أخبار

إعتراف أولمرت بالنووي يحرج فرنسا ودعوات لضغوط على اسرائيل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


اندريه مهاوج من باريس، عواصم:أحرج اعتراف رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت غير المباشر بامتلاك بلاده اسلحة نووية اصدقاء اسرائيل في العالم وخصوصا التي اتخذت من التمسك بسلامة اسرائيل وامنها شعارا لتعاطيها مع ملف الشرق الاوسط. وتبدو فرنسا واحدة من الدول المعنية بهذا الامر خصوصا ان جميع المسؤولين فيها يرددون تمسكهم بامن اسرائيل في أي مناسبة تتعلق بالوضع العام في المنطقة او بالحلول المطروحة لتحقيق السلام . ومع ان باريس تعتبر ايضا من المدافعين عن الحقوق الفلسطينية وعن القضايا العربية المتعلقة بعملية السلام فانها تضع خطا احمر سلامة اسرائيل .

وما تصريحات ايهود اولمرت بشأن السلاح النووي الا احراجا لباريس التي دعت في مناسبات عدة الى جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي والتي لا بد لها من التخلي عن المطالبة بما تعتبره ضمانات لمنع تهديد امن اسرائيل بما ان الاخيرة قادرة بفضل قوتها النووية على حماسة نفسها لا بل على تهديد امن الاخرين نظرا لتفوقها في هذا المجال.

وهذا اللغط الذي احدثته تصريحات اولمرت دفعت بالناطق باسم الخارجية الفرنسية الى التذكير بان فرنسا اوقفت أي تعاون مع اسرائيل في المجال النووي منذ الستينات بقرار من الجنرال شارل ديغول ، وكأنه يريد بذلك التنصل من أي مسؤولية لبلاده ونفي أي علم لها بما لدى اسرائيل من سلاح ، كما انه اعاد التأكيد على مواقف فرنسا الثابتة من السلاح النووي وهي دعوة جميع دول العالم الى التوقيع على معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي وهو ما لم تفعله اسرائيل بعد ثم التركيز على ضرورة جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل معلنا في هذا الاطار عن تأييده للمباردة المصرية في هذا المجال.

وفي الوقت الذي دار فيه جدل واسع في فرنسا بعد التصريحات المنسوبة إلى أحد نواب حزب الله عن النازية واسرائيل خلال اجتماع المرشحة الاشتراكية للانتخابات الرئاسية سيغولان رويال بنواب من الحزب جاءت تصريحات اولمرت لتعطي زخما جديدا للجدل حول السياسة الخارجية في الحملة الانتخابية الفرنسية وعكست ذلك الصحف الصادرة اليوم التي دعت المرشحين الى عدم التسرع في إطلاق الاحكام وفي التبصر بدقة بالموازين القائمة في الشرق الاوسط قبل الانخراط في مواقف غير متطابقة مع الواقع في الدور الذي على فرنسا ان تقوم به مستقبلا لمعالجة مشكلة المنطقة والتوصل الى تحقيق السلام .

ولكن السؤال الاكبر الذي يجب الاجابة عليه الان لماذا يحق لاسرائيل ما لا يحق لغيرها ولماذا لا يواجه المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه اسرائيل التي لم يعد امتلاكها للسلاح النووي سرا في وقت يجهد فيه هذا المجتمع لادانة ايران .

ووفقا لصحيفة لوفيغارو فان هذا الاستنتاج قد يؤخر مساعي حسم الموقف الدولي من العقوبات على ايران ، والتفسير لذلك هو ان روسيا قد تعمد الى أن يأخذ الموقف الدولي من ايران في الاعتبار وجود نووي في اسرائيل في حين لن يتورع البعض عن اتهام المجتمع الدولي بالكيل بمكيالين وقد يقوي ذلك موقف الدول الخليجية التي تبنت الحصول على الطاقة النووية في قمتها الاخيرة . يبقى ان تصريحات اولمرت قد لا تكون مجرد ذلة لسان بل انها مقصودة وتحمل رسالة واضحة الى ايران لاقامة توازن رعب معها تماما كما كان الحال خلال الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي كما قد تكون بمثابة التهديد المباشر لطهران وتأكيدا على جدية اسرائيل في توجيه ضربة عسكرية لايران وقدرتها على القيام بذلك .

الجامعة العربية

من جهتها دعت الجامعة العربية اليوم الاسرة الدولية ومجلس الامن الدولي الى ممارسة ضغوط على اسرائيل بعد ان المح رئيس وزرائها ايهود اولمرت الى ان الدولة العبرية تمتلك السلاح النووي. وصرح محمد صبيح الامين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية للصحافيين "يجب الضغط على اسرائيل من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية لفتح منشآتها النووية بشفافية امام التفتيش الدولي".

وشدد صبيح على "ضرورة اخضاع اسرائيل للعقوبات الدولية في حال رفضها فتح منشآتها". ودعا "جميع الدول التي قدمت مساعدات علمية وفنية لاسرائيل خاصة اليورانيوم والماء الثقيل ان تكشف النقاب عن هذه المساعدات دون تاخير".

وكان اولمرت المح علنا في برلين الى امتلاك اسرائيل السلاح النووي قبل ان يتدارك الامر ويعود الى الصيغة المعتمدة بان اسرائيل لن تبادر الى ادخال هذا السلاح الى المنطقة. وقال صبيح "الجميع يدرك ان اسرائيل تمتلك اسلحة دمار شامل ووسائل نقلها الى اكثر من الفي كلم مما يعني ان جميع العواصم العربية تحت مرمى السلاح الاسرائيلي".

الاتحاد الاوروبي

وطلبت الرئاسة الفنلندنية للاتحاد الاوروبي اليوم من رئيس الحكومة الاسرائيلي ايهود اولمرت "مزيدا من التوضيحات" بشأن تصريحاته المتعلقة بقدرات اسرائيل النووية. وقال وزير الدفاع الفنلندي سيبو كارياينن لصحيفة برلينر تسايتونغ الالمانية "اعتقد ان على اولمرت اعطاء مزيد من التوضيحات حول المعنى الحقيقي لتصريحاته".

ويأمل الوزير الفنلندي الذي يتولى رئاسة مجلس وزراء الدفاع الاوروبي، خصوصا بان "تتمكن القوة الدولية لحفظ السلام التي بدأت مهمتها مع بداية الصيف في لبنان من متابعتها بدون عوائق". واضاف "ان الاتحاد الاوروبي سيراقب بدقة متناهية اي ردود فعل ستثيرها التصريحات الاسرائيلية في المنطقة".

ايران

ووصفت ايران اليوم التصريحات التي ادلى بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بشان امتلاك بلاده للسلاح النووي، بانها "اعتراف"، ودعا الامم المتحدة الى اتخاذ التدابير المناسبة. واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني الذي نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية تصريحاته ان "اعتراف رئيس الوزراء الصهيوني الرسمي يدل بوضوح على الخطر العسكري المحدق بالدول الاسلامية".

وادرج اولمرت في مقابلة مع التلفزيون الالماني اسرائيل ضمن لائحة من الدول التي تملك السلاح النووي مبتعدا بذلك عما اعتادت عليه السياسة الاسرائيلية التقليدية في هذا المجال. وقال حسيني ان "هذا الاعتراف يشير الى الخطر الحقيقي المحدق بامن واستقرار الشرق الاوسط ويدل على المخططات الشيطانية لهذا النظام لتنفيذ تهديداته واستراتيجيته في الارهاب ومواصلة الاحتلال". وتابع انه "لا بد من اتخاذ الحلول السريعة والفعالة في مجلس الامن الدولي ومنظمة المؤتمر الاسلامي وغيرها من المنظمات الاقليمية لمواجهة هذه المخاطر الواضحة جدا".

قائد اركان الجيش الروسي

ووصف قائد اركان الجيش الروسي الجنرال يوري بالويفسكي اليوم تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت حول قدرات اسرائيل النووية بانها "غير مسؤولة". واعلن الجنرال بالويفسكي الذي نقلت تصريحاته وكالة ايتار-تاس "هذا ما اطلعنا عليه مؤخرا، تصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي المحترم حول مشاريع بلاده من التحكم في السلاح النووي. كيف نفهم هذا التصريح؟ على انه غير مسؤول طبعا".

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي اثار ضجة كبيرة في اسرائيل الاثنين بادراج بلاده في لائحة الدول التي تملك السلاح النووي وذلك في مقابلة للتلفزيون الالماني ادلى بها خلال زيارة رسمية الى المانيا. وقال اولمرت بعد ذلك "اذا تحدثت في مقابلتي عن بلد يملك السلاح النووي مثل الولايات المتحدة ذلك فقط لرفض اي مقارنة بين اسرائيل وايران". لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي عاد الثلاثاء وقال ان "اسرائيل لن تكون اول بلد يدخل السلاح النووي الى المنطقة".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف