اصابة محققين في موت ليتفينينكو بكمية من البولونيوم

لندن: أعلنت الشرطة البريطانية الاحد ان كميات قليلة جدا من مادة البولونيوم 210 اصابت اثنين من ضباطها المشاركين في التحقيق في تسميم عميل الاستخبارات الروسي السابق الكسندر ليتفنينكو. واوضحت الشرطة في بيان ان الشرطيين ينتميان الى فريق من 26 رجلا "يشاركون بشكل وثيق" في التحقيق، موضحة ان حالتهما جيدة. واضافت ان الضباط ال26 خضعوا لاختبارات وتبين ان اثنين منهم اصيبا بكميات ضئيلة من البولونيوم.

وقال البيان ان "الضابطين في حالة جيدة لكنهما يخضعان لمراقبة صارمة من السلطات الطبية التي تقدم لهما كل مساعدة يحتاجانها". وقد رصدت آثار مادة البولونيوم 210 المشعة التي سببت وفاة عميل الاستخبارات في 23 تشرين الثاني(نوفمبر) الماضي، لدى عدد كبير من الاشخاص. وبين هؤلاء سبعة من العاملين في حانة فندق "ميلينيوم" في لندن حيث التقى ليتفينينكو في الاول من تشرين الثاني(نوفمبر) روسيين اصيبا بالمادة نفسها.

من جهة اخرى، اعلنت السلطات الصحيفة البريطانية ان اختبارات اثبتت اصابة ماريو سكاراميلا احد الروسيين اللذين التقاهما ليتفنينكو في من الشهر الماضي، بكميات قليلة جدا من المادة نفسها. وقالت وكالة الحماية الصحية ان "النتائج تثبت ان سكاراميلا مصاب بكميات قليلة جدا من البولونيوم 210"، موضحة ان "هذه النتائج مطابقة لتلك التي اعلنها مستشفى يونيفرسينتي كوليج". لكنها اوضحت ان اي "عوارض تسمم اشعاعي لم تظهر على سكاراميلا".

واكدت ارملة ليتفينينكو لصحيفة "صنداي تايمز" اليوم الاحد ان عميل الاستخبارات السابق كان يعتقد انه يعيش بامان في بريطانيا.
وقالت مارينا ليتفينينكو (44 عاما) ان "الحياة هنا في انكلترا خدعتنا"، موضحة ان الحرية التي تمتعوا بها اعطتهم انطباعا خاطئا بانهم آمنون. واضافت "كان له اعداء بالتأكيد لكن ليس الى درجة قتله بهذه الطريقة الرهيبة. لم يشعر ساشا (الكسندر) يوما انه هدف للقتل".

وتابعت "كان يشعر بالامان هنا. لم يقل لي ماذا كان يعمل بالضبط لكن كان لديه عمله ولدي عملي في ادارة اسرتي وابني ومنزلي وكان يحاول حمايتي". وقالت ان "الجميع يكتبون انه كان جاسوسا سابقا وهذا خطأ. لم يكن جاسوسا في اي يوم. لم يكن له اعداء في حياته، لكن لانه كان ضابطا سابقا في الاستخبارات الروسية كان يعرف مثلي انه لا يمكن الافلات" من هذا الجهاز.

وامتد نطاق التحقيق في قضية تسمم ليتفينينكو الى المانيا حيث عثرت الشرطة على آثار لمادة البولونيوم في شقتين احداهما كان يقيم فيها رجل الاعمال الروسي دمتري كوفتون الذي التقى ليتفينينكو والثانية في المبنى نفسه كانت تقطنها زوجته السابقة. وقالت الشرطة الالمانية في بيان ان "آثار تلوث رصدت في موقعين في شقة زوجته السابقة"، موضحة انها تستجوب المرأة التي لم تكشف هويتها لكنها قالت انها تبلغ من العمر 31 عاما.

وكان كوفتون قال لاذاعة "صدى موسكو" انه يعيش في المانيا منذ 12 عاما ومتزوج من المانية. واخلت الشرطة المبنى عند تفتيش الشقتين ثم استدعت السكان الذين كانوا لى اتصال مع كوفتون. وقالت انها رصدت آثار بولونيوم في شقة والدة الزوجة السابق في هاسيلاو غرب هامبورغ. وانتقلت الشرطة بعد ذلك الى عمليات بحث في طائرة تابعة لشركة الطيران الالمانية "جيرمان وينغز" استقلها كوفتون في الاول من تشرين الثاني(نوفمبر) للتوجه الى لندن حيث التقى ليتفينينكو. واستجوب محققون بريطانيون الثلاثاء والاربعاء كوفتون في مستشفى في موسكو يعالج فيها بسبب تسممه ايضا بمادة البولونيوم 210.