أخبار

الفلسطينيون في حالة ترقب لخطاب عباس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


سمية درويش من غزة : " سيقيل عباس الحكومة ... لا لن يقيلها " ، بهذه الكلمات سطرت العجوز الفلسطينية أم أنور خلال حديثها لـ"إيلاف" ، حالة الوجع والترقب التي أصابت جموع الفلسطينيين ، اثر تفجر الوضع بين حركتي فتح وحماس المتناحرتين على الحكم. فمنذ وصول حماس لسلم الحكم اثر فوزها الكاسح على حركة فتح في الخامس والعشرين من كانون الثاني "يناير" الماضي في الانتخابات التشريعية ، والشارع الفلسطيني في حالة وجع وترقب اثر الحراب الإعلامي وموجات الاقتتال الداخلية التي اندلعت بين الحركتين الرئيستين.

ولم تعد حركة حماس التي صعدت للحكم مع نهاية آذار (مارس) الماضي ، قادرة على تأمين مرتبات موظفي السلطة بشكل منتظم جراء الحصار الإسرائيلي الغربي المحكم على السلطة ، رغم ما يجلبه وزراء ونواب حماس من أموال عبر حقائب سفرهم. وأصبح الشارع الفلسطيني يعيش في حالة انقسام كبيرة ، ولم يعد بمقدوره تحديد ما يريد سوى مطالبته بتحسين أوضاعه المعيشية التي انهارت فجأة ، وأصبحت الكارثة والفقر والمجاعة عناوينه التي تتحدث عنها وسائل الإعلام . أم أنور تقول لـ"إيلاف" ، " حماس وفتح شغلونا عن ممارسة حياتنا بشكل اعتيادي وعطلوا أمورنا ، كل دقيقة في خبر عاجل ، ونفسنا نسمع خبر مفرح ، كلها أخبار خطف وقتل ومشاكل هنا وهناك " ، بحسب تعبيرها.

وعبرت المسنة التي تتخذ من حي الشيخ رضوان شمال غزة مسكنا لها ، عن استيائها لوصول الوضع الفلسطيني لهذا الحد ، بسبب الخلافات السياسية المتواصلة بين فتح وحماس ، داعية الله أن يوفق ويجمع فيما بينهما. وتنتظر أم أنور كغيرها من المواطنين خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المرتقب ، والذي قيل بأنه سيحمل سطورا وجملا مهمة للشعب الفلسطيني ، بعد وصول الحوار الفلسطيني الى طريق مسدود. وتقول أم أنور ، " طوال الشهور الماضية ونحن لا نجيد على ألسنتنا سوى سيقيل عباس الحكومة ، لا لن يقيلها ، وها نحن ننتظر ما سيحمله خطاب عباس".

وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، قد أوصت أمس رئيس السلطة باستخدام صلاحياته للدعوة إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة ، ما أثار حفيظة حركة حماس التي لا تعترف بالمنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ، لاسيما عقب هزيمتها لمنافستها فتح في صناديق الاقتراع.
ويتوقع الكثير من المراقبين تفجر الأوضاع الأمنية على الساحة الفلسطينية ، في حال أقدم الرئيس عباس بالفعل على إقالة حكومة إسماعيل هنية والدعوة لانتخابات مبكرة ، لاسيما وان ردة فعل حماس على توصيات الجنة التنفيذية جاءت حادة وتحمل الكثير من التهديد والوعيد.

أبو اشرف موظف حكومي في العقد الرابع من عمره يعيل ستة أفراد ، يفضل حكم حماس على تفجر الأوضاع الأمنية ، غير انه أعرب عن أمله بان يتمكن الجانبين من كسر حالة الجمود والتنازل لصالح الشعب الفلسطيني. ويقول أبو اشرف لمراسلة "إيلاف" ، " الوضع المعيشي سيئ للغاية ولم يعد بمقدورنا تامين غذاء وحليب الأطفال ومتطلباتهم اليومية ، ولكن ان كان هناك خيار ليبعدنا عن شبح الاقتتال الداخلي فنحن معه". بدورها دعت المواطنة أم سامح ، الجانبين "فتح وحماس" للتنحي عن الحكم وإفساح المجال أمام شخصيات مستقلة تدير أمور السلطة بعدما تبين فشل الجانبين بتسيير أمور الشعب ، بحسب تعبيرها.
وتدعو المواطنة إلى تجنيب الشعب شبح الاقتتال الداخلي ، مشيرة إلى ان الوضع الأمني متردي للغاية دون موجة الاقتتال ، فما بالك لو سيطر السلاح على الأرض؟.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف