفت النظر ايضا ان باستيان كان في بداية مرحلته الدراسية من التلاميذ الناجحين خاصة في العلوم الرياضية وكان ينال دائما افضل العلامات، لكن في الصف السابع ساء وضعه الدراسي وبدأ بالانطواء على نفسه ولم يعد يشارك في الحفلات كما بقية الشبان وتفادى الاختلاط معهم، وكان يقف وحيدا في استراحة المدرسة. وقالت تلميذة تعرفه لم يكن في السابق بهذا الوضع، ما جعلني اشعر انه لم يعد يعطي اي قيمة لكل شيء، وقد يكون السبب في ذلك رسوبه في الصفين السابع والثامن، ما سبب له شعورا بالخجل لذا ابتعد عن رفاقه القدماء.
ولم يُعرف بعد كيف كانت علاقته مع والديه فمجرد وصول الخبر اليهما اصيبا بنوبة قلبية نقلا اثرها الى المستشفى، وقيل ان والده كان يصطحبه الى الصيد مما يفسر حمله بندقية صيد خلال اقتحامه المدرسة، وتوصف والدته بانها ربة منزل عادية،وله اخ واخت اصغر منه سنا.
وذكر رفيق له انه ومنذ رسوبه في الصف السابع بدأ يلبس ملابس سوداء اللون، وكان يقول دائما بانه سوف يلتحق بالجيش بكل سرور ويفضل لو ألحق بمنطقة تسودها الحرب.
وبشكل لافت للنظر اعلن في شهر حزيران( يونيو) عام 2004 على موقع انشأه لنفسه بانه مهووس، وفي الموقع نفسه طلب المساعدة النفسية ، ثم كرر قوله بان الامر يتعلق بمهووس يطلب المساعدة، لكن لم يعرف ما اذا كان قد حصل عليها ام لا.
واخرج خلال ولعه بالكمبيوتر اربعة افلام عرضها على موقعه وهو يحمل السلاح ويتباهى به مرتديا معطفا اسود طويلا وحذاء عسكريا، وبهذا الزي اتى الى المدرسة عندما قام بعمله الاجرامي.
وعندما دخلت الشرطة غرفته لم تعثر على ما يثير الانتباه عدا الصور المعلقة على الجدران وتحمل تفاصيل عن صنع قنبلة يدوية، لكن ما حمله شريط فيديو اثار الخوف وهو تحت عنوان " في تاريخ ما عام 2004"، صور لاحتفال بعمليات اعدام وهمية ممثلها ومخرجها الشاب المهووس.
وكان يعرف انه لن يعود الى منزله بعد عملية المدرسة لذا ترك كلمة السر من اجل الدخول الى صندوق بريده الكتروني وهو ResistantX . وكان قد عرض عشية فعلته على موقعه فيلم فيديو طوله دقيقتين اظهر فيه بان عملية المدرسة قد اعلن عنها عام 2004 واعاد السبب في ذلك الى المشاكل الدراسية التي يعانيها وان ليس لديه لا اصدقاء ولا معارف ولا من يساعده وهو في حالة خوف دائم من الضرب. واشار في عبارة له " نعم ان الامر يتعلق بعمل مهووس وانا نفسي لا اعرف ماذا افعل ولا اعرف ماذا سيحصل ، ارجوكم ساعدوني.
وحاول احد كما ورد في بريد باستيان الالي ان يثنيه عن فعلته ويقنعه بان العمل المهووس سوف يلاحقه كل حياته لكن لا احد يعرف ماذا كانت ردة فعله وهل قرأ ما كتب له، فحسب قول عالم نفس قبل فترة من تنفيذ المهووس فعلته يكون مضطربا ومنشغلا بما سوف يقوم به .
وعثرت الشرطة ايضا على فيلم فيديو للمهووسين الاميركيين اريك هاريس وديلون كلبولد اللذين قاما عام 1999 بمجرزة في المدرسة الاميركية Columbine High School حيث قتلا 12 تلميذا ومعلما بعدها انتحرا واعتبرهما قدوة له.
والتساؤل الذي تسعى الشرطة إلى الاجابة عنه من اين له كل هذه الاسلحة التي احضرها معه وكيف حصل على القنابل الدخانية. فحيازته هذا الكم يدفع السلطات المختصة مرة اخرى الى مراجعة امر شراء الاسلحة وحيازتها وكانت هذه القضية قد نوقشت سابقا الا ان لوبي تجار الاسلحة عطل وضع ضوابط صارمة لامتلاك الاسلحة وتحديد السن القانوني للسماح باقتنائها.