الأوضاع الأمنية في غزة تخرج عن السيطرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة : أصيب عدد من المواطنين جراء إطلاق النار الذي رافق اقتحام المئات من منتسبي أجهزة الأمن لدار الشعب الفلسطيني وسط مدينة غزة ، حيث يبدو أن الأوضاع الأمنية في قطاع غزة خرجت عن السيطرة لما تشهده من مسيرات احتجاجية لعدم صرف الحكومة مرتباتهم منذ قرابة 9 أشهر ، في حين وجهت حركة حماس الاتهامات لجهات لم تسمها بتسميم الأجواء.
وقال النائب علاء ياغي عن حركة فتح في تصريحات خاصة لـ"إيلاف" ، " لا احد معني بتصعيد الأوضاع ، وتحرك اليوم تحرك منظم وشريحة محدودة "، نافيا أن تكون هناك جهة سياسية خلف الموضوع .
وأكد ياغي ، على حق أي شريحة من ناحية قانونية المطالبة بحقوقها تحت مظلة القانون ، ومن حق الجمهور التوجه للتشريعي ليرفع شكواه .
وقد طالب المئات من عناصر الامن ، بخروج رئيس المجلس التشريعي بالإنابة د. احمد بحر ، لتسليمه رسالة احتجاج جراء تدهور أوضاعهم المعيشية ، في حين يرفض الحرس الشخصي بالسماح لبحر بالخروج.
واتهم الناطق الإعلامي باسم كتلة حماس البرلمانية د. صلاح البردويل ، أفراد الأمن بإطلاق النيران صوب المجلس التشريعي وضرب الأبواب بقوة والتلفظ بهتافات وصفها بغير لائقة ، في حين اتهم خالد أبو هلال المتحدث باسم وزارة الداخلية ، ما اسماها بالأيادي الخفية التي تعمل لصالح أجندة إسرائيلية أميركية ، بإثارة الشغب والفتنة.
ووصف أبو هلال في تصريحات إذاعية المحتجين بـ"الرعاع" بقوله ، " هؤلاء رعاع تسلقوا في الأجهزة الأمنية ، ولدينا معلومات تؤكد أن أكثر من نصفهم مواطنين وعدوا بالتوظيف وليس من قوى الأمن ".
وطالب أبو ادهم ، المحتجين بالذهاب لمعبر "ايرز" الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل للمواجهة مع قوات الاحتلال التي تفرض الحصار على الشعب الفلسطيني وليس اقتحام مبنى المجلس التشريعي ، معربا في السياق ذاته ، عن استغرابه للمعانقة التي بثتها عدسات الصحافة للعناق الشديد بين عضو اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه والوزير الإسرائيلي افرايم سنيه ، متهما الأول بالاستجداء للجلوس والحوار مع إسرائيل في حين مل من حواره مع الفلسطينيين-يقصد حماس- بعد اقل من 6 أشهر.
وشدد النائب ياغي لمراسلة "إيلاف" بغزة ، على ضرورة سماع أي عضو مكلف وموجود بالتشريعي لشكوى أفراد الأمن ، مبينا في حالة وقوع شغب وحالة فوضى ، يدخل الامن في صلب الموضوع.
واستطرد قائلا ، " اعتقد إذا تصرف حرس المجلس بحكمه لن تقع أي مشاحنات ، وحسب المعلومات مجموعات من الشرطة محتجة على عدم صرف الرواتب والتشريعي ليس جهة تصرف الرواتب ، ولكن نحن جهة مساعدة ومن يجتهد مطلوب السماع ومعالجة مشكلهم".
ويطالب أفراد الأمن الذين أغلقوا الشوارع الرئيسية في القطاع وأشعلوا النيران في إطارات السيارات ، حكومة حماس إيجاد الحلول الفورية لظروفهم الاقتصادية الصعبة ، مستنكرين في الوقت ذاته ، ما وصفوه تجاهل الحكومة لمطالبهم المشروعة والمستحقة .
وكانت أخر تظاهرة لمنتسبي الأمن شهدها قطاع غزة في مطلع شهر رمضان المبارك "الماضي" ، راح ضحيتها ما يزيد عن 9 فلسطينيين بسبب الاشتباكات النارية التي اندلعت.
وقال نقيب في الأمن الوطني في اتصال هاتفي مع "إيلاف" ، بان المئات من أفراد الأمن الوطني قاموا صبيحة اليوم بإشعال إطارات السيارات ، وإغلاق الطرق الرئيسية والواصلة بين مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة ، احتجاجا على تجاهل الحكومة لمطالبهم المشروعة .
وأشار النقيب العسكري الذي فضل حجب اسمه ، بان الحكومة تجاهلت مطالبهم العادلة ، لاسيما مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ، وتابع قائلا ، " لقد مر شهر رمضان المبارك بظروف صعبة ، وتلاه عيد الفطر وكيف استقبل العسكر وعائلاتهم العيد في ظروف حزينة ، وها نحن على أبواب عيد الأضحى ، ولا نعرف كيف سنستقبله أيضا في ظل تدهور أوضاعنا المعيشية".
وتساءل الضابط ، " أليس من حقنا أن نفرح بالعيد وأطفالنا كباقي البشر ، والى متى سننتظر هذا الجوع الذي أرهق عائلاتنا ؟ ".
وفي بيان صادر عن منتسبي الأجهزة الأمنية طالبوا رئيس السلطة بوضع حد لما وصفوه بالحكومة الفاشلة والمستهترة بالآلام و تضحيات الفلسطينيين وضرورة إيجاد آلية لصرف الرواتب ، مؤكدين أنهم سيقومون برفع قضية قانونية لمحكمة العدل العليا ضد الحكومة بشان مسؤوليتها القانونية عن عدم توفير الرواتب وحالة الفلتان الأمني.
إقتحام أمني للتشريعي
وكانعشرات من افراد الامن الفلسطيني الذين تظاهروا اليوم السبت احتجاجا على عدم صرف رواتبهماقتحموا مقر المجلس التشريعي في غزة. وقال مصدر امني فلسطيني ان عشرات المتظاهرين الغاضبين "اقتحموا مكاتب المجلس التشريعي واطلقوا النار في الهواء، في حين تحاول قوة من الشرطة وافراد حرس مقر المجلس المجلس منعهم من ذلك".وتظاهر قرابة 500 من عناصر الامن في مسيرة جابت شوارع المدينة الرئيسية باتجاه مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة حيث اطلق بعض المتظاهرين النار في الهواء. وردد المشاركون هتافات تدعو الحكومة الفلسطينية الى صرف الرواتب ومنها "اين رواتبنا.. نريد ان نعيش حياة كريمة". وذكر شهود عيان ان عددا من المتظاهرين قاموا باغلاق الطريق امام المركبات.
وفي رفح تظاهر قرابة مئة من افراد الامن الفلسطيني واغلقوا طريق صلاح الدين الرئيسي في وجه حركة المرور. كما اطلق عدد من افراد الامن النار في الهواء واشعلوا اطارات السيارات في وسط الطريق. وتظاهر عشرات من افراد ومنتسبي الاجهزة الامنية في مدينة خان يونس. وبعد ان اغلقوا بالحجارة واطارات السيارات مفترق بلدة بني سهيلة المؤدي الى البلدات الشرقية في خان يونس.وقال ضابط في الامن الوطني لوكالة فرانس برس ان الهدف من هذه الاحتجاجات والتظاهرات هو "مطالبة الحكومة والسلطة الوطنية بايجاد حلول لمشكلتنا الاقتصادية والمالية المتفاقمة".واضاف "نعيش في ظروف انسانية ومعيشية معقدة وصعبة للغاية جراء سياسة الحصار وعدم حصولنا على رواتب منذ تسعة اشهر"، متسائلا "اليس هذا حرام ان نعيش كالاموات؟".
وتابع هذا الضابط الذي اكتفى بذكر اسمه الاول عبد الحميد "نطالب الجميع بتحمل المسؤولية وبالاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية لانهاء الازمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يعاني منها كل شعبنا".
وقال احد المتظاهرين "من يقبل بسلف لا تفي بشىء؟ لا نملك الدواء ولا الطعام لاولادنا". ولم يتلق اكثر من 160 الف موظف في القطاعات الحكومية في الاراضي الفلسطينية رواتبهم منذ آذار/مارس الماضي بسبب الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية.لكنهم تلقوا "سلفا مالية" كجزء من مستحقاتهم المالية عدة مرات.