أخبار

رايس تنتقد خطاب أنان: نعتز بإسقاط صدام حسين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

رايس لسوريا وإيران: مستقبل لبنان غير قابل للنقاش واشنطن: أعربت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في مقابلة معها، عن "اعتزازها" لمساهمتها في إسقاط الرئيس العراقي السابق صدام حسين مؤكدة انها غير نادمة على الحرب على العراق. وقالت رايس "لست نادمة لمشاركتي في تحرير العراق واطاحة صدام حسين بل انني اعتز بان بلادي ساهمت في نهاية الامر في تحرير 25 مليون عراقي من طاغية".

وعرضت مجموعة الدراسات حول العراق التي يترأسها وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر والسيناتور السابق لي هاملتون صورة متشائمة للوضع في العراق وانتقدت ضمنا اداء الرئيس الاميركي جورج بوش في الشرق الاوسط، ورايس من اقرب مستشاريه منذ ست سنوات.

وردا على سؤال عن اكثر ما تأسف عليه في ادارة الحرب في العراق، لم تذكر وزيرة الخارجية التي كان لها تأثير كبير على قرارات بوش بصفتها مستشارته لشؤون الامن القومي في بادئ الامر ثم وزيرة للخارجية، سوى برنامج اعادة الاعمار غير الملائم الذي طبق بعد الاجتياح عام 2003.

ورأت ان هذا البرنامج الذي خصصت له الولايات المتحدة اكثر من عشرين مليار دولار منذ ثلاث سنوات كان "مركزيا وضخما اكثر مما ينبغي"، مشيرة الى انه تم تعديله فيما بعد. واقرت رايس بانها تشعر بوطأة "مسؤوليتها الشخصية" معترفة بان الوضع في العراق "سيئ جدا". لكنها اكدت مجددا التزام الولايات المتحدة بدعم العراقيين. وقالت "انه امر تصعب مواجهته: حين تترتب علينا مسؤولية في اتخاذ القرار باطاحة صدام حسين، نشعر اننا مسؤولون شخصيا عما يجري يوميا هناك". واضافت "لكننا نشعر ايضا اننا مسؤولون شخصيا عن الدعم والالتزام حيال اولئك الذين يكافحون من اجل بناء شيء جديد ومختلف تماما (في المنطقة) على أنقاض هذا النظام المتسلط".

وذكر تقرير مجموعة بيكر ان الوضع في العراق "سيئ ومتدهور" واوصى بتغيير في السياسة الاميركية في هذا البلد وبالضغط على الحكومة العراقية حتى تحسن الوضع الامني. كما دعا التقرير الى سحب الوحدات القتالية الرئيسة من العراق بحلول الفصل الاول من العام 2008 والى قيام ادارة بوش بحملة دبلوماسية تتضمن محادثات مباشرة مع ايران وسوريا، وهو ما ترفضه رايس.
وقالت "انني بصفتي اختصاصية في التاريخ، على يقين بان التاريخ هو الذي سيحكم على الامور وسيبين ما كان خطأ وما كان قرارا جيدا".

ولم تبد وزيرة الخارجية أسفا خلال المقابلة سوى في ما يتعلق بلبنان وخصوصا سقوط ضحايا مدنيين في الحرب التي استمرت 34 يوما بين اسرائيل وحزب الله الشيعي اللبناني خلال الصيف فيما رفضت واشنطن الدعوة الى وقف اطلاق نار. وقالت "حين ارى كل يوم ما يجري في لبنان، اتذكر المعاناة الفظيعة التي عاشها مدنيون -- واسرائيليون -- خلال هذه الحرب". وتابعت "كنت اود ان اتمكن من عمل المزيد لتجنيب مدنيين ابرياء المعاناة، لكنني اعترف ايضا بان حزب الله هو الذي اغرق بلدا برمته في الحرب بتصرفه كدولة داخل الدولة".

وقالت رايس التي اتهمت آنذاك بالتخلي عن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لتسهيل عمليات اسرائيل ضد حزب الله "اعتقد انه ينبغي ان نحدد من كان مسؤولا، لكن هذا لا يسهل علي التفكير في معاناة اللبنانيين خلال هذه الحرب".

وشنت اسرائيل في 12 تموز(يوليو) حربا دامية على لبنان بعد ان خطف مقاتلون من حزب الله جنديين في عملية نفذوها على الحدود. واسفرت المواجهات وعمليات القصف العنيف على لبنان عن سقوط نحو 1200 قتيل معظمهم من المدنيين مقابل مقتل 131 عسكريا و41 مدنيا اسرائيليا.

قضية ليتفينينكو "مقلقة"

وصرحت رايس ان قضية الجاسوس الروسي السابق الذي مات مسموما بمادة البولونيوم "مقلقة"، وطلبت من موسكو التعاون بشكل كامل مع التحقيق فيها. وقالت "اعتقد انها مقلقة". واضافت ان "شخصا تسمم بالبولونيوم وبدأت تظهر اثاره في عدد من الاماكن المختلفة. يجب ان يقلق هذا الامر كل الناس: المسؤولين في الاجهزة الامنية والمسؤولين السياسيين".

وامتنعت رايس عن اتهام الكرملين بقتل الجاسوس السابق الكسندر ليتفينينكو الذي توفي في لندن في 23 تشرين الثاني(نوفمبر) الماضي مسموما بمادة البولونيوم 210 ولكنها اوضحت انها ستثير المسألة مع موسكو. واوضحت رايس "ابلغنا بوضوح الحكومة الروسية ان كل هذه الامور يجب ان تخضع لتحقيق وتحقيق عميق"، موضحة ان "تعاونا كاملا ضروري".

متفائلة بعقوبات بحق ايران قريبا

واعربت رايس عن "تفاؤلها" حيال اقرار الامم المتحدة قريبا مشروع قرار ينص على فرض عقوبات على ايران بشأن برنامجها النووي. وقالت رايس "ليس هذا مشروع القرار الذي كنا نوده، لكن هكذا تكون المفاوضات" في اشارة الى مشروع القرار الذي عرضته فرنسا وبريطانيا الاثنين على مجلس الامن من اجل فرض عقوبات على ايران لرفضها تعليق تخصيب اليورانيوم.

ورأت رايس "انه قرار جيد. هذا قرار اول وهو يستند الى الفصل السابع وهذا اهم عنصر فيه بنظري"، في اشارة الى الفصل من ميثاق الامم المتحدة الذي يعطي مجلس الامن صلاحيات واسعة للتحرك بما في ذلك بالوسائل العسكرية للتصدي لاي تهديد "للامن والسلام الدوليين". وردا على سؤال عن فرص صدور مشروع القرار قريبا، قالت "انني متفائلة. اعتقد انه يجب اقراره سريعا فالامور طالت بما فيه الكفاية".

ومضت اكثر من ثلاثة اشهر على انقضاء المهلة التي حددت لايران حتى 31 اب/اغسطس لتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم تحت طائلة عقوبات. وتجري مناقشات منذ بضعة اسابيع بين الدول الكبرى الست المعنية بالملف النووي الايراني (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) من اجل التوصل الى نص قرار يفرض عقوبات على طهران.

وتعثرت المفاوضات عند تحفظ روسيا والصين اللتين ترتبطان بايران بمصالح اقتصادية ضخمة، على فرض عقوبات متشددة على طهران. وشددت رايس على ان التصويت سريعا على النص "سيوضح للايرانيين انه لن يكون في وسعهم مواصلة هذا البرنامج والبقاء ضمن النظام الدولي". واضافت "آمل ان يحملهم ذلك على التفكير حتى يعودوا الى طاولة المفاوضات"، مشيرة الى انه في وسع ايران الموافقة في اي لحظة على عرض الحوافز الذي قدم اليها والتخلي عن برنامجها النووي الذي يشتبه الغربيون بانه يهدف الى حيازة السلاح النووي.

وقالت وزيرة الخارجية "يمكن في اي لحظة لاشخاص منطقيين داخل حكومة ان يقرروا انهم سلكوا طريقا خاطئا وان يغيروا وجهتهم، لكن حان الوقت لتبني هذا القرار". واكدت مجددا في هذا الاطار استعدادها للقاء مسؤولين ايرانيين "في اي مكان او زمان" والبحث معهم في "اي مواضيع" اذا ما علقت طهران برنامج التخصيب.

وتنص مسودة القرار التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنها على فرض عقوبات اقتصادية وتجارية على ايران في المجالات المرتبطة بنشاطات التخصيب واعادة المعالجة وبالمفاعلات العاملة بالمياه الثقيلة وكذلك في مجالات تطوير انظمة لاطلاق اسلحة نووية. واسقطت من النص بطلب من موسكو اي اشارة الى المحطة النووية المدنية التي تساهم روسيا في بنائها في بوشهر. غير ان النص يذكر عقوبات فردية بحق ايرانيين مرتبطين بهذه النشاطات سواء كانوا اشخاصا ماديين او معنويين ومن هذه العقوبات حظر السفر وتجميد الاموال في الخارج، وهذا ما لا يزال يطرح مشكلة بنظر موسكو.

تنتقد خطاب انان

وانتقدت رايس الخطاب الذي القاه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الاثنين وانتقد فيه السياسة الخارجية الاميركية، معتبرة انه "فرصة ضائعة". وانتقدت فشل انان في هذا الخطاب في التركيز على الدور الايجابي الذي لعبته واشنطن في الامم المتحدة في السنتين الماضيتين على حد قولها. وقالت "كنت آمل ان يتحدث عن كل العمل الذي قمنا به معا" مشيرة الى الصناديق الدولية من اجل مكافحة الايدز والديموقراطية وكذلك العمل من اجل وقف العنف في دارفور بالسودان ووقف اطلاق النار في لبنان الصيف الماضي.

واضافت ان "وقف اطلاق النار هذا لم يكن ليحصل بدون الولايات المتحدة". وتابعت "يمكنني التحدث باسهاب عن الامور الايجابية التي حققناها في تلك الفترة وانني آسفة لانه لم يتم التركيز عليها في الخطاب". وقالت "انه بالفعل فرصة ضائعة".

وكان انان قال في احد آخر خطاباته بصفته امينا عاما للامم المتحدة "هذا البلد (الولايات المتحدة) كان تاريخيا في مقدمة حركة حقوق الانسان". واضاف "لكن اميركا لا يمكن ان تستمر في هذا الدور الا اذا ظلت وفية لمبادئها، حتى في محاربتها للارهاب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف