صالح لرئيس المحاكم الصومالية: لست مع طرف ضد آخر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في إطار مصالحة جديدة بين المحاكم والرئيس المؤقت
صالح يؤكد لرئيس المحاكم الصومالية انه ليس مع طرف ضد آخر
محمد الخامري من صنعاء : أكد الرئيس علي عبد الله صالح أن اليمن لا تقف مع طرف ضد طرف آخر في المسالة الصومالية وأن ما يهمها تحقيق الوفاق وتعزيز الوحدة الوطنية وان يسود الأمن والاستقرار والسلام في الصومال ويتمكن أبناءه من التفرغ لإعادة إعمار ما دمرته الحرب وبناء مؤسسات الدولة الصومالية الفتية. وجدد صالح خلال استقباله اليوم رئيس المحاكم الإسلامية في الصومال شريف شيخ أحمد ، حرص اليمن على مواصلة بذل جهودها من أجل رأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الصومالية ولما من شأنه إحلال السلام والاستقرار في الصومال.
وشدد صالح على ضرورة أن يعترف كل طرف في الصومال بالطرف الآخر ويتعايش معه في إطار تعزيز الوحدة الوطنية الصومالية ، وبما يحول دون التدخل الخارجي في شؤون الصومال ، مؤكدا أن أمن واستقرار الصومال يهم اليمن وكل دول المنطقة ، وان اليمن لن تألوا في بذل كل الجهود من أجل مساعدة الشعب الصومالي والوقوف إلى جانبه ولكل ما فيه مصلحة الصومال والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته.
ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية فقد أطلع رئيس المحاكم الإسلامية الذي أشاد بمواقف الرئيس صالح الحريصة على تحقيق الوفاق وإحلال السلام والاستقرار في الصومال ، اطلع صالح على تطورات الأوضاع الراهنة في الصومال وموقف المحاكم ورؤيتها إزاء إيجاد الحل للمشكلة الصومالية والخروج من الوضع الراهن .
هذا وكان رئيس المحاكم الإسلامية في الصومال قد وصل والوفد المرافق له إلى محافظة عدن "جنوب اليمن" في وقت سابق اليوم في زيارة لليمن تستغرق عدة أيام. وكان الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد قال في تصريحات سابقة نشرتها إيلاف أنه مستعد للتفاوض مع "الحركة الإسلامية" اتحاد المحاكم الإسلامية التي طالبها بوقف عملياتها العسكرية أولا ومن ثم الجلوس على طاولة المباحثات ، مشدداً على انه "لن نقبل بأي تفاوض قبل أن يتوقف القتال".
وأضاف الرئيس الصومالي انه سيعمل على انتهاز فرص السلام جميعها ولن يفوت أي واحدة منها لصالح بلده ، مشترطاً مع من يريد السلام أن يوقف القتال لأننا لا نقبل أن تفاوضنا المحاكم الإسلامية بيد وتهاجمنا بيد أخرى. وقال عبد الله يوسف انه مستعد للجلوس اليوم قبل غد مع أي طرف يريد امن الصومال ومصلحة الصومال ، أما من يريد الجلوس على طاولة المفاوضات لكسب المزيد من الوقت فهو لا يريد مصلحة الصومال ووسيلته هذه غير شرعية.
وكانت مصادر رسمية بوزارة الخارجية اليمنية كشفت في تصريحات سابقة لإيلاف عن موافقة الأطراف المتنازعة في الصومال على جهود اليمن الرامية إلى إزالة التوتر في بلادهم ، مشيرة إلى أن أطرافا من القوى السياسية في الصومال أبلغت الحكومة اليمنية رغبتها في زيارة اليمن ، وعقد جلسة مباحثات للتقريب بين وجهات النظر المختلفة بينهم من أجل إنهاء حالة الصراع.
وأضافت المصادر إن أطرافاً من الحكومة الصومالية الانتقالية واتحاد المحاكم الإسلامية أبلغت اليمن رغبتها في زيارة اليمن ، والالتقاء بعدد من القيادات السياسية للتباحث حول الأوضاع الراهنة في الصومال الشقيق.
وعبّر المصدر عن ترحيب اليمن بكل الحوارات والخطوات الهادفة إلى لمّ الشمل الصومالي (انطلاقا من الموقف اليمني الثابت والداعي إلى الصلح بين الأطراف الصومالية ، وهناك إجماع من قبل الأشقاء الصوماليين بأن الرئيس علي عبد الله صالح والشعب اليمني هم الأكثر حرصاً على تماسك الوحدة الصومالية وإنهاء الأزمة التي طال مداها لأكثر من 15 عاماً) ، مضيفاً : وجهود اليمن تنطلق من ثوابتها القومية في تجنيب الصومال ومنطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر لأي صراع قد يستجد ، ومن المقرر أن يصل وفدا الجانبين إلى صنعاء خلال الأيام القليلة القادمة.
وكان الرئيس صالح أكد مراراً وتكراراً دعم اليمن لكافة الجهود المبذولة من اجل الأمن والاستقرار والسلام في الصومال ، مشيرا إلى أن استقرار الصومال وإحلال السلام أمر يهم اليمن وكل دول المنطقة ، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولية إزاء الصومال وبما يكفل إعادة بناء مؤسسات دولته و أعمار ما دمرته الحرب.
وكان الرئيس على عبد الله صالح رعى التوقيع على "بيان عدن" الذي بموجبه تمت المصالحة الوطنية بين كل من الرئيس عبد الله يوسف احمد رئيس الحكومية الصومالية الانتقالية والسيد شريف حسن الشيخ آدن رئيس البرلمان الفيدرالي المصالحة الوطنية الصومالية بتوقيع بيان عدن للمصالحة الوطنية جرت في قصر الـ22 من مايو في الخامس من كانون الثاني "يناير" 2006م ، بعد العديد من اللقاءات والمفاوضات بين الطرفين في عدن التي رعاها الرئيس صالح في عدن والتي أثمرت عن هذا الاتفاق التاريخي الذي من شأنه عودة الوفاق الوطني والسلم الاجتماعي في دولة الصومال واسترداد البلد عافيته بعد أكثر من 15 عاما من الاقتتال الداخلي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وتشريد مئات الآلاف الأسر الصومالية.