اليمن يجدد طلب الإنضمام إلى مجلس التعاون الخليجي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد الخامري من صنعاء: علمت إيلاف من مصادر مطلعة أن وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أبو بكر عبد الله القربى الذي توجه أمس إلى العاصمة السعودية الرياض عشية انعقاد القمة الخليجية السابعة والعشرين التي من المقرر أن تبدأ أعمالها اليوم في العاصمة السعودية الرياض ، حمل تجديداً للطلب اليمني القديم إلى مجلس التعاون الخليجي بطلب الانضمام. وأضافت المصادر أن الدكتور القربي الذي يُعد من اكبر المتحمسين لانضمام اليمن إلى المجلس حمل رسالة خطية من الرئيس على عبد الله صالح إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود تتضمن تجديد الطلب ، إضافة إلى مرفقات خاصة بالخطوات والإجراءات التي اتخذتها اليمن في إطار سعيها الدائم للتأهل للانضمام إلى المجلس.
وقال وزير الخارجية والمغتربين اليمنى في تصريح له قبيل مغادرته إلى الرياض أن الرسالة تتناول علاقات التعاون الثنائية بين اليمن والمملكة العربية السعودية وسبل تطويرها وتعزيزها إضافة إلى علاقات اليمن بدول مجلس التعاون.
تصريحات سعودية متفائلة
وكانت القيادة اليمنية ثمنت تثميناً عالياً على لسان رئيس مجلس الوزراء عبد القادر باجمّال مواقف الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود تجاه اليمن ، معبراً عن الارتياح الكبير لتصريحات العاهل السعودي في أيار "مايو" الماضي بشأن أهمية انضمام اليمن لعضوية مجلس التعاون الخليجي.
وقال باجمّال حينها أن القيادة السياسية والحكومة في اليمن تثمنان هذا الموقف المتميز النابع من رؤية ثاقبة للعاهل السعودي لمجرى التحولات الإقليمية ، منوهاً بأن ذلك يؤكد روح التطلع نحو بناء مستقبل مشترك لكل منظومة الجزيرة العربية. وقال باجمّال إن تصريحات الملك السعودي جاءت بمثابة تحية خاصة بمناسبة الاحتفالات بالعيد الوطني السادس عشر للجمهورية اليمنية "22 مايو". وقال رئيس الوزراء أن التصريحات الأخيرة من جانب الملك عبدالله بن عبد العزيز على درجة من الأهمية والجدية التي ( نتطلع إليها بأمل كبير).
وكان وزير الخارجية السعودي قال بعد القمة الخليجية السابقة في كانون الأول "ديسمبر" من العام الماضي انه من المفيد لليمن أن يأخذ وقته الكافي لمواءمة أنظمته وقوانينه الاقتصادية والاجتماعية مع أنظمة دول مجلس التعاون الخليجي لاسيما وانه بحاجة إلى طاقاته وقدراته في الوقت الراهن لتحقيق التنمية والتطوير الشامل وعندما تكتمل هذه الخطوات فإن اليمن سيكون مهيئاً لذلك بصورة أفضل ، مشيراً إلى أن اليمن بلد مهم لنا جميعا وهناك مشاركة حقيقية وفاعلة له في بعض المجالات التي تتسع بصورة تلقائية مع مرور الأيام.
أصوات سعودية تطالب بانضمام اليمن
وكانت العديد من الأصوات السعودية قد طالبت خلال الأيام القليلة الماضية بسرعة انضمام اليمن إلى المنظومة الخليجية ومن هؤلاء الكاتب السعودي والأديب المعروف تركي الحمد الذي كتب في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مقالاً مكرساً لهذا الهدف قال فيه أن وجود اليمن في المجلس سيعطيه عمقاً استراتيجياً أكبر، مشيراً إلى أن تخوف البعض من دخول اليمن إلى المجلس التعاون الذي وصفه بالمبرر من حيث أن هذا الدخول سيأتي معه بمشاكل اليمن إلى مجلس التعاون، لكنه استدرك انه "لو نظرنا إلى الأمر بعمق أكثر ووفق معيار ميزان الأرباح والخسائر، لوجدنا أن مزايا دخول اليمن إلى المجلس أكثر من المثالب على المدى الطويل فمن ناحية اقتصادية مثلاً، يشكل اليمن قوة عاملة كبيرة قادرة على الحلول محل قوة العمل الأجنبية في دول الخليج، كما أن اليمن يشكل سوقاً استهلاكية واستثمارية جيدة.
وأضاف الحمد "ومن الناحية السياسية فإن وجود اليمن ضمن منظومة مجلس التعاون هو دعم للمجلس كقوة إقليمية في وجه القوة الإيرانية حقيقة أن لدخول اليمن إلى المجلس مثالب كثيرة، وخاصة إذا كان المدى القصير هو المعتبر، ولكن استقراراً طويل المدى في منطقة الجزيرة والخليج، لا يمكن أن يستمر دون وجود اليمن في المجلس، وهو الدولة "الجزيرية" الوحيدة التي ما زالت خارجه، وهذا قد يشكل مرارة معينة لدى الجانب اليمني ليست في صالح المنطقة ودولها في نهاية المطاف.
أما الكاتب السعودي مهنا الحبيل فقال انه ينتظر من القمة الخليجية السابعة والعشرين التي ستعقد بالرياض يومي التاسع والعاشر من ديسمبر الجاري أن تفعل وتعجل قرارات دمج اليمن في مجلس التعاون، فمنذ فجر التاريخ واليمن جزء لا يتجزأ من المشرق العربي، بل يعتبر ركيزة أساسية للحراك الثقافي والديموغرافي منذ صدر الإسلام وقبله مروراً بمراحل التاريخ العربي.
واكد الكاتب الحبيل "اليمن جزء من النسيج الاجتماعي للمشرق العربي في أي دول الخليج وحواضره يتشارك في حركة الوعي والطيف الفكري في هذه الدول، ولذا ليس من المعقول أن تستمر عزلة اليمن عن محيطه، وأن يعزل هذا المحيط عن اليمن".
واليمنيون يستغربون الهرولة للإنضمام
إلى ذلك استغرب عدد كبير من اليمنيين الذين التقتهم "إيلاف" ومن مختلف الشرائح ما وصفوه بالهرولة الحكومية للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي ، مشيرين إلى أن الانضمام في الوقت الحالي لن يفيد اليمن في شئ لأن الدول الخليجية لم تعد كما كانت في السابق من حيث الوفرة المادية والطفرة المالية التي كانت بأيدي المواطنين الخليجيين الذين كانوا يبحثون عن العمالة اليمنية الجيدة والأمينة والغالية جداً مقارنة بالعمالة الآسيوية التي طغت على التركيبة السكانية في بعض الدول الخليجية.
رمزي العريقي "عامل في محل " قال انه يؤيد انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي لكنه يستهجن الهرولة وما وصفه بالمحاولات المستميتة من قبل حكومته للانضمام إلى المجلس الذي قال انه يستميت أيضاً في الرفض المتكرر منذ تقديم اليمن لطلبها رسميا قبل أكثر من 10 سنوات ، مشيراً إلى أن اليمنيين يملكون كرامة لا تسمح لهم بالتذلل لأحد ولو كان هذا الأحد أخوهم أو قريبهم كما نحسب إخواننا الخليجيين مستغرباً موقف بعض الدول الخليجية التي لم يذكرها تجاه اليمن ورفضها الدائم لانضمامنا إلى مجلسهم الموقر.
أما وضاح المريسي "مهندس كمبيوتر" فقال انه يأمل ويحلم في اليوم الذي تلتئم فيه دول الجزيرة العربية في تكتل قوي واحد بغض النظر عن العمالة والماديات لان العصر أصبح عصر القوة والتكتلات واليمن ليست بعيدة عن دول الخليج بل أنها العمق الاستراتيجي لها وبوابتها الجنوبية التي تصد جميع الأخطار التي قد تلحق بها جراء تلك الجهة المطلة على المحيط وبحر العرب ، لكنه استدرك أن الطريقة التي تتبعها اليمن في استجداء دول الخليج ليست جيده وان فيها إهانة لنا كيمنيين وكما يقال في المثل اليمني "كل معروض بائر" ، وانه كان يكفي حكومتنا اليمنية خطاب رسمي بطلب الانضمام موجه إلى إحدى قمم المجلس فقط وعلى الأخوة في المجلس مناقشته والبت فيه أو تأجيله أو رفضه وفق وجهات نظرهم.
غازي السماوي "عسكري في الشرطة القضائية" من جهته قال إن الظروف والمستجدات على الساحة الدولية اختلفت كثيراً عن القرن الماضي وأنها تتطلب ضرورة لم الشمل العربي ووحدة الصف الخليجي، مشيراً إلى أنه يجب على دول الخليج تأييد ومساندة موقف اليمن الرامي إلى إكمال خطوات انضمامه إلى مجلس التعاون الخليجي بل كان يجب عليها دعوته رسمياً لهذا الانضمام لو كان هناك بُعد نظر لديهم ، مطالباً بسرعة البت في الطلب اليمني خلال القمة الخليجية المقبلة والمقرر عقدها في أبو ظبي نهاية الشهر الحالي.
وحول رأيه في الخطوات التي عملتها اليمن ولازالت للانضمام إلى مجلس التعاون قال إن اليمن لديها موقف مبدئي وتريد الانضمام إلى تكتل الخليج وتعمل بل وتناضل للوصول إليه مما اوجد الريبة لدى الخليجيين من هذا الإلحاح المستمر من قبل الحكومة اليمنية للانضمام إليهم ، ومن وجهة نظري اعتقد أن هذا الإلحاح الذي يقوده الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية نابع منه شخصيا لأنه يريد أن يسجل التاريخ انه نجح في إقناع الخليجيين للقبول بانضمام اليمن إلى المجلس في عهده.
وقال عبدالاله سعيد غانم "عسكري" أن اليمنيين لم يعودوا يأملون كثيراً في دول الخليج وان الشعب أصبح يتوق للتغرب بعيداً في أميركا ودول الاتحاد الأوروبي التي توفر لهم دخلاً ماديا جيداً مقارنة بدول الخليج ، مشيراً إلى أنه كان يعمل في إحدى الدول الخليجية الكبرى قبل عام 1990م وانه كان مستقراً فيها لمدة زادت على العشرين عاماً ولديه دخل جيد وبعد خروجه إلى اليمن آنذاك ضاقت به السُُبل فرجع إلى تلك الدولة نفسها لكنه وجدها قد تغيرت تماما وأصبح شعبها يبحث عن العمالة الرخيصة ولا يأبه للقيم التي كان يبحث عنها قبل عام 1990م حيث كان يتحرى أن يعمل لديه يمني ليحافظ على أبناءه وبيته لكن الآن الأمور اختلفت كثيراً .وأضاف عبدالاله انه ذهب إلى أصدقائه من تلك الدولة التي رفض الإشارة إليها فعرضوا عليه العمل براتب ضئيل جداً وقالوا أن هذه طاقتهم الحالية