براغ : إغلاق أبواب أوروبا أمام تركيا سياسة قصيرة النظر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ : دعا وزير الخارجية التشيكي الاتحاد الأوروبي إلى عدم إغلاق أبوابه أمام انضمام تركيا إليه مشددا على أن مثل هذه السياسة ستكون قصيرة النظر وستجبر تركيا على البحث عن حليف آخر لها يمكن أن يكون إما روسيا في الشمال أو الدول الإسلامية في الشرق .
وحذر في مقال كتبه اليوم في الصحيفة الاقتصادية انه في حال تحالف تركيا مع روسيا فإن أوروبا ستصبح في وضع التبعية المطلقة لإمدادات الطاقة التي لا يمكن التحكم بها أما في الحالة الثانية فسيحدث ما أسماه بعملية تفكك الطابع العلماني لتركيا وزيادة الأصولية والتطرف في الوسط القريب من أوروبا .
وأكد أن عملية ضم تركيا إلى الاتحاد ستكون طويلة وصعبة غير أن الاتحاد سبق له وان وعد تركيا بالعضوية في الاتحاد ولذلك يتوجب منحها الفرصة لكي تثبت بأنها قادرة على استيفاء المعايير الصعبة المطلوبة من كافة الدول المرشحة للعضوية والى التعامل مع تركيا بشكل نزيه والى توجيه رسالة واضحة إلى انقرة مضمونها بان تركيا بالنسبة إلى الاتحاد هي دولة لها مصداقية وحليف مهم .
ورأى أن العلاقات التركية بالاتحاد الأوروبي أصبحت ضحية للحل أو لعدم حل القضية القبرصية وانه على الرغم من أن الاعتراف بقبرص من قبل تركيا وحل الخلافات القائمة بين الأتراك والقبارصة في الجزيرة المقسمة لم يكن من الناحية الشكلية شرطا للبدء بمفاوضات الانضمام إلى الاتحاد إلا أن التعثر القائم في المفاوضات يحدث عمليا بسبب هذه القضية .
ودعا إلى الاعتراف صراحة بان الاتحاد الأوروبي مقيد بالمصالح السياسية الداخلية لبعض الدول وانه لا يتصرف بشكل حيادي مشددا على انه لن يتم التقدم إلى الأمام إذا لم يتم إعطاء حل المشكلة القبرصية دفعة جديدة في الأمم المتحدة .
وأكد أن تركيا هي دولة مهمة جدا من الناحية الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي إلى درجة انه لا يمكن السماح بانهيار المفاوضات الخاصة بضم تركيا بسبب المشكلة القبرصية .
ولفت إلى أن تركيا هي مهمة بالنسبة إلى أوروبا بسبب موقعها الجغرافي وأنها تمثل عامل استقرار في المنطقة وأنها تدعم العملية السلمية في الشرق الأوسط وهي الوحيدة في العالم الإسلامي حسب رأيه التي تربطها علاقات صداقة بإسرائيل كما تقوم بدور اللاعب المفصلي في عمليات الاستقرار في القوقاز وفي البلقان وفي جمهوريات آسيا الوسطى .
وأضاف وبالنظر إلى علاقاتها مع إيران يمكن لها أن تلعب دور عامل الاستقرار بين الموقف الأميركي الصلب وموقف الاتحاد الأوروبي الناعم كما انه وبالنظر إلى كون الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط لهما أهمية مفصلية بالنسبة إلى ضمان الأمن الأوروبي فان تركيا لا يمكن الاستغناء عنها من قبل أوروبا .
ونبه إلى أن تركيا تعتبر منذ أكثر من خمسين عاما حليفا يحظى بالمصداقية في حلف الناتو وتتواجد قوات تركية الآن في أفغانستان وكوسوفو والبوسنة و تساهم تركيا في استقرار العراق كما أن التوجهات الأساسية للسياسة الخارجية التركية تتوافق مع مواقف وقرارات الاتحاد الأوروبي ولذلك فان أوروبا يمكن لها عبر تكامل تركيا معها أن تكسب الكثير ولاسيما من ناحية امن الطاقة .
وحذر من أن القارة الأوروبية لا تمتلك المصادر الكافية من الطاقة الأمر الذي أكده قطع إمدادات الطاقة بداية هذا العام إلى أوكرانيا وأهمية الموقع الاستراتيجي لتركيا كطريق بديل للنفط والغاز إلى أوروبا من منطقة القوقاز ووسط آسيا .
وأضاف أن الاقتصاد الأوروبي يمكن له أن يعزز قوته بشكل مهم بتوسيع سوقه ليشمل 70 مليونا من المستهلكين لان تركيا هي في المرتبة السابعة عشرة من حيث كبر اقتصادها عالميا كما تقوم حكومة اردوغان بتنفيذ إصلاحات ستجعل تركيا بين الأسواق الأكثر أفقا ولذلك يمكن أن تشكل تركيا بالنسبة إلى أوروبا المتعبة سندا كبيرا .
ورأى أن عدم الثقة بتركيا كدولة إسلامية قد ارتفع بعد تنامي قوة الأصوليين الإسلاميين وأحداث 11 أيلول / سبتمبر وبعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في أوروبا غير ان تركيا حسب رأيه تعتبر مثالا فريدا للدولة الديمقراطية العلمانية والحديثة التي يعتنق السكان فيها الإسلام .
وأكد أن الإسلام سواء أعجب ذلك الأوروبيين أم لا أصبح بفضل الهجرة جزءا لا يمكن تجاهله من حاضر العالم الغربي ولذلك فان إقامة علاقة شراكة قوية مع تركيا يمكن له أن يكون نافعا بالنسبة إلى أوروبا كما أن المفهوم التركي للإسلام يمكن أن يكون مفصليا بالنسبة إلى مزاج 15 مليون يؤمنون بالإسلام في أوروبا وهؤلاء يتابعون باهتمام جهود تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ولذلك فإن العمل بسياسة المعيارين تجاه تركيا يمكن أن يعزز الإحباط لديهم .
وشدد على أن عدم تبني الاتحاد الأوروبي موقفا واضحا سيضعف تشوق الأتراك للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كما أن الطريقة التي يتعامل بها الاتحاد الأوروبي مع تركيا تجعل من الصعوبة على النخبة التركية أن تدافع عن مواقفها الموالية لأوروبا ويؤدي ذلك إلى تنامي دعم القوميين الأمر الذي يهدد بفقدان الجهود الإصلاحية التركية جاذبيتها في عيون الرأي العام التركي .